الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما فيما بقى فلا نرجوه، فنحن جميعًا ندعو لك، ونُثْنِي عليك، خَصِب لنا جَنَابُك، وعذُب ثوابك، وحسنت نظرتك، وكرمت مقدرتك، وجبرت الفقير، وفككت الأسير، فإنك يا أمير المؤمنين كما قال الأول:
ما زلت في البذل والنَّوال وإطـ
…
ـلاقٍ لعان بجُرْمِه غَلِق1
حتى تمنى البِرَاء أنهم
…
عندك أسرى في القيد والحلق2
"العقد الفريد 1: 137".
1 العاني: الأسير، والغلق: أصله من غلق الرهن إذا استحقه المرتهن، وذلك إذا لم يفتكك في الوقت المشروط.
2 البراء ككرام جمع بريء.
121-
أحد أهل الكوفة يمدح المأمون:
وقد وفد من الكوفة إلى بغداد، فوقفوا للمأمون فأعرض عنهم، فقال شيخ منهم:"يا أمير المؤمنين: يدك أحق يد بتقبيل، لعُلُوِّها في المكارم، وبعدها من المآثم، وأنت يوسفيّ العفو في قلة التثريب، مَنْ أرادك بسوء جعله لله حَصِيد سيفك، وطريد خوفك، وذليل دولتك"، فقال يا عمرو: نعم الخطيب خطيبهم، اقض حوائجهم.
"مروج الذهب 2: 319".
122-
محمد بن عبد الملك بن صالح بين يدي المأمون:
ودخل محمد بن عبد الملك بن صالح على المأمون حين قبض ضياعهم، فقال:
"يا أمير المؤمنين، محمد بن عبد الملك بين يديك، ربَيِْبُ دولتك، وسليل نعمتك، وغصن من أغصان دَوْحَتِك1، أتأذن في الكلام؟ قال نعم. قال: "أَسَتَمْنَح اللهَ حياطة ديننا ودنيانا، ورعاية أدنانا وأقصانا ببقائك، ونسأله أن يزيد في عمرك من أعمارنا"، وفي أثرك من آثارنا، ويقيك الأذى بأسماعنا وأبصارنا، هذا مقام العائذ بفضلك، الهارب إلى كَنِفِك وظلك، الفقير إلى رحمتك وعدلك"، ثم تكلم في حاجته، فقضاها.
"العقد الفريد 1: 146".
1 الدوحة: الشجرة العظيمة.