الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اقبِضْنِي إلَيكَ
(1)
. قال اللَّيثُ: الأمرُ الَّذِي اجتَمَعَ النّاسُ عَلَيه ألا يَقصُروا الصَّلاةَ ولا يُفطِروا إلَّا في مَسيرَةِ أربَعَةِ بُرُدٍ، في كُلِّ بَريدٍ اثنَا عَشَرَ ميلًا.
قال الشيخُ: قَد روّينا في كِتابِ الصَّلاةِ ما دَلَّ على هَذا عن عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ
(2)
وعَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ
(3)
، والَّذِي رُوّينا عن دِحيَةَ الكَلبِيِّ، إن صَحَّ ذَلِكَ، فكأَنَّه ذَهَبَ فيه إلَى ظاهِرِ الآيَةِ في الرُّخصَةِ في السَّفَرِ، وأَرادَ بقَولِه: رَغِبوا عن هَديِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه. أي: في قَبولِ الرُّخصَةِ لا في تَقديرِ السَّفَرِ الَّذِي أفطَرَ فيه
(4)
، واللهُ أعلَمُ.
8225 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرّوذبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا المُعتَمِرُ، عن عُبَيدِ اللهِ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ، أنَّه كان يَخرُجُ إلَى الغابَةِ فلا يُفطِرُ ولا يَقصُرُ
(5)
.
بابُ تأكيدِ الفِطرِ في السَّفَرِ إذا كان يُريدُ لِقاءَ العَدوِّ
8226 -
أخبرَنا أبو مُحَمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِيُّ في آخَرينَ قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا عبدُ العَزيزِ بنُ محمدٍ، عن جَعفَرِ بنِ محمدٍ، عن أبيه، عن
(1)
أخرجه أبو داود (2413) عن عيسى بن حماد به. وأحمد (27231)، وابن خزيمة (2041) من طريق الليث به. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (522).
(2)
تقدم في (5461، 5463).
(3)
تقدم في (5458، 5459، 5463).
(4)
قال الذهبي 4/ 1618: بل رغبوا عن هذا مع هذا.
(5)
أبو داود (2414).
جابِرٍ، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلَى مَكَّةَ عامَ الفَتحِ في رَمَضانَ، فصامَ حَتَّى بَلَغَ كُراعَ الغَميمِ
(1)
، وصامَ النّاسُ مَعَه، فقيلَ له: يا رسولَ اللهِ إنَّ النّاسَ قَد شَقَّ عَلَيهِم الصّيامُ. فدَعا بقَدَحٍ مِن ماءٍ بَعدَ العَصرِ فشَرِبَ والنّاسُ يَنظُرونَ، فأَفطَرَ بَعضُ النّاسِ وصامَ بَعضٌ، فبَلَغَه أنَّ أُناسًا
(2)
صاموا فقالَ: "أولَئكَ العُصاةُ"
(3)
.
8227 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو الفَضلِ ابنُ إبراهيمَ المُزَكِّى، حدثنا أحمدُ بنُ سلَمةَ، حدثنا قُتَيبَةُ بنُ سعيدٍ، حدثنا عبدُ العَزيزِ. فذَكَرَه بمَعناه وزادَ في الحديث: وإِنَّما يَنظُرونَ فيما فعَلتَ
(4)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن قُتَيبَةَ
(5)
.
8228 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بشرانَ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدٍ المِصرِيُّ، حدثنا مِقدامُ بنُ داودَ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ، حدثنا سعيدُ بنُ عبدِ العَزيزِ (ح) وأخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ يَعقوبَ الفَقيهُ بالطّابَرانِ، أخبرَنا أبو النَّضرِ الفَقيهُ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ قال: قَرأناه على أبي اليَمانِ، فأَنبأنِي أنَّه سَمِعَه مِن سعيدِ بنِ عبدِ العَزيزِ التَّنُوخِيِّ، عن عَطيَّةَ بنِ قَيسٍ، عن قَزَعَةَ بنِ يَحيَى، عن أبي سعيدٍ الخُدرِيِّ قال: أمَرَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
كراع الغيم: تعرف الوم ببرقاء الغميم، وتقع جنوب عسفان بستة عشر كيلا على الجادة إلى مكة - أي على (64) كيلا من مكة - على طريق المدينة. المعالم الجغرافية ص 264. وينظر معجم البلدان 4/ 247.
