الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالَت: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جالِسًا في ظِلِّ فارعٍ
(1)
، فجاءَه رَجُلٌ مِن بَنِى بَياضَةَ فقالَ: احتَرَقتُ؛ وقَعتُ بامرأَتِي في رَمَضانَ. فقالَ: "أعتِقْ رَقَبَةً". قال: لا أجِدُ. قال: "أطعِمْ سِتّينَ مِسكينًا". قال: لَيسَ عِندِى. فأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بعَرَقٍ مِن تَمرٍ فيه عِشرونَ صاعًا فقالَ: "تَصَدَّقْ". فَقالَ: ما نَجدُ عَشاءَ لَيلَةٍ. قال: "فعُدْ به على أهلِكَ"
(2)
.
قال الشيخُ: الزّياداتُ الضى في هذه الرِّوايَةِ تَدُلُّ على صِحَّةِ حِفظِ أبي هريرةَ ومَن دونَه لِتِلكَ القِصَّةِ، وقَولُه: فيه عِشرونَ صاعًا. بَلاغٌ بلَغَ
(3)
محمدَ بنَ جَعفَرِ بنِ الزُّبَيرِ، وقَد رَوَى الحديثَ محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ يَسارٍ عن محمدِ بنِ جَعفَرٍ ببَعضٍ مِن هَذا يَزيدُ ويَنقُصُ، وفِي آخِرِه: قال محمدُ بنُ جَعفَرٍ: فحُدِّثتُ بَعدُ أنَّ تِلكَ الصَّدَقَةَ كانَت عِشرينَ صاعًا مِن تَمرٍ
(4)
. وقَد رُوِىَ في حَديثِ أبي هريرةَ: خَمسةَ عَشَرَ صاعًا، وهو أصَحُّ، واللَّهُ أعلَمُ.
بابُ رِوايَةِ مَن رَوَى هَذا الحديثَ مُقَيَّدَةً بوُقوعِ وطئه في صَومِ رَمَضانَ
وفيها دَلالَةٌ على أنَّ هذه القِصَّةَ غَيرُ قِصَّةِ المُظاهِرِ؛ فإِنَّ وطءَ المُظاهِرِ وقَعَ
(1)
فارع: حصن حسان بن ثابت بالمدينة، ولم يعد معروفا اليوم. ينظر معجم البلدان 3/ 839، والمعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية ص 229.
(2)
البخاري في التاريخ الصغير 1/ 324. وأخرجه أبو داود (2395) من طريق ابن أبي الزناد به. وابن خزيمة (1947) من طريق عبد الرحمن بن الحارث به. وقال الألباني في ضعيف أبي داود (516): منكر.
(3)
بعده في م: "به".
(4)
أخرجه أحمد (26359) من طريق محمد بن إسحاق به، بدون قول محمد بن جعفر.
لَيلًا في القَمَرِ.
8126 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو محمدٍ أحمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ المُزَنِىُّ، أخبرَنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسَى، حدثنا أبو اليَمانِ، أخبرَنِى شُعَيبٌ، عن الزُّهرِيِّ قال: أخبرَنِى حُمَيدُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ، أنَّ أبا هريرةَ قال: بَينا نَحنُ جُلوسٌ عِندَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذ جاءَه رَجُلٌ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ هَلَكتُ! فقالَ له رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما لَكَ؟ ". قال: وقَعتُ على امرأَتِي وأنا صائمٌ! فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَل تَجِدُ رَقَبَةً تُعتِقُها؟ ". فقالَ: لا. فقالَ: "فهَل تَستَطيعُ أن تَصومَ شَهرَينِ مُتَتابِعَينِ؟ ". قال: لا. قال: "فهَل تَجِدُ إطعامَ سِتّينَ مِسكينًا؟ ". قال: لا. فسَكَتَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قال أبو هريرةَ: فبَينا نَحنُ عِندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذ أُتِيَ بَعَرَقٍ فيه تَمرٌ، والعَرَقُ المِكِتَلُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أينَ السّائلُ آنِفًا؟ خُذْ هَذا التَّمرَ فتَصَدَّقْ". فقالَ الرَّجُلُ: أعَلَى أفقَرَ [مِن أهلى]
(1)
يا رسولَ اللَّهِ؟! فوَاللَّهِ ما بَينَ لابَتَيها - يُريدُ الحَرَّتَينِ - أهلُ بَيتٍ أفقَرُ مِن أهلِ بَيتِى. قال: فضَحِكَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَت أنيابُه، ثُمَّ قال:"أطعِمْه أهلَكَ"
(2)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي اليَمانِ
(3)
.
