الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة الحافظ السيوطي
الحمدُ للَّه الذي بعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها، وأقام في كل عصر من يحوط هذه الملة بتشييد أركانها، وتأييد سننها وتبيينها، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، شهادة يزيح ظلام الشكوك صبح يقينها، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، المبعوث لرفع كلمة الإسلام وتشييدها، وخفض كلمة الكفر وتوهينها، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ليوث الغابة وأسد عرينها.
هذا كتاب: أودعت فيه من الكلم النبوية ألوفًا، ومن الحكم المصطفوية صنوفًا، اقتصرت فيه على الأحاديث الوجيزة، ولخصت فيه من معادن الأثر إبريزه، وبالغت في تحرير التخريج فتركت القشر وأخذت اللباب، وصنته عما تفرد به وضّاع أو كذاب (1)، ففاق بذلك الكتب المؤلفة في هذا النوع: كالفائق والشهاب، وحوى من نفائس الصناعة الحديثية ما لم يودع قبله في كتاب، ورتبته على حروق المعجم مراعيًا أول الحديث فما بعده؛ تسهيلًا على الطلاب، وسميته:"الجامع الصغير من حديث البشير النذير"؛ لأنه مقتضب من الكتاب الكبير الذي سميته: "جمع الجوامع" وقصدت فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها، وهذه رموزه:
(خ) للبخاري (م) لمسلم (ق) لهما (د) لأبي داود (ت) للترمذي (ن)
(1) لم يفِ السيوطي رحمه الله في هذا الشرط فقد أورد في كتابه عشرات بل مئات الأحاديث الموضوعة ومما تفرد به كذاب كما بينه شيخنا في مقدمته لصحيح وضعيف الجامع الصغير.
للنسائي (هـ) لابن ماجه (4) لهؤلاء الأربعة (3) لهم إلا لابن ماجه (حم) لأحمد في مسنده (عم) لابنه عبد اللَّه في زوائده (ك) للحاكم فإن كان في المستدرك أطلقت وإلا بينته (خد) للبخاري في الأدب (تخ) له في التاريخ (حب) لابن حبان في صحيحه (طب) للطبراني في الكبير (طس) له في الأوسط (طص) له في الصغير (ص) لسعيد بن منصور في سننه (ش) لابن أبي شيبة (عب) لعبد الرزّاق في الجامع (ع) لأبي يعلى في مسنده (قط) للدارقطني فإن كان في السنن أطلقت وإلا بينته (فر) للديلمي في مسند الفردوس (حل) لأبي نعيم في الحلية (هب) للبيهقي في شعب الإيمان (هق) له في السنن (عد) لابن عدي في الكامل (عق) للعقيلي في الضعفاء (خط) للخطيب، فإن كان في التاريخ أطلقت وإلا بينته.
والله أسأل أن يمن بقبوله، وأن يجعلنا عنده من حزبه المفلحين، وحزب رسوله؛ آمين (1).
* * *
(1) قال السيوطي في آخر كتابه: "فرغت منه يوم الاثنين ثامن عشرى ربيع الأول سنة سبع وتسعمائة، أحسن اللَّه عاقبتها وصلَّى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".
قلت: توفي المصنف رحمه الله سنة (911 هـ).