الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ميزانِ أهلِ مَكَّةَ، والمِكيالُ مِكيالُ أهلِ المَدينَةِ"
(1)
.
بابُ ما دَلَّ على أنَّ صاعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم كان عيارُه خَمسَةَ أرطالٍ وثُلُثًا
7792 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ نُعَيمٍ وأَحمَدُ بنُ سَهلٍ قالا: حدثنا ابنُ أبى عُمَرَ، حدثنا سفيانُ، عن ابنِ أبى نَجيحٍ وأَيّوبَ وحُمَيدٍ وعَبدِ الكَريمِ، عن مُجاهِدٍ، عن ابنِ أبى لَيلَى، عن كَعبِ بنِ عُجرَةَ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ به وهو بالحُدَيبيَةِ قَبلَ أن يَدخُلَ مَكَّةَ وهو مُحرِمٌ وهو يُوقِدُ تَحتَ قِدرٍ له والقَملُ يَتَهافَتُ على وجهِه فقالَ:"أتُؤذيكَ هَوامُّكَ هذه؟ ". قُلتُ: نَعَم. قال: "فاحلِقْ رأسَكَ وأَطعِمْ فرَقًا بَينَ سِتَّةِ مَساكينَ -والفَرَقُ ثَلاثَةُ آصُعٍ- أو صُمْ ثَلاثَةَ أيّامٍ، أو انسُكْ نَسيكَةً". وقالَ ابنُ أبى نَجيحٍ: "أو اذبَحْ شاةً"
(2)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن ابنِ أبى عُمَرَ، وأَخرَجَه البخارىُّ مِن حَديثِ ابنِ أبى نَجيحٍ وأَيّوبَ وسَيفِ بنِ سُلَيمانَ وغَيرِهِم عن مُجاهِدٍ
(3)
.
(1)
المصنف في المعرفة (2309). وأخرجه أبو داود (3340)، والنسائى (2519) من طريق سفيان به. وصححه الألبانى في صحيح أبى داود (2857).
(2)
أخرجه الترمذى (953) عن ابن أبى عمر به. وابن حبان (3980، 3981) من طريق سفيان عن أيوب وابن أبى نجيح به. وأحمد (18107)، والنسائى في الكبرى (4110)، وابن حبان (3978) من طريق أيوب به. وأحمد (18113)، وابن خزيمة (2677)، وابن حبان (3979) من طريق ابن أبى نجيح به. وسيأتى حديث كعب بن عجرة في (8775، 9165، 9880، 9991).
(3)
مسلم (1201/ 83)، والبخارى (1814، 1815، 1817، 1818، 4190، 4191، 5665، 6708).
7793 -
وأخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِىُّ فيما قُرِئَ عَلَيه مِن كِتابٍ مُعارَضٍ بأَصلِه، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ السِّجستانِيُّ قال: سَمِعتُ أحمدَ بنَ حَنبَلٍ يقولُ: الفَرَقُ سِتَّةَ عَشَرَ رِطلًا. وسَمِعتُه يقولُ: صاعُ ابنِ أبي ذِئبٍ خَمسَةُ أرطالٍ وثُلُثٌ. قال: فمَن قال: ثَمانيَةُ أرطالٍ؟ قال: لَيسَ ذاكَ بمَحفوظٍ
(1)
.
7794 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو القاسِمِ عبدُ الرَّحمَنِ بنُ أحمدَ الحيرِيُّ، حدثنا الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ بنِ مَنصورٍ، حدثنا أبو أحمدَ محمدُ ابنُ عبدِ الوَهّابِ قال: سَمِعتُ أبي يقولُ: سألَ أبو يوسُفَ مالكًا عِندَ أميرِ المُؤمِنينَ عن الصّاعِ كَم هو رِطلًا؟ قال: السُّنَّةُ عِندَنا أنَّ الصّاعَ لا يُرطَلُ. ففَحَمَه.
قال أبو أحمدَ: سَمِعتُ الحُسَينَ بنَ الوَليدِ يقولُ: قال أبو يوسُفَ: فقَدِمتُ المَدينَةَ فجَمَعْنا أبناءَ أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ودَعَوتُ بصاعاتِهِم، فكُلٌّ يُحَدِّثُنِى عن آبائهِم عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنَّ هَذا صاعُه. فقَدَرتُها فَوَجَدتُها مُستَويَةً، فتَرَكتُ قَولَ أبي حَنيفَةَ ورَجَعتُ إلَى هَذا
(2)
.
