الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: ولك أن تجعله بدلًا.
* * *
باب: مَا يُذْكَرُ فِي الْفَخِذِ
ويُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاس، وَجَرْهَدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"الْفَخِذُ عَوْرَةٌ". وَقَالَ أَنسٌ: حَسَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ فَخِذِهِ، وَحَدِيثُ أَنسٍ أَسْنَدُ، وَحَدِيثُ جَرهَدٍ أَحْوَطُ حَتَّى يُخْرَجَ مِنِ اخْتِلَافِهِم. وَقَالَ أَبو مُوسَى: غَطَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رُكْبَتَيْهِ حِينَ دَخَلَ عُثْمَان.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولهِ صلى الله عليه وسلم وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ، حَتَّى خِفْتُ أَنْ ترَضَّ فَخِذِي.
(جَرْهَد): على زنة جعفر، بجيم وراء وهاء ودال مهملة.
(ابن جَحْش): كفَلْس، بجيم وحاء مهملة وشين معجمة.
(وحديث أنس أَسْنَدُ): أي: أصحُّ إسنادًا.
فإن قلت: فيه بناء (1) أفعل التفضيل من غير ثلاثي، وهو غير مقيس؟
قلت: إذا كان الفعل على صيغة أفعل كمسألتنا (2)، فهو مقيس عند سيبويه، وناهيك به!
(وحديث جَرهد أحوطُ): للخروج من الخلاف.
(وقال زيد بن ثابت: أنزل الله على رسوله): هذا التعليق قطعة من
(1) في "ج": "تبعًا".
(2)
في "ع": "كهذا البناء".
حديث أخرجه البخاري في: الجهاد، والتفسير (1)، وسيأتي إن شاء الله تعالى.
(وفخذه على فخذي، فثقُلت): بضم القاف.
(أن ترض): بالبناء للمعلوم، فقوله (2):"فخذي" منصوب بفتحة مقدرة، وبالبناء للمجهول، فهو مرفوع بضمة مقدرة.
قال الزركشي: لا معنى لإدخاله في هذا الباب؛ فإنه ليس فيه أنه لا حائل بينهما، بل الظاهر كونه مع الحائل (3).
قلت: سنتكلم عليه في محله إن شاء الله تعالى.
* * *
275 -
(371) - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنس: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزَا خَيْبَرَ، فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِغَلَسٍ، فَرَكبَ نبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَركبَ أبو طَلْحَةَ، وَأَناَ رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ، فَأَجْرَى نبَيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في زُقَاقِ خَيْبَرَ، وَإِنَّ رُكبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ حَسَرَ الإزَارَ عَنْ فَخِذِهِ، حَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إلَى بَيَاضِ فَخِذِ نبَيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا دَخَلَ القَرْيَةَ، قَالَ:"اللهُ أكبرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ". قَالَهَا ثلَاثًا، قَالَ: وَخَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ، فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ -قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: وَالْخَمِيسُ، يَعْنِي: الْجَيْشَ-، قَالَ: فَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً،
(1) رواه البخاري (2832)، و (4592) عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.
(2)
في "ج": "من قوله".
(3)
انظر: "التنقيح"(1/ 142).
فَجُمِعَ السَّبْيُ، فَجَاءَ دِحْيَةُ، فَقَالَ: يَا نبَيَّ اللَّهِ! أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ، قَالَ:"اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً". فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُييٍّ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نبَيَّ اللَّهِ! أَعْطَيْتَ دِحْية صَفِيَّة بِنْتَ حُييٍّ، سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، لَا تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ، قَالَ:"ادْعُوهُ بِهَا". فَجَاءَ بِهَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"خُذْ جَارِيةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا". قَالَ: فَأَعْتَقَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَتَزَوَّجَهَا. فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ: بَا أَبَا حَمْزَةَ! مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: نَفْسَهَا، أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالطَّرِيقِ، جَهَّزَتْهَا لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ، فَأَهْدَتْهَا لَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَصْبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَرُوسًا، فَقَالَ:"مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْء، فَلْيَجئْ بِهِ". وَبَسَطَ نِطَعًا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجيءُ بِالتَّمْرِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجيءُ بِالسَّمْنِ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَدْ ذَكَرَ السَّوِيقَ، قَالَ: فَحَاسُوا حَيْسًا، فَكَانَتْ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(عُليّة): بعين مهملة مضمومة ولام فياء (1) مشددةٍ، مصغَّر.
(ثم حسر الإزار عن فخذه (2)): قال الزركشي: حُسر -بضم أوله مبني للمفعول- بدليل رواية مسلم: "فانحسر"(3)؛ أي: بغير اختياره لضرورة الإجراء، وحينئذٍ ففي دلالته على ما أراده نظر (4).
قلت: قد يكون البخاري إنما استدل بعدم تغطيتها (5) بعد الانكشاف،
(1) في "ن": "وياء".
(2)
في "ع": "فخذيه".
(3)
قلت: رواية مسلم (1365) بلفظ: "وانحسر".
(4)
انظر: "التنقيح"(1/ 142 - 143).
(5)
في "م": "تغطيتهما".
وأظن أن حسر يَرِد مع بنائه للمعلوم بمعنى انحسر، ويدل عليه شاهد النحاة (1) المشهور:[من الطويل]
وَإِنْسَانُ عَيْنِي يَحْسِرُ الماءُ تَارَةً
…
فَيَبْدُو (2) وَتَارَاتٍ يَجمُ فَيَغْرَقُ (3)
فحرِّرْه.
(فقالوا: محمدٌ): أي: جاء محمد، أو هذا (4).
(والخميس): -بالرفع- عطف على محمد، -وبالنصب- على أنه مفعول معه.
قيل: وسمي الجيش خميسًا؛ لأنه يُقسم خمسةَ أخماس: ميمنة، وميسر، وقلبًا، وجناحين.
وقيل بدلهما: المقدمة، والساقة.
وقال ابن سِيْده: لأنه يخمس ما وجده (5).
ورُدَّ بأن أهل الجاهلية كانوا يسمونه بذلك، ولا يعرفون التخميس (6).
(خذ جارية من السبي غيرها): قيل: المأخوذة (7) هي أختُ زوج صفية، وهو كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق.
وقيل: بنتُ عم صفية.
(1) في "ج": "البخاري".
(2)
في "ن" و "ع": "فيبدوا"، وفي "ج":"فيبدا".
(3)
البيت لذي الرُّمة.
(4)
في "ج": وهذا.
(5)
انظر: "المحكم" له (5/ 92)، (مادة: خمس).
(6)
انظر: "فتح الباري" لابن حجر (1/ 574).
(7)
في "ن" و"ع": "بدلها".