8127 -
وأخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ العباسِ الإِسكَندَرانِيُّ بمَكَّةَ، حدثنا سعيدُ بنُ هاشِمِ بنِ مَرثَدٍ، حدثنا دُحَيمٌ،
(1)
في م: "منِّى". وهو لفظ رواية البخاري، ولفظ رواية ابن حبان كالمثبت.
(2)
أخرجه ابن حبان (3529) من طريق شعيب به.
(3)
البخاري (1936).
حدثنا الوَليدُ يَعنِى ابنَ مُسلِمٍ، حدثنا الأوزاعيُّ، حَدَّثَنِى الزُّهرِىُّ، عن حُمَيدِ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ، عن أبي هريرةَ قال: قال رَجُلٌ: يا رسولَ اللَّهِ هَلَكتُ! قال: "ويحَكَ! وما ذاكَ؟ ". قال: وقَعتُ على أهلِى في يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ! قال: "أعتِقْ رَقَبَةً". قال: ما أجِدُها. قال: "فصُمْ شَهرَينِ مُتَتابِعَينِ". قال: ما أستَطيعُ. قال: "أطعِمْ سِتّينَ مِسكينًا". قال: ما أجِدُ. قال: فأُتِيَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعَرَقٍ فيه تَمرٌ، خَمسَةَ عَشَرَ صاعًا، قال:"خُذْه فتَصَدَّقْ به". قال: على أفقَرَ مِن أهلِى؟! فواللَّهِ ما بَينَ لابَتَىِ المَدينَةِ أحوَجُ مِن أهلِى. قال: فضحِكَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَت أنيابُه. قال: "خُذْه واستَغفِرِ اللَّهَ وأَطعِمْه أهلَكَ"
(1)
.
وكَذَلِكَ رَواه عبدُ اللَّهِ بنُ المُبارَكِ والهِقلُ بنُ زيادٍ ومَسرورُ بنُ صَدَقَةَ عن الأوزاعِىِّ، غَيرَ أنَّ ابنَ المُبارَكِ جَعَلَ قَولَه: خَمسَةَ عَشَرَ صاعًا. مِن رِوايَةِ عمرِو بنِ شُعَيبٍ
(2)
، وأَدرَجَه هِقلٌ ومَسرورٌ في الحديثِ كما أدرجَه
(3)
دُحَيمٌ عن الوَليدِ.
8128 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ داودَ الزّاهِدُ، أخبرَنِي عليُّ بنُ الحُسَينِ بنِ الجُنَيدِ الرّازِيُّ وأَنا سأَلتُه، حدثنا أحمدُ بنُ صالِحٍ، حدثنا عَنبَسَةُ بنُ خالِدِ بنِ نِجادِ بنِ يَزيدَ ابنُ أخِى يونُسَ،
(1)
أخرجه ابن حبان (3526، 3527) من طريق دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم به.
(2)
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 4/ 326 من طريق هقل به. وذكره الدارقطني 2/ 210، والمصنف في المعرفة 5/ 536 عن الهقل ومسرور. وتقدم عقب (8121). وسيأتي في (9987) من طريق عبد اللَّه بن المبارك. وفى (15381) في طريق مسرور.
(3)
في النسخ: "أخرجه". وكتب في حاشية الأصل: "بخطه: أدرجه".
حدثنا يونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ، أخبرَنِى حُمَيدُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ، أنَّه سَمِعَ أبا هريرةَ يقولُ: أتَى رَجُلٌ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ هَلَكتُ. قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ويحَكَ! وما ذاكَ؟ ". قال: إنِّي وقَعتُ على امرأَتِي وأَنا صائمٌ في رَمَضانَ. قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَل تَجِدُ رَقَبَةً تُعتِقُها؟ ". قال: لا. قال: "فهَل تَستَطيعُ أن تَصومَ شَهرَينِ مُتَتابِعَينِ؟ ". قال: لا. قال: "فهَل تَجِدُ طَعامَ سِتّينَ مِسكينًا؟ ". قال: لا. فسَكَتَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم. قال أبو هريرةَ: فبَينا نَحنُ على ذَلِكَ أُتِىَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بعَرَقٍ فيه تَمرٌ فقالَ: "أينَ الرَّجُلُ آنِفًا؟ خُذْ هَذا فتَصَدَّقْ به". قال: على أفقَرَ مِن أهلِى يا رسولَ اللَّهِ؟ واللَّهِ ما بَينَ لابَتَيها أهلُ بَيتٍ أفقَرُ مِنّا. قال: فضَحِكَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَت أنيابُه، ثُمَّ قال:"أطعِمْه أهلَكَ"
(1)
.