7795 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حَدَّثَنِي عبدُ اللَّهِ بنُ سَعدٍ الحافظُ، حدثنا أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ اللَّهِ، حدثنا الحُسَينُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا الحُسَينُ بنُ الوَليدِ قال: قَدِمَ عَلَينا أبو يوسُفَ مِنَ الحَجِّ فأَتَيناه فقالَ: إنِّي أُريدُ
(1)
أبو داود عقب (238).
(2)
أخرجه الطحاوى في شرح المعانى 2/ 51 من طريق بشر بن الوليد عن أبي يوسف بنحوه.
أن أفتَحَ عَلَيكُم بابًا مِنَ العِلمِ هَمَّنِى، تَفَحَّصتُ عنه فقَدِمتُ المَدينَةَ فسألتُ عن الصّاعِ فقالوا: صاعُنا هَذا صاعُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قُلتُ لَهُم: ما حُجَّتُكُم في ذَلِكَ؟ فقالوا: نأتيكَ بالحُجَّةِ عَندَنا
(1)
. فلَمّا أصبَحتُ أتانِى نَحوٌ مِن خَمسينَ شَيخًا مِن أبناءِ المُهاجِرينَ والأنصارِ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنهُمُ الصّاعُ تَحتَ رِدائِه، كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم يُخبِرُ عن أبيه أو أهلِ بَيتِه، أنَّ هَذا صاعُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فنَظَرتُ فإِذا هِىَ سَواءٌ. قال.: فعَيَّرتُه
(2)
فإِذا هو خَمسَةُ أرطالٍ وثُلُثٌ بنُقصانٍ مَعَه يَسيرٍ، فرأَيتُ أمرًا قَويًّا، فقَد تَرَكتُ قَولَ أبي حَنيفَةَ في الصّاعِ وأَخَذتُ بقَولِ أهلِ المَدينَةِ. قال الحُسَينُ: فحَجَجتُ مِن عامِى ذَلِكَ فلَقيتُ مالكَ بنَ أنَسٍ فسأَلتُه عن الصّاعِ فقالَ: صاعُنا هَذا صاعُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فقُلتُ: كَم رِطلًا هوَ؟ قال: إنَّ المِكيالَ لا يُرطَلُ، هو هَذا. قال الحُسَينُ: فلَقِيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ زَيدِ بنِ أسلَمَ فقالَ: حَدَّثَنِي أبي عن جَدِّي، أنَّ هَذا صاعُ عُمَرَ رضي الله عنه
(3)
.
7796 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو حامِدٍ أحمدُ بنُ محمدِ ابنِ الحسنِ
(4)
الخُسرَوجِرْدِيُّ، حدثنا داودُ بنُ الحُسَينِ قال: سَمِعتُ محمدَ بنَ سَعدٍ الجَلَّابَ يقولُ: سأَلتُ إسماعيلَ بنَ أبي أوَيسٍ بالمَدينَةِ عن صاعِ
(1)
في م: "غدا".
(2)
في م: "فعايرته". وعيَّرت المكيال والميزان وعايرته: امتحنته بغيره لمعرفة أوزانها. ونقل الأزهري عن أئمة اللغة أن الصواب عايرت المكيال والميزان، ولا يقال: عيرت إلا من العار. ينظر تهذيب اللغة 3/ 168، والمصباح المنير ص 167 (ع ى ر).
(3)
ينظر مختصر الخلافيات للمصنف 2/ 499، 501.
(4)
في س: "الحسين".
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فأَخرَجَ إلَيَّ صاعًا عَتيقًا باليًا فقالَ: هَذا صاعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعَينِه. فعَيَّرتُه فكانَ خَمسَةَ أرطالٍ وثُلُثًا
(1)
.
7797 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ قال: قَرأتُ بخَطِّ أبي عمرٍو المُستَملِى: سَمِعتُ محمدَ بنَ يَحيَى يَعنِى الذُّهلِيَّ يقولُ: استَعرْتُ مِن إسماعيلَ بنِ أبي أوَيسٍ صاعَ مالكِ بنِ أنَسٍ فوَجَدتُ عَلَيه مَكتوبًا: صاعُ مالكِ ابنِ أنَسٍ مُعَيَّرٌ على صاعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا أحسِبُنِي إلَّا عَيَّرتُه بالعَدَسِ فوَجَدتُه خَمسَةَ أرطالٍ وثُلُثًا
(2)
.