(2)
في م: "ناسا".
(3)
المصنف في المعرفة (2515)، واختلاف الحديث للشافعي ص 83، وأخرجه ابن خزيمة (2019) من طريق جعفر بن إياس به. وسيأتي في (8256).
(4)
أخرجه الترمذي (710) عن قتيبة به.
(5)
مسلم (1114/ 91).
بالرَّحيلِ عامَ الفَتحِ في لَيلَتَينِ خَلَتا مِن شَهرِ رَمَضانَ، فخَرَجنا صُوّامًا حَتَّى بَلَغنا الكَديدَ، فأَمَرَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالفِطرِ، فأَصبَحَ النّاسُ شَرْجَينِ مِنهُمُ الصّائمُ والمُفطِرُ، حَتَّى إذا بَلَغْنا المَنزِلَ الَّذِي نَلقَى العَدوَّ فيه، أمَرَنا بالفِطرِ، فأَفطَرْنا أجمَعينَ
(1)
. وفِي رِوايَةِ ابنِ يوسُفَ: حَتَّى إذا بَلَغَ الظَّهرانَ
(2)
آذَنَنا بلِقاءِ العَدوِّ، فأَمَرَنا بالفِطرِ فأَفطَرْنا أجمَعينَ.
8229 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو الفَضلِ محمدُ بنُ إبراهيمَ المُزَكِّى، حدثنا أحمدُ بنُ سَلَمةَ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ هاشِمٍ
(3)
العَبدِيُّ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ مَهدِيٍّ، حدثنا مُعاويَةُ يَعنِي ابنَ صالِحٍ، عن رَبيعَةَ بنِ يَزيدَ قال: حَدَّثَنِي قَزَعَةُ قال: أتَيتُ أبا سعيدٍ وهو مَكثورٌ عَلَيه، فلَمَّا تَفَرَّقَ النّاسُ عنه قُلتُ: إنِّي لا أسأَلُكَ عَمّا سأَلَكَ هَؤُلاءِ؛ أسأَلُكَ عن الصَّومِ في السَّفَرِ؟ فقالَ: سافَرْنا مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى مَكَّةَ ونحن صيامٌ فنَزَلْنا مَنزِلًا فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّكُم قَد دَنَوتُم مِن عَدوِّكُم، والفِطرُ أقوَى لَكُم". فكانَت رُخصةً؛ مِنّا مَن صامَ ومِنّا مَن أفطَرَ، ثُمَّ نَزَلْنا مَنزِلًا آخَرَ فقالَ: "إنَّكُم مُصَبِّحو
(4)
عَدوِّكُم، والفِطرُ أقوَى لَكُم، فأَفطِروا". فكانَت عَزمَةً، فأَفطَرنا. ثُمَّ قال: لَقَد
(1)
المصنف في الدلائل 5/ 24 عن أبي الحسن. وأخرجه أحمد (11826) عن أبي اليمان به، وأحمد (11242)، والترمذي (1684)، وابن خزيمة (2038) من طريق سعيد به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
(2)
هو مَرُّ الظهران: واد كبير من أودية الحجاز يمر شمال مكة على (22) كيلا، ويصب في البحر جنوب جدة بقرابة (20) كيلا. المعالم الجغرافية ص 288. وجاء في الأصل حاشية في التعليق على الظهران وأنه هو: مر الظهران.
(3)
في ص 4: "هشام". وينظر تهذيب الكمال 16/ 237.
(4)
في س، ص 4:"مصبح".