الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنَّ أبا هريرةَ رضي الله عنه رَجَعَ عن قَولِه قَبلَ مَوتِهِ
(1)
.
8078 -
قال: وأخبرَنا عبدُ الوَهّابِ، أخبرَنا عُمَرُ بنُ قَيسٍ المَكِّىُّ قال: قال عَطاءٌ: رَجَعَ أبو هريرةَ عن قَولِه رُجوعًا حَسَنًا. يَعنِى في الجُنُبِ إذا أصبَحَ ولَم يَغتَسِلْ
(2)
.
ورُوّينا عن أبي بكرِ ابنِ المُنذِرِ أنَّه قال: أحسَنُ ما سَمِعتُ في هَذا أن يَكونَ ذَلِكَ مَحمولًا على النَّسخِ، وذَلِكَ أنَّ الجِماعَ كان في أوَّلِ الإسلامِ مُحرَّمًا على الصّائمِ في اللَّيلِ بَعدَ النَّومِ كالطَّعامِ والشَّرابِ، فلَمّا أباحَ اللَّهُ عز وجل الجِماعَ إلَى طُلوعِ الفَجرِ جازَ لِلجُنُبِ إذا أصبَحَ قَبلَ يَغتَسِلُ أن يَصومَ ذَلِكَ اليَومَ لارتِفاعِ الحَظرِ، فكانَ أبو هريرةَ يُفتِى بما سَمِعَه مِنَ الفَضلِ بنِ عباسٍ على الأمرِ الأوَّلِ، ولَم يَعلَمْ بالنَّسخِ، فلَمّا سَمِعَ خَبَرَ عائشةَ وأُمِّ سلمةَ صارَ إلَيهِ
(3)
.
بابُ الوَقتِ الَّذِى يَحرُمُ فيه الطَّعامُ على الصّائمِ
8079 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ بنَيسابورَ وأبو الحَسَنِ محمدُ بنُ يَعقوبَ بنِ أحمدَ الفَقيهُ بالطّابَرانِ قالا: أخبرَنا أبو النَّضرِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ الفَقيهُ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدّارِمِىُّ، حدثنا عمرُو بنُ عَونٍ الواسِطِيُّ، حدثنا هُشَيمٌ، عن حُصَينٍ، عن الشَّعبِىِّ، عن عَدِىِّ بنِ حاتِمٍ قال:
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة (9668)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (1205) من طريق ابن أبي عروبة به.
(2)
أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه (1204) عن أبي سعيد بن أبي عمرو به من قول أبي هريرة.
(3)
ذكره الحازمى في الاعتبار (ص 136) من قول الخطابى. وينظر معالم السنن 2/ 542.
لما نَزَلَت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} الآيَة [البقرة: 187]. عَمَدتُ إلَى عِقالَينِ؛ عِقالٍ أبيَضَ وعِقالٍ أسوَدَ، فجَعَلتُهُما تَحتَ وِسادَتِي، فجَعَلتُ أقومُ مِنَ اللَّيلِ فأَنظُرُ فلا يَتَبَيَّنُ لِى، فلَمّا أصبَحتُ غَدَوتُ على النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فأَخبَرتُه فضَحِكَ وقالَ: "إن كان وِسادُكَ لَعَريضًا! إنَّما ذاكَ بَياضُ النَّهارِ مِن
(1)
سَوادِ اللَّيلِ"
(2)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن حَجّاجِ بنِ مِنهالٍ عن هُشَيمٍ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن حُصَينٍ
(3)
.
8080 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الحُسَينُ بنُ محمدٍ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو النَّضرِ الفَقيهُ، عن عثمانَ بنِ سعيدٍ الدّارِمِىِّ، حدثنا سعيدُ بنُ أبى مَريَمَ، حدثنا أبو غَسّانَ، حَدَّثَنِى أبو حازِمٍ، عن سَهلِ بنِ سَعدٍ رضي الله عنه قال: نَزَلَت هذه الآيَةُ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} . ولَم يَنزِلْ: {مِنَ الْفَجْرِ} . قال: وكانَ رِجالٌ إذا أرادوا الصَّومَ رَبَطَ أحَدُهُم في رِجلَيه الخَيطَ الأسوَدَ والخَيطَ الأبيَضَ، فلا يَزالُ يأكُلُ ويَشرَبُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ له زيُّهُما
(4)
،
(1)
في ص 4: "و".
(2)
أخرجه أحمد (19370)، والترمذي (2970)، وابن خزيمة (1925)، وابن حبان (3462) من طريق هشيم به. وأبو داود (2349) من طريق حصين به.
(3)
البخاري (1916)، ومسلم (1090).
(4)
في مصادر التخريج: "رؤيتهما"، سوى مسلم فعنده:"رئيهما". قال الإمام النووي: هذه اللفظة ضبطت على ثلاثة أوجه: أحدها: رئيهما، براء مكسورة ثم همزة ساكنة ثم ياء، ومعاه: منظرهما، ومنه قول الله تعالى:{أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} [مريم: 74]. والثاني: زيُّهما، بزاى مكسورة وياء مشددة بلا همزة، ومعناه: لونهما، والثاك: رئيهما، بفتح الراء وكسرها وتشديد الياء، قال القاضي: هذا غلط هنا، لأن الرئى التابع من الجن، قال: فإن صح رواية فمعناه: مرئى. صحيح مسلم بشرح النووي 7/ 202. وينظر إكمال المعلم 4/ 27، وفتح الباري 4/ 134.