7798 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، حدثنا الخَصيبُ بنُ ناصِحٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ جَعفَرٍ المَدينِيِّ، عن العَلاءِ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ قال: قالوا لِرسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّ صاعَنا أصغَرُ الصّيعانِ، ومُدَّنا أصغَرُ الأمدادِ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ بارِكْ لَنا في صاعِنا ومُدِّنا، وقَليلِنا وكَثيرِنا، واجعَلْ لَنا مَعَ البَرَكَةِ بَرَكتينِ، اللَّهُمَّ إنَ إيراهيمَ عبدُكَ وخَليلُكَ دَعاكَ لأهلِ مَكَّةَ، وإنِّي عبدُكَ ورسولُكَ أدعوكَ لأهلِ المَدينَةِ بمِثلِ ما دَعاكَ به إبراهيمُ لأهلِ مَكَّةَ"
(3)
.
والَّذِى رَواه صالِحُ بنُ موسَى الطَلْحِيُّ، عن مَنصورٍ، عن إبراهيمَ، عن الأسوَدِ، عن عائشةَ رضي الله عنها: جَرَتِ السُّنَةُ مِن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في
(1)
في س، م:"ثلث".
(2)
في س، م:"ثلث".
(3)
أخرجه ابن حبان (3284) من طريق العلاء به بشطره الأول.
الغُسلِ مِنَ الجَنابَةِ صاعٌ والوُضوءِ رِطلَينِ، والصّاعُ ثَمانيَةُ أرطالٍ
(1)
. فإِنَّ صالِحًا يَتَفَرَّدُ به، وهو ضَعيفُ الحديث
(2)
. قالَه يَحيَى بنُ مَعينٍ
(3)
وغَيرُه مِن أهلِ العِلمِ بالحَديثِ. وكَذَلِكَ ما روىَ عن جَريرِ بنِ يَزيدَ عن أنَسِ بنِ مالكٍ
(4)
. وما رُوىَ عن ابنِ أبي لَيلَى عن عبدِ الكَريمِ عن أنَسِ بنِ مالك، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَتَوَضّأُ برِطلَينِ ويَغتَسِلُ بالصّاعِ ثَمانيَةِ أرطالٍ
(5)
. إسنادُهُما ضَعيفٌ. والصَّحيحُ عن أنَسِ بنِ مالكٍ: كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضّأُ بالمُدِّ ويَغتَسِلُ بالصّاعِ إلَى خَمسَةِ أمدادٍ
(6)
.
ثُمَّ قَد أخبَرَت أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ أنَّهُم كانوا يُخرِجونَ زَكاةَ الفِطرِ بالصّاعِ الَّذِى يَقتاتونَ بهِ
(7)
. فدَلَّ ذَلِكَ على مُخالَفَةِ صاعِ الزكاةِ والقوتِ صاعَ الغُسلِ. ثُمَّ قَد رَوَت عائشَةُ رضي الله عنها أنَّها كانَت تَغتَسِلُ هِىَ ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مِن إناءٍ قَدرَ الفَرَقِ
(8)
. وقَد دَلَّلنا على أنَّ الفَرَقَ ثَلاثَةُ آصُعٍ، فإِذا كان الصّاعُ خَمسَةَ
(1)
أخرجه الطبرانى في الاوسط (339)، والدارقطني 2/ 128 من طريق صالح بن موسى به.
(2)
صالح بن موسى بن إسحاق الطلحي الكوفي. ينظر الكلام عليه في: التاريخ الكبير 4/ 291، والضعفاء الكبير للعقيلي 2/ 203، والجرح والعديل 4/ 415، والمجروحين 1/ 369، وتهذيب الكمال 13/ 95. وقال ابن حجر في التقريب 1/ 363: متروك.
(3)
تاريخ ابن معين برواية الدورى 3/ 225.
(4)
أخرجه الدارقطني 1/ 94، 2/ 153 من طريق جرير بن يزيد به.
(5)
أخرجه الدارقطني 2/ 154 من طريق ابن أبي ليلى به.
(6)
تقدم تخريجه في (945).
(7)
تقدم تخريجه في (7790).
(8)
تقدم تخريجه في (905، 940).