الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإعجال1، يابن أخي: إن اغترارك بالشباب، كالتذاذك بسَمَادِير2 الأحلام، ثم تنقشِع فلا تتمسك منها إلا بالحسرة عليها، ثم تُعَرَّى راحلة الصِّبا، وتشرب سَلْوَةً3 عن الهوى، واعلم أن أغنى الناس يوم الفقر من قَدَّم ذخيرة، وأشدّهم اغتباطًا يوم الحسرة من أحسن سريرة".
"الأمالي 2: 316".
1 رفه عيشه ككرم فهو رفيه ورافه: مستريح متنعم، وأرفهه الله ورفهه ترفيها، ومن ساعات المهملة أي الدنيا المهملة: أي التي ستمهلها وتغادرها، وربما كانت "المهملة".
2 السمادير: ما يتراءى للإنسان في نومه من الأباطيل، وما يتراءاه السكران في سكره.
3 السلوة: اسم السلوان. قال الأصمعي: يقول الرجل لصاحبه: سقيتني سلوة" بالفتح "وسلونا" بالضم، أي طيبت نفسي عنك، وذكروا أيضًا أن السلوة والسلوانة: خرزة شفافة تدفن في الرمل فتسود فيبحث عنها، ويسقاها الإنسان فتسليه.
3-
وصية رجل لآخر وقد أراد سفرًا:
عن عبد الرحمن عن عمه قال: سمعت رجلا يوصي آخر وأراد سفرًا، فقال:
"آثر بعملك معادك، ولا تدع لشهوتك رشادك، وليكن عقلك وزيرك الذي يدعوك إلى الهدى، ويعصمك من الرَّدى، أَلْجِم هواك عن الفواحش، وأَطْلِقه في المكارم، فإنك تَبَرُّ بذلك سلفك، وتَشِيد شَرَفَك".
"الأمالي 1: 200".
4-
وصية رجل لابنه وقد أراد التزوج:
وقال بعضهم لولده وقد أراد التزوج:
"يا بُنَيّ: لا تتخذها حَنَّانَة، ولا أَنَّانَة، ولا مَنَّانَة1، ولا عُشْبَة الدَّار2، ولا كُبَّةَ القَفَا3".
"الأمالي 2: 26".
1 الحنانة: التي لها ولد من سواه فهي تحن عليهم. والأنانة: التي مات عنها زوجها، فهي إذا رأت الزوج الثاني أنت، وقالت: رحم الله فلانا، لزوجها الأول. والمنانة: التي لها مال، فهي تمن على زوجها، كلما أهوى إلى شيء من مالها.
2 عشبة الدار: يريد الهجينة، وعشبة الدار: التي تنبت في دمنة الدار، وحولها عشب في بياض، فهي أفخم منه وأضخم، لأنها غذتها الدمنة، وذلك "أي العشب" أطيب للأكل رطبا ويبسا، لأنه نبت في أرض طيبة، وهذه نبتت في دمنة، فهي منتنة رطبة، وإذا يبست صارت حتاتا "بالضم" وذهب قفها في الدمنة فلم يمكن جمعه، وذلك يجمع قفه لأنه في أرض طيبة "والقف بالضم: ما يبس من البقل، وسقط على الأرض في موضع نباته".
3 كبة القفا: هي التي يأتي زوجها أو ابنها القوم، فإذا انصرف من عندهم، قال رجل من جبناء القوم: قد والله كان بيني وبين امرأة هذا المولى أو أمه أمر.