الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رعيتك العافية، ويحجز الشيطان عنك وَوَسَاوِسَه، حتى يستعلى أمرك بالعز والقوة والتوفيق، إنه قريب مجيب".
وذكروا أن طاهرا لما عهد إلى ابنه عبد الله هذا العهد، وتنازعه الناس وكتبوه وتدارسوه، وشاع أمره حتى بلغ المأمون، فدعا به وقرئ عليه فقال: ما بقَّى أبو الطيب -يعني طاهرًا- شيئًا من أمر الدين والدنيا والتدبير والرأي والسياسة، وإصلاح الملك والرعية، وحفظ البَيْضة، وطاعة الخلفاء، وتقويم الخلافة إلا وقد أحكمه وأوصى به وتقدم، وأمر أن يكتب بذلك إلى جميع العمال في نواحي الأعمال.
"تاريخ الطبري 10: 258، ومقدمة ابن خلدون ص339".
132-
خطبة عبد الله بن طاهر:
خطب عبد الله بن طاهر الناس، وقد تيسر لقتال الخوارج1 فقال:
"إنكم فئة الله المجاهدون عن حقه، الذابُّون عن دينه، والذائدون عن محارمه، الداعون إلى ما أمر به، من الاعتصام بحبله، والطاعة لولاة أمره الذين جعلهم رعاة الدين، ونظام2 المسلمين، فاستنجزوا موعود الله ونصره، وبمجاهدة عدوه، وأهل معصيته، الذين أشِرُو3 وتمرَّدوا، وشقُّوا العصا، وفارقوا الجماعة، ومَرَقوا من الدين، وسعوا في الأرض فسادًا، فإنه يقول تبارك وتعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ
1 الوارد في كتاب "الفرق بين الفرق" أن المأمون بعث طاهر بن الحسين لقتال حمزة بن أكرك -هكذا فيه، وفي الملل والنحل حمزة بن أدرك بالدال- وهو زعيم فرقة الحمزية إحدى فرق الخوارج العجاردة، وقد عاث في سجستان وخراسان ومكران وقوهستان وكرمان، وهزم الجيوش الكثيرة، وكان ظهوره في أيام هارون الرشيد سنة179، وبقي الناس في فتنته إلى أن مضى صدر من أيام خلافة المأمون، فلما تمكن المأمون من الخلافة كتب إليه كتابا استدعاه فيه إلى طاعته، فما ازداد إلا عتوا، فبعث لقتاله طاهر بن الحسين، فدارت بينه وبين حمزة حروب قتل فيها من الفريقين مقدار ثلاثين ألفا، أكثرهم من أتباع حمزة، وانهزم حمزة إلى كرمان، ثم استدعى المأمون طاهرًا من خراسان، فطمع فيها حمزة، وأقبل بجيشه من كرمان، فخرج إليه عبد الرحمن النيسابوري في عشرين ألفا فهزموه، وقتلوا الألوف من أصحابه، وانفلت حمزة جريحًا، ومات في هزيمته -انظر ص79.
2 النظام: السلك ينظم فيه، وملاك الأمر.
3 بطروا.