الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العاديات، التّكاثر، العصر، الماعون، الكوثر، الإخلاص.
السّور المدنيّة:
البقرة، آل عمران، النّساء، المائدة، الأنفال، التّوبة، النّور، الأحزاب، محمّد صلى الله عليه وسلم، الفتح، الحجرات، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، الصّفّ، الجمعة، المنافقون، الطّلاق، التّحريم، البيّنة، النّصر.
هذه السّور لا يوجد اختلاف معتبر في كونها مدنيّة.
أمّا ما اختلف فيها والرّاجح أنّها مدنيّة، فهي:
المطفّفين، الفلق، النّاس (1).
(1) هناك اختلاف يسير في بعض ما أوردته في السّور المكّيّة والمدنيّة، لكنّه ضعيف لم يدلّ عليه أثر ثابت ولا دلّت عليه خصائص السّور، فلم أعتبره.
ومن سبب الاختلاف في تحديد المكّيّ والمدنيّ في بعض سور القرآن عدم استقامة القاعدة عند بعض المفسّرين، فربّما لوجود بعض الآيات المدنيّة في سور مكّيّة صيّر البعض تلك السّورة مدنيّة، كما وقع في سورة الحجّ مثلا، وأحيانا باستعمال المفسّر لبعض الخصائص الّتي لا تطّرد دائما، أو غير ذلك.
واعلم أنّه نقل عن ابن عبّاس وابن الزّبير تعيين جميع المكّيّ والمدنيّ في سياق واحد، ولا يثبت شيء من ذلك من جهة الإسناد.
والتّرجيح الّذي ذكرته تحت (ما اختلف فيه، والرّاجح أنّه مكّيّ)، و (ما اختلف فيه والرّاجح أنّه مدنيّ) فهو باستعمال خصائص المكّيّ والمدنيّ المتقدّم ذكرها في أكثره، مع اعتضاد بعض السّور بمرجّحات أخرى، تصير إلى تأكيد كون السّورة مكّيّة أو مدنيّة، ومن ذلك:-
1 -
سورة الفاتحة مكّيّة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والدّليل عليه ما أخرجه البخاريّ (رقم: 4204، 4370، 4426، 4720) من حديث أبي سعيد بن المعلّى، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
«الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ 2 هي السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته» .
وهذا الحديث يفسّر به النّبيّ صلى الله عليه وسلم قوله تعالى في سورة الحجر: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ 87، وهذا امتنان من الله تعالى على نبيّه صلى الله عليه وسلم، ولا خلاف أنّ سورة الحجر مكّيّة.
حكم البغويّ بأنّ الأصحّ كون الفاتحة مكّيّة، واستدلّ بهذا، وقال:«فلم يكن يمنّ عليه بها قبل نزولها» (معالم التّنزيل: 1/ 49).
2 -
سورة الرّحمن مكّيّة.
أخرج أحمد في «مسنده» (6/ 349) قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وهو يصلّي نحو الرّكن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يستمعون: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ 13.
وأخرجه الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» (24/ 86) من طريق سعيد بن أبي مريم، حدّثنا ابن لهيعة، به، لكن فيه:(بعد أن يصدع بما أمر).
قلت: وإسناد هذا الحديث صالح.
كما يشهد لما ذكرت، ما أخرجه ابن أبي الدّنيا في «كتاب الشّكر لله عز وجل» (رقم: 67) قال: حدّثني محمّد بن عبّاد بن موسى من كتابه، حدّثنا يحيى بن سليم الطّائفيّ، عن إسماعيل بن أميّة، عن نافع، عن ابن عمر:
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرّحمن، أو قرئت عنده، فقال:«ما لي أسمع الجنّ أحسن جوابا لردّها منكم؟ ما أتيت على قول الله عز وجل: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ 13 إلّا قالت الجنّ: ولا بشيء من نعمة ربّنا نكذّب» .
وأخرجه الخطيب البغداديّ في «تاريخه» (4/ 301) من طريق محمّد بن عبّاد، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كما أخرجه ابن جرير (27/ 123) قال: حدّثنا محمّد بن عبّاد بن موسى، وعمرو بن مالك البصريّ، قالا: حدّثنا يحيى بن سليم، به.
وهو عند البزّار (رقم: 2269 - كشف الأستار) عن عمرو بن مالك وحده.-
قلت: إسناد الحديث حسن، والعبرة برواية محمّد بن عبّاد، أمّا عمرو بن مالك فهو ضعيف.
والشّاهد من هذا الحديث هو أنّ الثّابت في اجتماع النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالجنّ إنّما كان بمكّة قبل الهجرة.
3 -
سورة المطفّفين مدنيّة.
لحديث عبد الله بن عبّاس، رضي الله عنه، قال:
لمّا قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث النّاس كيلا، فأنزل الله سبحانه: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ 1، فأحسنوا الكيل بعد ذلك.
أخرجه النّسائيّ في «التّفسير» (رقم: 674) وابن ماجة (رقم: 2223) وابن جرير (30/ 91) والطّبرانيّ في «الكبير» (11/ 371) وابن حبّان (رقم: 4919) والحاكم (رقم: 2240) والبيهقيّ في «الشّعب» (رقم: 5286) والواحديّ في «أسباب النّزول» (ص: 482) والبغويّ في «معالم التّنزيل» (8/ 361) من طرق عن الحسين بن واقد، قال: حدّثني يزيد النّحويّ، أنّ عكرمة حدّثه، عن ابن عبّاس، به.
قلت: وإسناده جيّد، وقال الحاكم:«حديث صحيح» .
4 -
سورتا الفلق والنّاس مدنيّتان.
ودليل ذلك ما رواه مسلم في «صحيحه» (رقم: 814) من حديث عقبة بن عامر الجهنيّ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وعقبة بن عامر إنّما أسلم أوّل مقدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة.