الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالتقوى، ثم قال بعد ذكر الجنة والنار، عظُمَ قدرُ الدارين، وارتفع جزاء العملين1، وطالت مدة الفريقين، الله الله، فوالله إنه الجِدُّ لا اللعب، وإنه الحق لا الكذب، وما هو إلا الموت والبعث، والميزان والحساب والقصاص والصراط، ثم العقاب والثواب، فمن نجا يومئذ فقد فاز، ومن هوى يومئذ فقد خاب، الخير كله في الجنة، والشر كله في النار".
"عيون الأخبار م2: ص254، والعقد الفريد 2: 148".
1 أي عمل الخير والشر.
115-
خطبته يوم الفطر:
قال بعد التكبير والتحميد: إن يومكم هذا يوم عيد وسُنَّة، وابتهال ورغبة، يوم خَتَمَ الله به صيام شهر رمضان، وافتتح به حج بيته الحرام، فجعله خاتمة الشهر، وأوَّل أيام شهور الحج، وجعله معقِّبًا لمفروض صومكم، ومتنفَّل قيامكم، أحلَّ فيه الطعام لكم، وحرم فيه الصيام عليكم، فاطلبوا إلى الله حوائجكم، واستغفروه لتفريطكم، فإنه يقال:"لا كبير مع استغفار، ولا صغير مع إصرار" ثم التكبير والتحميد، وذكر النبي عليه الصلاة والسلام، والوصية بالتقوى، ثم قال: فاتقوا الله عباد الله، وبادروا الأمر الذي اعتدل فيه يقينكم، ولم يحتضر1 الشك فيه أحدا منكم، وهو الموت المكتوب عليكم، فإنه لا تستقال بعده عَثْرَة، ولا تحظر قبله توبة، واعلموا أنه لا شيء قبله إلا دونه، ولا شيء بعده إلا فوقه، ولا يعين على جَزَعه وعَلَزه2 وكُرَبه. ولا يعين على القبر وظلمته، وضيقه ووحشته، وهول مطلعه ومسألة ملائكته، إلا العمل الصالح الذي أمر الله به، فمن زلَّت عند الموت قدمه، فقد ظهرت ندامته، وفاتته استقالته، ودعا من الرَّجعة إلى ما لا يجاب إليه، وبذل من الفدية ما لا يُقْبَل منه، فالله الله عباد الله، وكونوا قوما سألوا الرجعة فأعطوها؛ إذ منعها الذين طلبوها،
1 يحضر.
2 العلز: ما يصيب المريض عند حشرجة الموت من رعدة واضطراب.