الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخطابِ رضي الله عنه كِتابَ عُمَرَ إلَى عُمّالِه في الصَّدَقاتِ بمِثلِ كِتابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إلَى عمرِو بنِ حَزمٍ، فأَمَرَ عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ عُمّالَه على الصَّدَقاتِ أن يأخُذوا بما في ذَينِكَ الكِتابَينِ، فكانَ فيهِما في صَدَقَةِ الإبلِ:"ما زادَت على التِّسعينَ واحِدَةً ففيها حِقَّتانِ إلَى عِشرينَ ومِائَة، فإِذا زادَت على العِشرينِ ومِائَة واحِدَةً ففيها ثَلاثُ بَناتِ لَبونٍ حَتَّى تَبلُغَ تِسعًا وعِشرينَ ومِائَة، فإِذا كانَتِ الإبلُ أكثَرَ مِن ذَلِكَ فلَيسَ فيما لا يبلُغُ العَشَرَةَ مِنها شَيءٌ حَتَّى تَبلُغَ العَشَرَةَ"
(1)
.
بابُ ذِكرِ رِوايَةِ عاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ عن علىٍّ رضي الله عنه بخِلافِ ما مَضَى في خَمسٍ وعِشرينَ مِنَ الإِبِلِ، وفيما زادَ على مِائَةٍ وعِشرينَ مِنَ الإِبِلِ، وبَيانِ ضَعفِ تِلكَ الرّوايَةِ ورِوايَةِ حَمّادِ بنِ سلمةَ عن قَيسِ بنِ سَعدٍ
7342 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ دُرُستُويه، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا أبو نُعَيمٍ، حدثنا سفيانُ، عن أبى إسحاقَ، عن عاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ، عن علىٍّ: في خَمسٍ وعِشرينَ مِنَ الِإبِلِ خَمسٌ. يَعنِي شياهٍ
(2)
.
7343 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ ابنُ سُفيانَ قال: وحَدَّثَنا ابنُ عثمانَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ هو ابنُ المُبارَكِ، أخبرَنا
(1)
الحاكم 1/ 394، 395. وأخرجه الدارقطنى 2/ 117 من طريق يزيد به.
(2)
يعقوب بن سفيان 3/ 178. وأخرجه عبد الرزاق (6794)، وابن أبى شيبة (9978) من طريق أبى إسحاق به مطولًا.
سفيانُ، عن أبى إسحاقَ، عن عاصِمٍ، عن عليٍّ مِثلَه. وزادَ: فإِذا زادَت على عِشرينَ ومِائَةٍ، [قال: تُرَدُّ الفَرائضُ إلَى أوَّلِها، فإِذا كَثُرَتِ الإبِلُ ففِى كُلِّ خَمسينَ حِقَّةٌ. وهَذا أحَبُّ إلَى سُفيانَ مِن قَولِ أهلِ الحِجازِ
(2)
.
7344 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ، حدثنا يَعقوبُ، حدثنا محمدُ بنُ بَشّارٍ، حدثنا يَحيَى بنُ سعيدٍ، عن سُفيانَ، عن أبى إسحاقَ، عن عاصِمٍ، عن عليِّ في الإِبِلِ: إذا زادَت على عِشرينَ ومِائَةٍ]
(1)
فبِحِسابِ ذَلِكَ يُستأنَف بها الفَرائضُ. وعن سُفيانَ، عن مَنصورٍ، عن إبراهيمَ مِثلَ ذَلِكَ. قال أبو يوسُفَ يَعنِى يَعقوبَ بنَ سُفيانَ: بَلَغَنِى عن يَحيَى بنِ مَعينٍ قال: كان يَحيَى بنُ سعيدٍ يُحَدِّثُ بحَديثٍ يَغلَطُ فيه عن سُفيانَ الثورِىِّ، عن أبى إسحاقَ، عن عاصِمٍ، عن علىٍّ قال: إذا زادَتِ الإِبِلُ على عِشرينَ ومِائَةٍ تُسَتأنَفُ الفَريضةُ. وَيَحيَى بنُ سعيدٍ لَم يَغلَطْ في هَذا وقَد تابَعَه ابنُ المُبارَكِ، وهَذا مَشهور مِن رِوايَةِ سُفيان، عن أبى إسحاقَ، عن عاصِمٍ، عن علىٍّ. وقَد أنكَرَ أهلُ العِلمِ هَذا على عاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ؛ لأنَّ رِوايَةَ عاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ عن علىٍّ خِلافُ كِتابِ آلِ عمرِو بنِ حَزمٍ، وخِلافُ كِتابِ أبى بكرٍ وعمَرَ
(3)
.
(1)
ليس في: ص 3.
