الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تُرِيك القَذَى من دونها وهي دُونَه
…
لوجه أخيها في الإناء قُطُوب1
فقال: وَيْحَكَ يا أعرابي! لقد اتهمك عندي حُسْنُ صفتك لها، قال:"يا أمير المؤمنين، واتهمك عندي معرفتك بحسن صفتي لها".
"عيون الأخبار م2: ص215".
1 القذى: ما يقع في الشراب، قطب كضرب قطبا وقطوبا: زوى ما بين عينيه وكلح، وأخوها: هو نبيذ الزبيب، والمعنى: أن الشاربين يفضلونها عليه فيشربونها دونه، فهو يقطب من أجل ذلك، وفي أخيها يقول الشاعر:
دع الخمر يشربها الغواة فإنني
…
رأيت أخاها مغنيا بمكانها
فإلا يكنها أو تكنه فإنه
…
أخواها غذته أمه بلبانها
23-
مجاوبة أعرابي لخالد بن عبد الله القسري:
وخطب خالد بن عبد الله القَسْرِي فقال:
"يا أهل البادية: ما أخشنَ بلدكم، وأغلظَ معاشكم، وأَجْفَى أخلاقَكم، لا تشهدون جُمْعَه، ولا تُجَالِسُون عالما"، فقام إليه رجل منهم دَمِيمٌ، فقال:"أمَّا ما ذكرت من خشونة بلدنا، وغِلَظ طعامنا، فهو كذلك، ولكنكم معشر أهل الحضر، فيكم ثلاث خصال، هي شَرٌّ من كل ما ذكرت"، قال له خالد: وما هي؟ قال: "تَنْقُبُون الدور، وتَنْبُشُون القبور، وتَنْكِحُون الذكور"، قال:"قَبَّحَك الله، وقبَّح ما جئتَ به".
"العقد الفريد 2: 127".
24-
أجوبة شتى:
وقُدِّم أعرابي إلى السلطان، فقال له: قل الحق، وإلا أَوْجَعْتُك ضربًا، قال له:"وأنت فاعمل به، فوالله ما أَوْعَدَك الله على تركه، أعظم مما تُوعِدُني به".
ونظر عثمان إلى أعرابي في شَمْلة، غائر العينين، مُشْرِف الحاجبين، ناتِئ الجَبْهَة، فقال له: أين ربك؟ قال: بالمِرّصاد!
وقيل لأعرابي: إنك تُحْْسِن الشَّارة1، قال:"ذلك عنوان نعمة الله عندي".
1 الشارة: اللباس والهيئة والزينة.
وقيل لأعرابي: "كيف أنت في دينك؟ قال: أَخْرِقُه بالمعاصي، وأُرَّقعه بالاستغفار".
وسئل أعرابي عن القَدَر فقال: "الناظر في قدر الله كالناظر في عين الشمس، يَعْرِف ضوءها، ولا يقف على حدودها".
وسئل آخر عن القدر، فقال:"علم اختصمت فيه العقول، وتقاول فيه المختلفون، وحَقَّ علينا أن يرد إلينا ما التبس علينا من حكمه، إلى ما سبق علينا من علمه".
"العقد الفريد 2: 86 – 87".
وقيل لأعرابي: من أبلغ الناس؟ قال: "أحسنهم لفظًا وأسرعهم بديهة".
وقيل لأعرابي: ملك لا تُطِيل الهجاء؟ قال: "يكيفك من القِلادة ما أحاط بالعُنُق".
وقال معاوية لأعرابية: هل من قِرًى؟ قالت: نعم، قال: وما هو؟ قالت: "خبز خَمِير، ولبن فَطِير، وما نَمير1".
وقيل لأعرابي: فِيم كنتم؟ قال: "كنا بين قِدْر تفور، وكأس تَدْور وحديث لا يَحُور2".
وقيل لأعرابي: ما أعدَدْتَ للبرد؟ قال: "شِدَّة الرِّعْدَة، وقُرْفُصَاء القِعْدَة، ودَرَب المِعْدَة3".
وقيل لأعرابي: "ما لك من الولد؟ قال: "قليل خبيث" قيل له: ما معناه؟ قال: "إنه لا أقل من واحد، ولا أخبث من أنثى".
وقيل لأعرابي -وقد أدخل ناقته في السوق ليبيعها- صف لنا ناقتك، قال:
1 الخمير: الذي اختمر، وما نمير: ناجع، عذبا كان أو غير عذب.
2 أي لا ينقص، وربما كان لا يجور بالجيم.
3 القرفصاء: أن يجلس على أليتيه، ويلصق فخذيه ببطنه، ويحتبي بيديه يضعهما على ساقيه، أو يجلس على ركبتيه منكبا، ويلصق بطنه بفخذيه، ويتأبط كفيه، والذرب: الحدة، والمعدة ككلمة وكسرة.
ما طلبتُ عليها قطّ إلا أدركتُ، ولا طلبتُ إلا فُتُّ، وقيل له: فلم تبيعها؟ قال: لقول الشاعر:
وقد تُخْرِج الحاجات يا أمّ عامرٍ
…
كرائِمَ من رَبٍّ بهنَّ ضَنِين
وقيل لأعرابي: ماعندكم في البادية طبيب؟ قال: "حُمُر الوحش لا تحتاج إلى بَيْطَار".
وقيل لِشُرَيْحِ القاضي: هل كلمك أحد قط فلم تُطِقْ له جوابا؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون أعرابيا، خاصم عندي وهو يشير بيديه، فقلت له: أَمْسِك، فإن لسانك أطول من يدك، قال:"أَسَامِرِيٌّ أنت لا تُمَسُّ؟ 1".
"العقد الفريد 2: 97".
وقيل لأعرابي: أيُّ الألوان أحسن؟ قال: "قصورٌ بيض، في حدائق خُضْر".
وقيل لآخر: أي الألوان أحسن؟ قال: "بَيْضة2، في رَوْضة، عن غِب سَارِية، والشمس مُكَبِّدة".
"العقد الفريد 2: 96".
والسامري: هو موسى بن ظفر السامري نسبة إلى قبيلة من بني إسرائيل يقال لها: السامرة، وكان من قوم يعبدون البقر، وقع في مصر، فدخل في بني إسرائيل، وآمن بموسى، وكان منافقا لا يزال في قلبه عبادة البقر، فلما ذهب موسى لمناجاة ربه فتن بني إسرائيل، وكانوا حين خرجوا من مصر حملوا معهم من حلي القبط التي أخذوها منهم رهائن على ما يقرضونهم من المال -فاتخذ لهم منها عجلا جسدا له خوار
…
إلى آخر ما هو معروف في القصة، من أثر الرسول: أي من أثر حافر الرسول وهو جبريل، والأثر: التراب الذي تحت حافره، والمساس مصدر ماس، وهو نفي أريد به النهي، أي لا تمسني ولا أمسك.
2 البيضة: ساحة القوم ومجتمعهم، والسارية: السحابة تسري ليلا، كبدت الشمس السماء: صارت في كبدها أي وسطها، وفي الأصل "مكيدة" بالياء وهو تصحيف.