الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني: أسباب نزول القرآن
المبحث الأول: القرآن من جهة النزول قسمان
الأول: ما لا يتوقّف على سبب
.
ويندرج تحته أكثر نصوص القرآن، فقد كانت تنزل ابتداء بالعقائد والشّرائع من غير توقّف على سبب يتطلّب جوابا كواقعة أو سؤال، ذلك أنّ هذا القرآن إنّما أنزله الّذي يعلم الإنسان خلقا وجبلّة، ويعلم ما يحقّق نفعه ومصلحته، فيبتدئه بالعلم والشّرائع على الصّفة الّتي يعلم من حاجته.
الثاني: ما ينزل لحادثة مخصوصة أو سؤال
.
وهذا القسم بمنزلة الفتاوى في النّوازل، والنّازلة: قضيّة معيّنة تنزل بالمسلمين أو بعضهم، فيوحي الله تعالى جوابها إلى نبيّه للفصل فيها.
وتحت هذا تندرج (أسباب نزول القرآن) من نحو الأمثلة التّالية:
1 -
عن جندب بن سفيان، رضي الله عنه، قال:
اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمّد، إنّي أرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثا، فأنزل الله عز وجل: وَالضُّحى (1) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (2) ما وَدَّعَكَ
رَبُّكَ وَما قَلى 3 [الضّحى: 1 - 3](1).
2 -
وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت:
الحمد لله الّذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم تكلّمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها [المجادلة: 1](2).
3 -
وعن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما:
أنّ عبد الله بن أبيّ لمّا توفّي جاء ابنه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أكفّنه فيه، وصلّ عليه واستغفر له، فأعطاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم قميصه، فقال:«آذنّي أصلّي عليه» ، فآذنه، فلمّا أراد أن يصلّي عليه جذبه عمر رضي الله عنه، فقال: أليس الله قد نهاك أن تصلّي على المنافقين؟ فقال: «أنا بين خيرتين، قال: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ
إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ
(1) حديث صحيح. متّفق عليه: أخرجه البخاريّ (رقم: 1073، 4667، 4668، 4698) ومسلم (رقم: 1797).
(2)
حديث صحيح. أخرجه أحمد (6/ 46) والنّسائيّ (رقم: 3460) وفي «التّفسير» (رقم: 590) وابن ماجة (رقم: 188، 2063) والحاكم (رقم: 3791) من طريق الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة، به.
قلت: وإسناده صحيح. وقال الحاكم: «صحيح الإسناد» .