الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نكص بكم يأهل الشام آل حرب وآل مروان، يتسكعون1 بكم الظلم، ويتهورون بكم مداحض2 الزلق، يطئون بكم حرم الله3 وحرم رسوله4، ماذا يقول زعماؤكم غدًا؟ يقولون:{رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ} إذن يقول الله عز وجل: {لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ} أما أمير المؤمنين فقد ائتنف5 بكم التوبة، واغتفر لكم الزلة، وبسط لكم الإقالة6، وعاد بفضله على نقصكم، وبحلمه على جهلكم، فليفرخ روعكم7، ولتطمئن به داركم، وليقطع مصارع أوائلكم، {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا} . "العقد الفريد 2: 145".
1 تسكع: مشى مشيا متعسفا.
2 جمع مدحضة: وهي المزلة.
3 يشير إلى ما كان من مقاتلة الحجاج عبد الله بن الزبير بمكة، ورميه الكعبة بالمنجنيق في عهد عبد الملك بن مروان.
4 يشير إلى وقعة الحرة وما أحدثه جيش مسلم بن عقبة المري بالمدينة على عهد يزيد بن معاوية.
5 استأنف وابتدأ.
6 أقال عثرته: رفعه من سقوطه.
7 الروع: بالضم القلب، أو موضع الفزع منه والروع بالفتح: الفزع، وأفرخت البيضة: خرج الفرخ منها، أي ليخرج الروع عن روعكم ولتهدءوا وتطمئنوا.
7-
خطبة عيسى بن علي حين قتل مروان:
وخطب عيسى بن علي –عم السفاح- لما قتل مروان، فقال:
"الحمد لله الذي لا يفوته من طلب، ولا يعجزه من هرب، خدعت والله الأشقر نفسه، إذ ظن أن الله ممهله، {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون} ، فحتى متى، وإلى متى؟ أما والله لقد كرهتهم العيدان1 التي افترعوها، وأمسكت السماء درها2، والأرض ريعها3، وقحل الضرع4، وجفز الفنيق5، وأسمل6
1 أي أعواد المنابر، وافترعوها: أي علوها.
2 مطرها.
3 الريع: النماء والزيادة.
4 قحل: يبس جلده على عظمه.
5 الفنيق: الفحل المكرم لا يؤذي لكرامته على أهله ولا يركب، والجفز: كشمس السرعة في المشي، ولم تذكر كتب اللغة ضبط فعله، وجاء في اللسان:"الجفز: سرعة المشي يمانية، حكاها ابن دريد، قال: ولا أدري ما صحتها"، وفي رواية مواسم الأدب:"وجفل فنيق الشرك".
6 أسمل الثوب وسمل، كدخل وكرم: أخلق.