الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله ربِّي إلى الصوم، فأنا صائم، قال: وصوم في مثل هذا اليوم الحارّ؟ قال: صمت ليوم هو أحرُّ منه، قال: فأفطر اليومَ وصُمْ غدًا، قال: ويضمن لي الأمير أني أعيش إلى غد؟ قال: ليس ذاك إليه، قال: فكيف تسألني عاجلا بآجل، وليس إليه سبيل؟ قال: إنه طعام طيِّب، قال: والله ما طيَّبه خَبَّازك ولا طَبَّاخك، قال: فَمَن طيَّبه؟ قال: العافية، قال الحجاج: تالله إن رأيت كاليوم! أخرجوه عني.
"البيان والتبيين 3: 234، والعقد الفريد 2: 87".
21-
مساءلة الحجاج أعرابيا فصيحا:
وقال الحجاح لأعرابي كلمة فوجده فصيحًا: كيف تركت الناس وراءك؟ فقال: "تركتهم -أصلح الله الأمير- حين تفرّقوا في الغيطان، وأخَمْدوا النيران. وتَشَكَّت النساء، وعَرَض الشَّاء، ومات الكلب"، فقال الحجاج لجلسائه:"أَخِصْبًا نَعَتَ أم جَدْبًا؟ قالوا: بل جدبا، قال: بل خصبا، قوله: تفرقوا في الغيطان1، معناه: أنها أعشبت، فإبلهم وغنمهم تَرْعَى، وأخمدوا النيران، معناه: استغنوا باللبن عن أن يشتَوُوا لحوم إبلهم وغنمهم ويأكلوها، وتشكَّت النساء أعضادَهن، من كثرة ما يَمْخَضْن2 الألبان، وعَرَض الشاء: استَنَّ3 من كثرة العُشْب والمرعى، ومات الكلب: لم تمت أغنامهم وإبلهم فيأكل جِيَفها".
"ذيل الأمالي ص87".
1 جمع غائط: وهو المطمئن الواسع من الأرض.
2 مخض اللبن من باب قطع ونصر وضرب أخذ زبده.
3 استن: سمن، سن الإبل كنصر: إذا رعاها فأسمنها.
22-
مجاوبة أعرابي لعبد الملك بن مروان:
ودخل أعرابي على عبد الملك بن مروان، فقال له: يا أعرابي صف الخمر، فقال: شَمُول إذا شُجَّت، وفي الكأس مُزَّة لها في عِظام الشاربين دَبِيب1.
1 الشمول: الخمر أو الباردة منها؛ لأنها تشمل بريحها الناس، أو لأن لها عصفة كعصفة الشمال، وشيح الشراب: مزجه.