فأَنزَلَ اللَّهُ عز وجل بَعدَ ذَلِكَ: {مِنَ الْفَجْرِ} . فعَلِموا أنَّه إنَّما يَعنِى بذَلِكَ اللَّيلَ والنَّهارَ. قال ابنُ أبي مَريَمَ: وحَدَّثَنِى ابنُ أبي حازِمٍ عن أبيه عن سَهلِ بنِ سَعدٍ بنَحوِهِ
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن سعيدِ بنِ أبي مَريَمَ بالإِسنادَينِ جَميعًا، ورَواه مسلمٌ عن محمدِ بنِ سَهلٍ وأَبِى بكرِ ابنِ إسحاقَ عن ابنِ أبي مَريَمَ بالإِسنادِ الأوَّلِ
(2)
.
8081 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا مَخلَدُ بنُ جَعفَرٍ الدَّقاقُ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو الرَّبيعِ، حدثنا حَمَّادُ بنُ زَيدٍ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ سَوادَةَ القُشَيرِىُّ، عن أبيه، عن سَمُرَةَ بنِ جُندُبٍ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَغُرَّنَّكُم مِن سَحورِكُم أذانُ بلالٍ ولا بَياضُ الأُفُقِ المُستَطيلُ هَكَذا، حَتَّى يَستَطيرَ هَكَذا". وحَكَى حَمّادٌ بيَدِه قال: يَعنِى مُعتَرِضًا
(3)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أبي الرَّبيعِ الزَّهرانِىِّ
(4)
.
8082 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّى وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضي قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا بَحرُ بنُ نَصرٍ قال: قُرِئَ على ابنِ وهبٍ: أخبَرَكَ ابنُ أبي ذِئبٍ، عن الحارِثِ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ، عن محمدِ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ ثَوبانَ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
المصنف في الصغرى (1338). وأخرجه النسائي في الكبرى (11022) من طريق سعيد بن أبي مريم به بالإسناد الأول.
(2)
البخاري (1917)، ومسلم (1091/ 35).
(3)
تقدم تخريجه في (1809).
(4)
مسلم (1094/ 43).
"هُما فجرانِ؛ فأَمّا الَّذِى كأَنَّه ذَنَبُ السِّرْحانِ فإِنَّه لا يُحِلُّ شَيئًا ولا يُحَرِّمُه، وأَمّا المُستَطيلُ الَّذِى يأخُذُ بالأُفُقِ فإِنَّه يُحِلُّ الصَّلاةَ ويُحَرِّمُ الطَّعامَ"
(1)
. هَذا مُرسَلٌ، وقَد رُوِىَ مَوصولًا بذِكرِ جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ فيهِ
(2)
.
8083 -
أخبرَنا أبو سَعدٍ سعيدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ الشُّعَيبِيُّ، أخبرَنا أبو الحُسَينِ عبدُ اللَّهِ بنُ إبراهيمَ بنِ جَعفَرٍ البَزّازُ الزَّينَبِيُّ ببَغدادَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ مَرزوقِ بنِ أبي عَوفٍ، حدثنا عمرٌو النّاقِدُ، حدثنا أبو أحمدَ الزُّبَيرِىُّ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو النَّضرِ الفَقيهُ، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ، حدثنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ مُحرِزٍ البَغدادِيُّ بالفُسطاطِ بخَبَرٍ غَريبٍ، حدثنا أبو أحمدَ الزُّبَيرِىُّ، حدثنا سفيانُ، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن عَطاءٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الفَجرُ فجرانِ؛ فأَمّا الأوَّلُ فإِنَّه لا يُحَرِّمُ الطَّعامَ ولا يُحِلُّ الصَّلاةَ، وأَمّا الثّانِى فإِنَّه يُحَرِّمُ الطَّعامَ ويُحِلُّ الصَّلاةَ". لَفظُ حَديثِ ابنِ مُحرِزٍ، وفِي رِوايَةِ عمرٍو النّاقِدِ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"الفَجرُ فجرانِ؛ فجرٌ يَحِلُّ فيه الطَّعامُ وتَحرُمُ فيه الصَّلاةُ، وفَجرٌ تَحِلُ فيه الصَّلاةُ ويَحرُمُ فيه الطَّعامُ"
(3)
.
أسنَدَه أبو أحمدَ الزُّبَيرِىُّ، ورَواه غَيرُه عن الثَّورِىِّ مَوقوفًا على ابنِ عباسٍ
(4)
.
(1)
تقدم تخريجه في (1788).
(2)
تقدم تخريجه في (1787).
(3)
الحاكم 1/ 191، 425، وابن خزيمة (356، 1927)، وتقدم تخريجه في (1789، 2181).
(4)
تقدم تخريجه في (1790).