(2)
يعقوب بن سفيان 3/ 178، 179.
(3)
يعقوب بن سفيان 3/ 179. وأخرجه ابن أبى شيبة (10000) عن يحيى بن سعيد بالإسناد الأول.
وفى (10001) عن يحيى بن سعيد بالإسناد الثانى. وقال الذهبى 3/ 1448: إن صح فهو مذهب لعلى.
قال الشيخ: أمّا أبو زَكَريّا يَحيَى بنُ مَعينٍ رحمه الله فإِنَّه أحالَ بالغَلَطِ على يَحيَى بنِ سعيدٍ، وذَلِكَ فيما أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ قال: سَمِعتُ العباسَ بنَ محمدٍ يقولُ: سَمِعتُ يَحيَى بنَ مَعينٍ يقولُ: كان يَحيَى بنُ سعيدٍ يُحَدِّثُ بحَديثٍ يَغلَطُ فيه عن سُفيانَ الثَّورِىِّ، عن أبى إسحاقَ، عن عاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ، عن علىٍّ قال: إذا زادَتِ الإبِلُ على عِشرينَ ومِائَةٍ تُستأنَفُ الفَريضةُ. [قالَ يَحيَى بنُ مَعينٍ: وحَدَّثَ به وكيعٌ عن سُفيانَ عن مَنصورٍ عن إبراهيمَ قال: إذا زادَتِ الإِبِلُ على عِشرينَ ومِائَةٍ تُستأنَفُ الفَريضةُ]
(1)
على الحِسابِ الأوَّلِ. قال يَحيَى: هَذا أصَحُّ الحديثَينِ
(2)
.
وأخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يَحيَى بنِ عبدِ الجَبّارِ السُّكَّرِىُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الشّافِعِىُّ، حدثنا جَعفَرُ بنُ محمدِ بنِ الأزهَرِ، حدثنا المُفَضَّلُ بنُ غَسَّانَ الغَلَّابِىُّ قال: ذَكَرَ يَحيَى بنُ مَعينٍ أنَ يَحيَى بنَ سعيدٍ القَطّانَ حَدَّثَ عن سُفيانَ بحَديثٍ تَفَرَّدَ به عن أبى إسحاقَ، عن عاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ، عن عليٍّ: إذا زادَتِ الإِبِلُ على عِشرينَ ومِائَةٍ تُستأنَفُ الفَريضَةُ على الحِسابِ الأوَّلِ. فقالَ: هَذا غَلَطٌ.
قال: وذَكَرتُ ليَحيَى حَديثَ وكيعٍ، عن سُفيانَ، عن مَنصورٍ، عن إبراهيمَ قال: إذا زادَتِ الإبِلُ على عِشرينَ ومِائَةٍ تُستأنَفُ الفَريضةُ على
(1)
ليس في: ص 3.
(2)
تاريخ ابن معين برواية الدورى 3/ 322 (1547).
الحِسابِ الأوَّلِ. فقالَ: هَذا صَحيحٌ.
قال الشيخ: قَولُ يَحيَى في هذه الرِّوايَةِ يَحتَمِلُ أن يَكونَ إنَّما عابَ على يَحيَى القَطّانِ رِوايَتَه عن سُفيانَ حَديثًا تَفَرَّدَ به سفيانُ وهو عِندَ أهلِ العِلمِ بالحَديثِ غَلَطٌ، وهو يَتَّقِى أمثالَ ذَلِكَ، [فلا يَروى]
(1)
إلَّا ما هو صَحيحٌ عِندَه. واللهُ أعلَمُ.
وأَمّا أبو يوسُفَ يَعقوبُ بنُ سُفيانَ الفارِسِىُّ وغَيرُه مِنَ الأئمَّةِ فإِنَّهُم أحالوا بالغَلطِ على عاصِمِ بنِ ضمْرَةَ، واستَدَلّوا على خَطَئِه بما فيه مِن الخِلافِ لِلرِّواياتِ المَشهورَةِ عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ عن أبى بكرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما في الصَّدَقاتِ.
وأَمّا الشّافِعِىُّ رحمه الله فإِنَّه قال في كِتابِ "القديم": رَوَى هَذا مَجهولٌ عن علىٍّ، وأَكثَرُ الرّواةِ عن ذَلِكَ المَجهولِ يَزعُمُ أنَّ الَّذِى رَوَى هَذا عنه غَلِطَ عَلَيه، وأَنَّ هَذا لَيسَ في حَديثِه. يُريدُ قَولَه في الاِستِئنافِ. واستَدَلَّ على هَذا في كِتابٍ آخَرَ برِوايَةِ مَن رَوَى عن أبى إسحاقَ، عن عاصِمٍ، عن علىٍّ بخِلافِ ذَلِكَ
(2)
.
