الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صَدَقاتُ المُسلِمينَ مِن أموالِهِم على مياهِهِم وأَفنيَتِهِم". وقالَ: عن عبدِ اللهِ بنِ أبى بكرِ بنِ محمدِ بنِ عمرِو بنِ حَزمٍ.
بابُ الاستِسلافِ على أهلِ الصَّدَقَةِ ثُمَّ قَضائِه مِن سُهمانِهِم
7438 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ فى آخَرينَ قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا مالكٌ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، عن أبى رافِعٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم استَسلَفَ مِن رَجُلٍ بَكْرًا
(1)
، فجاءَته إبِلٌ مِن إبِلِ الصَّدَقَةِ فأَمَرَنِى أن أقضيَه إيّاه
(2)
. أخرَجَه مسلمٌ فى "الصحيح" مِن حَديثِ ابنِ وهبٍ عن مالكٍ
(3)
.
بابُ تَعجيلِ الصَّدَقَةِ
اعتَمَدَ الشّافِعِىُّ رحمه الله فيه على ما ثَبَتَ عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فى اليَمينِ: "فلْيُكَفِّرْ عن يَمينِه، وليأْتِ الَّذِى هو خَيرٌ"، ثُمَّ على ما ثَبَتَ عن بَعضِ أصحابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فى ذَلِكَ؛ مِنهُم عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه رُبَّما كَفَّرَ يَمينَه قَبلَ أن يَحنَثَ، ورُبَّما كَفَّرَ بَعدَما يَحنَثُ. ومَوضِعُه كِتابُ الأيمانِ
(4)
.
= صالح به. وقال الذهبى 3/ 1466: عبد الملك ليس بعمدة.
(1)
البَكْر هو الفتى من الإبل. مشارق الأنوار 1/ 88.
(2)
المصنف فى المعرفة (2282)، والشافعى 2/ 20، ومالك 2/ 680، ومن طريقه أحمد (27181)، والدارمى (2607)، وأبو داود (3346)، والترمذى (1318)، والنسائى (4631). وسيأتى فى (11054).
(3)
مسلم (1600/ 118).
(4)
ينظر ما سيأتى فى (19870 - 19991).
7439 -
أخبرَنا أبو سعيدٍ، حدثنا أبو العباسِ، أخبرَنا الرَّبيعُ قال: قال الشّافِعِىُّ: ويُروَى عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ولا أدرِى أيَثبُتُ أم لا: أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم[تَسَلَّفَ صَدَقَةَ]
(1)
مالِ العباسِ قَبلَ تَحِلُّ
(2)
.
7440 -
يَعنِى به ما: أخبرَنا علىُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بشرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرٍو الرَّزَّازُ، حدثنا أحمدُ بنُ زُهَيرِ بنِ حَربٍ، حدثنا سعيدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ زَكَريّا، عن الحَجّاجِ بنِ دينارٍ، عنِ الحَكَمِ بنِ عُتَيبَةَ، عن حُجَيَّةَ بنِ عَدِىٍّ، عن علىٍّ، أنَّ العباسَ رضي الله عنه سأَلَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فى تَعجيلِ صَدَقَتِه قَبلَ أن تَحِلَّ فأَذِنَ له فى ذَلِكَ
(3)
.
7441 -
أخبَرَناه أبو علىٍّ الرّوذبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَنصورٍ. فذَكَرَه. قال أبو داودَ: هَذا الحَديثُ رَواه هُشَيمٌ، عن مَنصورِ بنِ زاذانَ، عن الحَكَمِ، عن الحَسَنِ بنِ مُسلِمٍ، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، وحَديثُ هُشَيمٍ أصَحُّ
(4)
.
قال الشيخُ: هَذا حَديثٌ مُختَلَفٌ فيه علَى الحَكَمِ بنِ عُتَيبَةَ، فرَواه إسماعيلُ ابنُ زَكَريّا، عن حَجّاجٍ، عن الحَكَمِ هَكَذا، وخالَفَه إسرائيلُ، عن حَجّاجٍ
(1)
فى س: "يسلف"، وفى ص 3:"يسلف صدقة".
(2)
الشافعى 2/ 22.
(3)
المصنف فى الصغرى (1284). وأخرجه أحمد (822)، والدارمى (1676)، والترمذى (678)، وابن ماجه (1795)، وابن خزيمة (2331) من طرق عن سعيد بن منصور به. وسيأتى فى (19990).
(4)
أبو داود (1624). وحسنه الألبانى فى صحيح أبى داود (1430).
فقالَ: عن الحَكَمِ، عن حُجْرٍ العَدَوِىِّ، عن علىٍّ، وخالَفَه فى لَفظِه فقالَ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ: "إنّا قَد أخَذْنا مِنَ العباسِ زَكاةَ العامِ عامَ الأوَّلِ"
(1)
.
