الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ ما ورَدَ في إرضاءِ المُصَدِّقِ
7603 -
أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو في آخَرينَ قالوا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشَّافِعِيُّ، أخبرَنا سُفيانُ، عن داودَ بنِ أبى هِندٍ، عن الشَّعبِيِّ، عن جَريرِ بنِ عبدِ اللَّهِ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكُمْ المُصَدِّقُ فلا يُفارِقُكُم إلَّا عن رِضًا". قال الشَّافِعِيُّ: يَعنِي، واللَّهُ أعلَمُ، أن يوَفُّوه طائعينَ ولا يَلوُوه، لا أن يُعطُوه مِن أموالِهِم ما لَيسَ عَلَيهِم، فبِهَذا [نأمُرُهُم ونأمُرُ]
(1)
المُصَدِّقَ
(2)
.
وهَذا الَّذِى قالَه الشَّافِعِيُّ رحمه الله مُحتَمِلٌ، لَولا ما في رِوايَةِ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ هِلالٍ العَبسِيِّ مِنَ الزِّيادَةِ:
7604 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا أبو كامِلٍ، حَدَّثَنَا عبدُ الواحِدِ بنُ زيادٍ قال:(ح) وحَدَّثَنَا عثمانُ بنُ أبى شَيبَةَ، حَدَّثَنَا عبدُ الزَحيمِ بنُ سُلَيمانَ -وهَذا حَديثُ أبى كامِلٍ- عن محمدِ بنِ أبى
(3)
إسماعيلَ، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ هِلالٍ العَبسِيُّ، عن جَريرِ ابنِ عبدِ اللهِ قال: جاءَ ناسٌ -يَعنِى مِنَ الأعرابِ- إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالوا:
(1)
في الأصل، ص 3، م:"يأمرهم وبأمر".
(2)
المصنّف في المعرفة (2347)، والشَّافِعِي 2/ 58. وأخرجه الترمذى (648) من طريق سفيان به. وأحمد (19187)، ومسلم 2/ 757 (989/ 177)، والنسائى (2460)، وابن خزيمة (2341) من طريق داود به.
(3)
ليس في: س، ص 3. ينظر لسان الميزان 5/ 83.
إنَّ ناسًا مِنَ المُصَدِّقينَ يأتونا فيَظلِمونا. قال: "أَرضُوا مُصَدِّقيكُم". قالوا: يا رسولَ اللهِ وإِن ظَلَمونا؟ قال: "أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُم". زادَ عثمانُ: "وإن ظُلِمتُم". وقالَ أبو كامِلٍ في حَديثِه: قال جَريرٌ: ما صَدَرَ عَنِّى مُصَدِّقٌ بَعدَ ما سَمِعتُ هَذا مِن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا وهو عَنِّى راضٍ
(1)
. رَواه مسلم في "الصحيح" عن أبى كامِلٍ وعن أبى بكرِ ابنِ أبى شَيبَةَ عن عبدِ الرَّحيمِ
(2)
.
7605 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحَسَنِ السَّرّاجُ، حَدَّثَنَا مُطَيَّنٌ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ طَريفٍ، حَدَّثَنَا حَفصُ بنُ غياثٍ، عن عاصِمٍ، عن أبى عُثمانَ، عن أبى هريرةَ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكَ
(3)
المُصَدِّقُ فأَعطِهِ صَدَقَتَكَ، فإِنِ اعتَدَى عَلَيكَ فوَلِّهِ ظَهرَه ولا تَلعَنْه، وقُل: اللَّهُمَّ إنِّى أحتَسِبُ عِندَكَ ما أَخَذَ مِنِّى"
(4)
.
وفِى هَذا كالدَّلالَةِ على أنَّه رأَى الصبرَ على تَعَدِّيهِم، وكَذَلِكَ في حَديثِ جابِرِ بنِ عَتيكٍ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "خَلّوا بَينَهُم وبَينَ ما يَبْتَغونَ
(5)
، فإِنَ عَدَلوا فلأنفُسِهِم، وإن ظَلَموا فعَلَيها". وقَد مَضَى في بابِ الاختِيارِ في دَفعِ الصَّدَقَةِ إلَى الوالِى
(6)
.
(1)
أبو داود (1589). وتقدم في (7453).
(2)
مسلم (989).
(3)
في س: "أتى". وفى حاشية الأصل: "بخطه: أتاكم".
(4)
تقدم في (7457).
(5)
في س: "يشتهون".
(6)
تقدم في (7454).
وقَد روىَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخبارٌ كَثيرَةٌ في الصَّبرِ على ظُلمِ الوُلاةِ، وذَلِكَ مَحمولٌ على أنَّه أمَرَ بالصَّبرِ عَلَيه إذا عَلِمَ أنَّه لا يَلحَقُه غَوثٌ، وأَنَّ مَن ولَّاه لا يَقبِضُ على يَدَيه، فإِذا كان يُمكِنُه الدَّفعُ أو كان يَرجو غَوثًا:
7606 -
فقَد أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ إسحاقَ الفَقيهُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مِلحانَ، حَدَّثَنَا عمرُو بنُ خالِدٍ الحَرّانِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ بنُ عَمرٍو الرَّقِّيُّ، عن زَيدِ بنِ أبى أُنَيسَةَ، عن القاسِمِ ابنِ عَوفٍ الشَّيبانِيِّ، عن عليِّ بنِ الحُسَينِ قال: حَدَّثَتنا أُمُّ سلمةَ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَينَما هو في بَيتِها وعِندَه رِجالٌ مِن أصحابِه يَتَحَدَّثونَ، إذْ جاءَ رَجُلٌ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، كَم صَدَقَةُ كَذا وكَذا مِنَ التَّمرِ؟ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"كَذا وكَذا". فقالَ الرَّجُلُ: إنَّ فُلانًا تَعَدَّى علىَّ؛ فأَخَذَ مِنِّى كَذا وكَذا فازدادَ صاعًا. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فكَيفَ إذا سَعَى عَلَيكُم مَن يَتَعَدَّى عَلَيكُم أشَدَّ مِن هَذا التَّعَدِّى". فخاضَ النَّاسُ، وبُهِرَ الحَديثُ
(1)
حَتَّى قال رَجُلٌ مِنهُم: يا رسولَ اللَّهِ، إن كان رَجُلًا غائبًا عَنكَ في إبِلِه وماشيَتِه وزَرعِه، فأَدَّى زَكاةَ مالِه فتَعَدَّى عَلَيه الحَقَّ، فكَيفَ يَصنَعُ وهو غائبٌ عَنكَ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن أدَّى زَكاةَ مالِه طيِّبَ
(2)
النَّفسِ بها يُريدُ به وجهَ اللهِ والدَّارَ الآخِرَةَ لَم يُغَيِّبْ شَيئًا مِن مالِه وأَقامَ الصَّلاةَ، فتعَدَّى عَلَيه الحَقَّ، فأَخَذَ سِلاحَه فقاتَلَ فقُتِلَ فهو شَهيدٌ"
(3)
.
(1)
في الأصل: "بَهَز الحديث"، وبهر الحديث: أى انتشر وظهر، من البَهْر، وهو الإضاءة، ويقال: تبهرت السحابة، إذا أضاءت. ينظر: تاج العروس 10/ 260 - 271 (ب هـ ر).
(2)
في حاشية الأصل: "بخطه: طيبة".
(3)
الحاكم 1/ 405. وفيه: يزيد. بدلا من: زيد. وأخرجه ابن خزيمة (2336) من طريق عمرو بن =