7345 -
أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ قال: قال الشّافِعِىُّ: قال شَريكٌ، عن أبى إسحاقَ، عن عاصِمِ بنِ ضمْرَةَ، عن عليٍّ قال: إذا زادَتِ الإبِلُ على عِشرينَ ومِائَةٍ ففِى كُل خَمسينَ حِقَّةٌ، وفِي كُلِّ أربَعينَ بنتُ لَبونٍ. قال: وقالَ عمرُو بنُ
(1)
ليس في: ص 3.
(2)
ذكره المصنف في المعرفة عقب (2232).
الهَيثَمِ وغَيرُه، عن شُعبَةَ، عن أبى إسحاقَ، عن عاصِمٍ، عن علىٍّ مِثلَه. قال الشّافِعِىُّ: وبِهَذا نَقولُ، وهو موافِقٌ لِلسُّنَةِ، وهُم -يَعنِى بَعضَ العِراقيّينَ- لا يأخُذونَ بهَذا، فيُخالِفونَ ما روىَ عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وأَبِى بكرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما والثّابِتَ عن علىٍّ رضي الله عنه عِندَهُم إلَى قَولِ إبراهيمَ، وشَئٍ يُغلَطُ به عن علىٍّ رضي الله عنه
(1)
.
7346 -
وأخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ يَعقوبَ العَدلُ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى طالِبٍ قالى: سُئلَ عبدُ الوَهّابِ يَعنِى ابنَ عَطاءٍ عن صَدَقَةِ الإبِلِ، فأَخبَرَنا عن شُعبَةَ، عن أبى إسحاقَ، عن عاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ، أنَ عَليًّا قال: في خَمسٍ مِنَ الإِبِلِ شاةٌ، وفِى عَشرٍ شاتانِ، وفِى خَمسَ عَشْرَةَ ثَلاثُ شياهٍ، وفِى عِشرينَ أربَعُ شياهٍ، وفِى خَمسٍ وعِشرينَ خَمسُ شياهٍ، فإِذا زادَت ففيها ابنَةُ مَخاضٍ إلَى خَمسٍ وثَلاثينَ، فإِذا زادَت ففيها ابنَةُ لَبونٍ إلَى خَمسٍ وأَربَعينَ. فذَكَرَ الحديثَ في صَدَقَةِ الابِلِ إلَى تِسعينَ، قال: فإِذا زادَت ففيها حِقَّتانِ طَروقَتا الفَحلِ إلَى عِشرينَ ومِائَةٍ، فإِذا زادَت ففِى كُلِّ خَمسينَ حِقَّةٌ، وفِى كُلِّ أربَعينَ ابنَةُ لَبونٍ.
قال الشيخُ: وقَد رَواه زُهَيرُ بنُ مُعاويَةَ، عن أبى إسحاقَ، عن عاصِمٍ والحارِثِ، عن علىٍّ كما:
7347 -
أخبرَنا أبو على الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ النُّفَيلِىُّ، حدثنا زُهَيرٌ، حدثنا أبو إسحاقَ، عن
(1)
الأم 7/ 170.
عاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ، وعن الحارِثِ الأعوَرِ، عن علىٍّ رضي الله عنه قال زُهَيرٌ: أحسِبُه عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "هاتوا رُبُعَ العُشرِ". فذَكَرَ الحديثَ إلَى أن قال: "وفِى الإِبِلِ". فذَكَرَ صَدَقَتَها كما ذَكَرَ الزُّهرىُّ، قال:"وفِى خَمسٍ وعِشرينَ خَمسٌ مِنَ الغَنَمِ، فإِذا زادَت واحِدَةً ففيها بنتُ مَخاضٍ، فإِن لَم تَكُنْ بنتُ مَخاضٍ فابنُ لَبونٍ ذَكَرٌ إلَى خَمسٍ وثَلاثينَ". ثُمَّ ساقَ الحديثَ قال: "فإِذا زادَت واحِدَةً -يَعنِى على التِّسعينَ- ففيها حِقَّتانِ طَروقَتا الجَمَلِ إلَى عِشرينَ ومِائَةٍ، فإِن كانَتِ الإِبِلُ أكثَرَ مِن ذَلِكَ ففِى كُلِّ خَمسينَ حِقَّةٌ". وذَكَرَ باقِىَ الحديثِ
(1)
لَيسَ فيه ما في رِوايَةِ سُفيانَ عن أبى إسحاقَ مِنَ الاستِئنافِ، وفيه وفِى كَثيرٍ مِنَ الرِّواياتِ عنه: في خَمسٍ وعِشرينَ خَمسُ شياهٍ. وقَد أجمَعوا على تَركِ القَولِ به " لِمُخالَفَةِ عاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ والحارِثِ الأعوَرِ، عن علىٍّ الرِّواياتِ المَشهورَةَ عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وعن أبى يكرٍ وعُمَرَ في الصَّدَقاتِ في ذَلِكَ، كَذَلِكَ رِوايَةُ مَن رَوَى عنه الاستِئنافَ مُخالِفَةٌ لِتِلكَ الرِّواياتِ المَشهورَةِ مَعَ ما في نَفسِها مِنَ الاختِلافِ والغَلَطِ وطَعنِ أئمَّةِ أهلِ النَّقلِ فيها، فوَجَبَ تَركُها والمَصيرُ إلَى ما هو أقوَى مِنها، وبِاللَّهِ التَّوفيقُ.