ورَواه محمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ هو العَرْزَمِىُّ
(2)
عن الحَكَمِ، عن مِقسَمٍ، عن ابنِ عباسٍ فى قِصَّةِ عُمَرَ والعباسِ رضي الله عنهما
(3)
.
ورَواه الحَسَنُ بنُ عُمارَةَ، عن الحَكَمِ، عن موسَى بنِ طَلحَةَ، عن طَلحَةَ
(4)
.
ورَواه هُشَيمٌ، عن مَنصورِ بنِ زاذانَ، عن الحَكَمِ، عن الحَسَنِ بنِ مُسلِمٍ، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مُرسَلًا، أنَّه قال: لِعُمَرَ رضي الله عنه فى هذه القِصَّةِ: "إنّا كُنّا قَد تَعَجَّلْنا صَدَقَةَ مالِ العباسِ لِعامِنا هَذا عامَ أوَّلَ"
(5)
. وهَذا هو الأصَحُّ مِن هذه الرواياتِ
(6)
.
ورُوِىَ عن علىٍّ رضي الله عنه مِن وجهٍ آخَرَ مَرفوعًا:
7442 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو علىٍّ الرَّفّاءُ، حدثنا محمدُ ابنُ يونُسَ الكُدَيمِىُّ، حدثنا وهبُ بنُ جَريرٍ (ح) وأَخبَرَناه محمدُ بنُ الحُسَينِ
(1)
أخرجه الترمذى (679) من طريق إسرائيل به، وقال: لا أعرف حديث تعجيل الزكاة من حديث إسرائيل عن الحجاج إلَّا من هذا الوجه، وحديث إسماعيل بن زكريا عندى أصح من حديث إسرائيل.
(2)
فى س: "العزرمى". وينظر ما تقدم فى (1640).
(3)
أخرجه الدارقطنى 2/ 124 من طريق محمد بن عبيد الله به.
(4)
أخرجه البزار (945)، والدارقطنى 2/ 124 من طريق الحسن بن عمارة به.
(5)
أخرجه أبو بكر الشافعى فى الغيلانيات (273) من طريق هشيم به.
(6)
ينظر علل الدارقطنى 3/ 189.
ابنِ الفَضلِ القَطّانُ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا عيسَى بنُ محمدٍ، أخبرَنا وهبُ بنُ جَريرٍ، حدثنا أبى قال: سَمِعتُ الأعمَشَ يُحَدِّثُ عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، عن أبى البَختَرِىِّ، عن علىٍّ رضي الله عنه. فذَكَرَ قِصَّةً فى بَعثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ رضي الله عنه ساعيًا، ومَنعِ العباسِ صَدَقَتَه، وأَنَّه ذَكَرَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ما صَنَعَ العباسُ، فقالَ:"أَمَا عَلِمتَ يا عُمَرُ أنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنوُ أبيهِ؟ إنّا كُنّا احتَجْنا فاستَسلَفْنا العباسَ صَدَقَةَ عامَينِ"
(1)
. لَفظُ حَديثِ القَطّانِ. وفِي رِوايَةِ ابنِ قَتادَةَ: أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم تَعَجَّلَ مِنَ العباسِ [صَدَقةً أو صَدَقَتَه]
(2)
عامَينِ. وفِى هَذا إرسالٌ بَينَ أبى البَختَرِىِّ وعَلِىٍّ رضي الله عنه.
وقَد ورَدَ هَذا المَعنَى فى حَديثِ أبى هريرةَ مِن وجهٍ ثابِتٍ عنه:
7443 -
أخبَرَناه أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أحمدُ بنُ جَعفَرٍ القَطيعِىُّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حَدَّثَنَى أبى، حدثنا علىُّ بنُ حَفصٍ، حدثنا ورقاءُ، عن أبى الزِّنادِ، عن الأعرَجِ، عن أبى هريرةَ قال: بَعَثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ رضي الله عنه على الصَّدَقَةِ، فقيلَ: مَنَعَ ابنُ جَميلٍ، وخالِدُ بنُ الوَليدِ، والعباسُ عَمُّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما يَنقِمُ ابنُ جَميلٍ إلَّا أنَّه كان فقيرًا فأَغناه اللهُ، وأَمّا خالِدٌ فإِنَّكُم تَظلِمونَ خالِدًا؛ قَدِ احتَبَسَ أَدْرَاعَه
(3)
وأَعتُدَه
(4)
فى
(1)
يعقوب بن سفيان 1/ 500، 501. وأخرجه أحمد (725)، والترمذى (3760) من طريق وهب بن جرير به، وقال الترمذى: حسن صحيح.
(2)
فى ص 3، م:"صدقة عام أو صدقة".
(3)
فى س، م:"أدرعه".
(4)
الأعتد؛ جمع عتاد، وهو أهبة الحرب من السلاح وغيره، ويجمع أعتدة أيضًا. الفائق 2/ 389.
