الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(إِرْبه): قال القاضي: كذا رويناه عن كافة شيوخنا في هذه الأصول -بكسر الهمزة وسكون الراء-، وفسروه (1) بحاجته، وقيل: لعقله، وقيل: لعضوه (2)(3).
وقال أبو عبيد، والخطابي: كذا يقوله أكثر الرواة، والإرب: العضو، وإنما هو لأَرَبه -بفتح الهمزة والراء-، أو لأربته (4)؛ أي: حاجته، قالوا: والأَرْب أيضًا: الحاجة.
قال الخطابي: والأول أظهر. انتهى (5)(6).
قلت: هذه الحاجة (7) من الخطابي في مخالفة الأكثرين بلا مُرَجِّع، فإذا ثبتت (8) الرواية هكذا، والمعنى صحيح كما اعترف به، فما هذا التعسُّفُ؟!
* * *
باب: تركِ الحائض الصومَ
231 -
(304) - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
(1) في "ج": "فسره".
(2)
في "ع" و "ج": "وقيل: بعقله، وقيل: بعضوه".
(3)
انظر: "مشارق الأنوار"(1/ 26).
(4)
في "ن" و "ع": "والأريبة"، وفي "ج":"ولأربته".
(5)
"انتهى" ليست في "ع".
(6)
انظر: "أعلام الحديث"(1/ 312)، و "التنقيح"(1/ 119).
(7)
في "ن" و "ع": "لحاجة".
(8)
في "ن": "ثبت".
جَعْفَرٍ، قَالَ: أخْبَرَنِي زيدٌ -هُوَ ابْنُ أَسْلَمَ-، عَنْ عِياضِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحًى، أَوْ فِطْر، إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ النِّسَاءَ! تَصَدَّقْنَ؛ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أكثَرَ أَهْلِ النارِ". فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: "تُكْثِرْنَ اللعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إحْدَاكُنَّ". قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِيننَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: "أليْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟ ". قُلْنَ: بَلَى، قَالَ:"فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أليْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟ ". قُلْنَ: بَلَى، قَالَ:"فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينهَا".
(فذلكِ من نقصان عقلها): -بكسر الكاف- وكذا: "فذلكِ من نقصان دينها"؛ لأن الخطاب لمؤنث.
فإن [قلت: إنما هو خطاب لإناث، والمعهودُ فيه فَذَلِكُنَّ](1)؟
قلت: قد عُهد في خطاب المذكر الاستغناءُ بذلكَ عن ذلكم، قال الله تعالى:{فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ} [البقرة: 85]. {ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ} [المجادلة: 12]، فهذا مثلُه في المؤنث، على أن بعض النحاة نقل لغة بأنه يُكتفى -بكاف مكسورة- مفردة لكل مؤنث.
فإن قلت (2): هل تتلمح (3) وجهًا آخر للإفراد؟
(1) ما بين معكوفتين سقط من "ن".
(2)
"فإن قلت" ليست في "ج".
(3)
في "ع": "تتملح"، وفي "ج":"يفلح".