7348 -
وأَمّا الأثَرُ الَّذِى ذَكَرَه أبو داودَ في "المراسيل" عن موسَى بنِ إسماعيلَ قال: قال حَمّادٌ: قُلتُ لِقَيسِ بنِ سَعدٍ: خُذْ لِى كِتابَ محمدِ بنِ عمرِو ابنِ حَزمٍ. فأَعطانى كِتابًا أخبَرَ أنَّه أخذَه مِن أبى بكرِ بنِ محمدِ بنِ عمرِو بنِ
(1)
أبو داود (1572). وأخرجه ابن خزيمة (2270) من طريق زهير به. وسيأتى في (7370، 7595).
حَزمٍ، أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَتَبَه لِجَدِّه، فقَرأتُه فكانَ فيه ذِكرُ ما يُخرَجُ مِن فرائضِ الإِبِلِ. فقَصَّ الحديثَ إلَى:"أن تَبلُغَ عِشرينَ ومِائَةً، فإِذا كانَت أكثرَ مِن ذَلكَ فعُدَّ في كُلِّ خَمسينَ حِقَّةً، وما فَضَلَ فإِنَّه يُعادُ إلَى أوَّلِ فريضَةِ الإِبِلِ، وما كان أقَلَّ مِن خَمسٍ وعِشرينَ ففيه الغَنَمُ؛ في كُلِّ خَمسٍ ذَودٍ شاةٌ لَيسَ فيها ذَكَرٌ ولا هَرِمَةٌ ولا ذاتُ عُوارٍ مِنَ الغَنَمِ". فهَذا فيما أخبرَنا أبو بكرٍ السُّلَيمانىُّ، أخبرَنا أبو الحُسَينِ الفَسَوىُّ، حدثنا أبو علىٍّ اللُّؤلُؤِىُّ، حدثنا أبو داودَ. فذَكَرَه
(1)
، وهو مُنقَطِعٌ بَينَ أبى بكرِ بنِ حَزمٍ إلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، وقَيسُ بنُ سَعدٍ أخَذَه عن كِتابٍ لا عن سَماعٍ، وكَذَلِكَ حَمّادُ بنُ سلمةَ أخَذَه عن كِتابٍ لا عن سَماعٍ، وقَيسُ بنُ سَعدٍ وحَمّادُ بنُ سلمةَ وإِن كانا مِنَ الثِّقاتِ فرِوايَتُهُما هذه بخِلافِ رِوايَةِ الحُفّاظِ عن كِتابِ عمرِو بنِ حَزمٍ وغَيرِهِ. وحَمّادُ بنُ سلمةَ ساءَ حفظُه في آخِرِ عُمُرِهِ، فالحُفاظُ لا يَحتَجّونَ بما يُخالِفُ فيه ويَتَجَنَّبونَ ما يتَفَرَّدُ به عن قَيسِ بنِ سَعدٍ خاصَّةً وأَمثالِه، وهَذا الحَديثُ قَد جَمَعَ الأمرَينِ مَعَ ما فيه مِنَ الانقِطاعِ. وبِاللهِ التَّوفيقُ.
أخبرَنا أبو سَعدٍ المالينِىُّ، أخبرَنا أبو أحمدَ عبدُ اللهِ بنُ عَدِىٍّ الحافظُ، حدثنا عبدُ اللَّهِ البَغَوىُّ، حدثنا صالِحُ بنُ أحمدَ، حدثنا علىُّ بنُ المَدينِىِّ قال: قال يَحيَى بنُ سعيدٍ هو القَطانُ: حمَّادُ بنُ سلمةَ عن زيادٍ الأعلَمِ وقَيسِ بنِ سَعدٍ لَيسَ بذاكَ. ثُمَّ قال يَحيَى: إن كان ما حَدَّثَ به حَمّادُ بنُ سلمةَ عن قَيسِ بنِ
(1)
المراسيل (106).