سَبيلِ اللهِ، وأَمّا العباسُ فهِىَ عَلىَّ ومِثلُها مَعَها".- ثُمَّ قال: "يا عُمَرُ، أمَا شَعَرتَ
(1)
أنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنوُ أبيه؟ "
(2)
. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن زُهَيرِ بنِ حَربٍ عن علىِّ ابنِ حَفصٍ بهَذا اللَّفظِ إلَّا أنَّه قال: "وأَعتادَه"
(3)
.
وكَذَلِكَ رَواه شَبابَةُ، عن ورقاءَ
(4)
.
ورَواه شُعَيبُ بنُ أبى حَمزَةَ، عن أبى الزِّنادِ، فقالَ فى الحديثِ:"فهِىَ عَلَيه صَدَقَةٌ ومِثلُها مَعَها"
(5)
. ومَن حَديثِ شُعَيبٍ أخرَجَه البخارىُّ فى "الصحيح"، ثُمَّ قال: تابَعَه ابنُ أبى الزِّنادِ، عن أبيه، وقالَ ابنُ إسحاقَ، عن أبى الزِّنادِ:"هِىَ عَلَيه ومِثلُها مَعَها"
(6)
.
قال الشيخُ: وكما رَواه محمدُ بنُ إسحاقَ رَواه أبو أوَيسٍ المَدَنِىُّ، عن أبى الزِّنادِ
(7)
، وكَذَلِكَ هو عِندَنا مِن حَديثِ ابنِ أبى الزِّنادِ، عن أبيه
(8)
. وحَمَلوه على أنَّه صلى الله عليه وسلم كان أخَّرَ عنه الصَّدَقَةَ
(9)
عامَينِ مِن حاجَةٍ بالعباسِ إلَيها، والَّذِى
(1)
فى س، م، والمسند:"علمت".
(2)
أحمد (8284). وأخرجه النسائى (2463، 2464) من طريق أبى الزناد به.
(3)
مسلم (983).
(4)
أخرجه أبو داود (1623)، والترمذى (3761)، وابن خزيمة (2330)، وابن حبان (3273) من طريق شبابة عن ورقاء به.
(5)
سيأتى تخريجه فى (12038).
(6)
البخارى (1468).
(7)
سيأتى تخريجه فى (12040).
(8)
أخرجه أحمد (8285) من طريق ابن أبى الزناد به.
(9)
فى س: "صدقته".
رَواه ورقاءُ على أنَّه كان تَسَلَّفَ
(1)
مِنه صَدَقَةَ عامَينِ، وفِى ذَلِكَ دَليلٌ على جَوازِ تَعجيلِ الصَّدَقَةِ، فأَمّا الَّذِى رَواه شُعَيبُ بنُ أبى حَمزَةَ، فإِنَّه يَبعُدُ مِن أن يَكونَ مَحفوظًا؛ لأَنَّ العباسَ كان رَجُلًا مِن صَلِيبَةِ
(2)
بَنِى هاشِمٍ تَحرُمُ عَلَيه الصَّدَقَةُ فكَيفَ يَجعَلُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما عَلَيه مِن صَدَقَةِ عامَينِ صَدَقَةً عَلَيه؟! ورَواه موسَى بنُ عُقبَةَ، عن أبى الزِّنادِ فقالَ فى الحديث:"فهِىَ له ومِثلُها مَعَها"
(3)
. وقَد يُقالُ: "له" بمَعنَى "عَلَيه". فرِوايَتُه مَحمولَةٌ على سائرِ الرِّواياتِ، وقَد يَكونُ المُرادُ بقَولِه:"فهِىَ عَلَيه". أى على النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم؛ ليَكونَ موافِقًا لِرِوايَةِ ورقاءَ، ورِوايَةُ ورقاءَ أولَى بالصِّحَّةِ لِموافَقَتِها ما تَقَدَّمَ مِنَ الرِّواياتِ الصَّريحَةِ بالاستِسلافِ والتَّعجيلِ، واللهُ أعلَمُ.
7444 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا مالكٌ، عن نافِعٍ، أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ كان يَبعَثُ بزَكاةِ الفِطرِ إلَى الَّذِى تُجمَعُ عِندَه قَبلَ الفِطرِ بيَومَينِ أو ثَلاثَةٍ
(4)
.
(1)
فى س، ص 3:"يسلف".
(2)
فى س: "طيبة"، وفى م:"صلبية". ينظر صحيح ابن خزيمة (2330). والصَّلِيبَة، أى: الخالص النسب. يقال: هو عربى صليب. التاج 3/ 209 (ص ل ب).
(3)
سيأتى تخريجه فى (12039).
(4)
المصنف فى المعرفة (2288، 2420)، والشافعى 2/ 69، 7/ 258، ومالك 1/ 285، ومن طريقه ابن زنجويه فى الأموال (2399).