وبِمَعناه رَواه محمدُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ أبي ذِئبٍ وعَبدُ الرَّحمَنِ بنُ خالِدِ بنِ مُسافِرٍ والنُّعمانُ بنُ راشِدٍ وعَبدُ الرَّحمَنِ بنُ نَمِرٍ وصالِحُ بنُ أبى الأخضَرِ وغَيرُهُم عن الزُّهرِىِّ
(2)
، واتَّفَقَت رِوايَةُ جَماعَتِهِم ورِوايَةُ مَن سَمَّيناهُم في البابِ قَبلَه على أنَّ فِطرَ الرَّجُلِ وقَعَ بجِماعٍ، وأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أمَرَ بالكَفارَةِ على اللَّفظِ الَّذِى يَقتَضِى التَّرتيبِ.
وروِىَ عن عائشةَ بنتِ الصِّدّيقِ رضي الله عنهما عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مُقَيدًا بالوَطءِ في رَمَضانَ نَهارًا.
(1)
أخرجه الدارقطني في العلل 10/ 237 من طريق يونس به.
(2)
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني 2/ 60، 61 من طريق عبد الرحمن بن خالد، والنعمان بن راشد به. والدارقطني في العلل 10/ 240 من طريق صالح به، وذكره المصنف في المعرفة 3/ 373 عن ابن أبي ذئب وعبد الرحمن بن نمر به.
8129 -
أخبَرَناه عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا ابنُ مِلحانَ، حدثنا يَحيَى بنُ بُكَيرٍ، حدثنا اللَّيثُ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو الوَليدِ الفَقيهُ إملاءً مِن أصلِ كِتابِه، حدثنا أبو عِمرانَ موسَى بنُ سَهلٍ الجَونِيُّ
(1)
، حدثنا محمدُ بنُ الرُّمحِ، أخبرَنا اللَّيثُ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ القاسِمِ، عن محمدِ بنِ جَعفَرِ بنِ الزُّبَيرِ، عن عَبّادِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ، عن عائشةَ أنَّها قالَت: جاءَ رَجُلٌ إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: احتَرَقتُ. قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لِمَ؟ ". قال: وطِئتُ امرأتِي في رَمَضانَ نَهارًا. قال: "تَصَدَّقْ تَصَدَّقْ". قال: ما عِندِى شَئٌ. فأَمَرَه أن يَجلِسَ، فجاءَه عَرَقانِ فيهِما طَعامٌ فأَمَرَه أن يَتَصَدَّقَ بهِ. لَفظُ حَديثِ محمدِ بنِ الرُّمحِ، وفِي رِوايَةِ يَحيَى بنِ بُكَيرٍ: فأَمَرَه أن يَمكُثَ فجاءَه عَرَقٌ مِن طَعامٍ فأَمَرَه أن يَتَصَدَّقَ بهِ
(2)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ الرُّمحِ
(3)
.
ورِوايَةُ ابنِ بُكَيرٍ في العَرَقِ أصَحُّ، لِموافَقَتِها سائرَ الرِّواياتِ عن اللَّيثِ ورِوايَةَ عبدِ الوَهّابِ الثَّقَفِىِّ ويَزيدَ بنِ هارونَ عن يَحيَى بنِ سعيدٍ
(4)
.
8130 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا عليُّ بنُ حَمشاذَ العَدلُ، أخبرَنا بشرُ بنُ موسَى، أنَّ محمدَ بنَ سعيدٍ ابنَ الأصبَهانِيِّ حَدَّثَهُم قال: حدثنا شَريكٌ، عن إبراهيمَ بنِ عامِرٍ، عن سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ، أنَّ أعرابيًّا أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(1)
في م: "الجويني". والمثبت هو الصواب، وينظر الأنساب 2/ 125.
(2)
أخرجه النسائي في الكبرى (3111) من طريق الليث به.
(3)
مسلم (1112/ 85).
(4)
تقدم تخريجهما في (8124).