الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قولهم في الدعاء:
97-
دعاء أعرابي:
قال أبو حاتم: أملى علينا أعرابي يقال له مَرْثَد:
"اللهم اغفر لي، والجِلْد بارد، والنفسُ رَطْبة، واللسان منطلق، والصحف منشورة، والأقلام جارية، والتوبة مقبولة، والأنفس مِرِّيحَة1، والتضرع مرجُوّ، قبل آنِ الفراق، وحَشَكِ النفس2، وعَلَزِ الصدر3، وتَزَيُّل الأوصال4، ونُصُول الشعر، واحتياف5 التراب، وقبل أن لا أقدر على استغفارك حين يَفْنى العمل، ويحضر الأجل، وينقطع الأمل.
أعنِّي على الموت وكُرْبَته، وعلى القبر وغَمَّتِه6، وعلى الميزان وخِفَّته، وعلى الصِّراط وزَلَّته، وعلى يوم القيامة وروعته، اغفر لي مغفرة عَزْمًا، لا تغادر ذنبًا، ولا تدعَ كربا، اغفر لي جميع ما افترضت عليّ ولم أُؤَدِّه إليك، اغفر لي جميع ما تُبْتُ إليك منه ثم عُدْتُ فيه.
يا رب تظاهرتْ7 عليّ منك النِّعم، وتداركتْ عندك منِّي الذنوب، فلك الحمد على النعم التي تظاهرت، وأستغفرك للذنوب التي تداركت، وأمسيت عن عذابي غنيًّا، وأصبحت إلى رحمتك فقيرا.
1 مرح كفرح: أشر وبطر ونشط واختال وتبختر فهو مرح ومريح.
2 الحسك: شدة النزع.
3 العلز: قلق وخفة وهلع يصيب المريض والمحتضر.
4 تزيلت وتزايلت: تفرقت، والأوصال: المفاصل.
5 الاحتياف: افتعال من الحيف وهو الجور، والمراد أكل تراب القبر الجثة، والذي في كتب اللغة "التحيف" تحيفت الشيء: إذا تنقصته من حافاته.
6 فعله من غم الشيء: أي غطاء فانغم، أو هي "غمته" بالضم: أي بلائه وكرب عذابه.
7 من تظاهروا إذا تعاونوا: أي تتابعت
اللهم إني أسألك نجاح الأمل، عند انقطاع الأجل، اللهم اجعل خير عملي ما ولي أجلي، اللهم اجعلني من الذين إذا أعطيتهم شكروا، وإذا ابتليتهم صبروا، وإذا أذْكرتهم ذكروا، واجعل لي قلبًا توَّابًا أوَّابًا، لا فاجرا ولا مُرْتَابًا، اجعلني من الذين إذا أحسنوا ازدادوا، وإذا أساءوا استغفروا.
اللهم لا تحقِّق عليّ العذاب1، ولا تقطع بي الأسباب، واحفظني في كل ما تحيط به شفقتي، وتأتي من ورائه سَبْحَتي2، وتعجَِز عنه قوَّتِي، أدعوك دعاء ضعيفٍ عَمَلُه، متظاهِرَة ذُنُوبه، ضنينٍ على نفسه، دعاءَ مَنْ بَدَنُه ضعيف، ومُنَّتُه3 عاجزة، قد انتهت عُدَّته، وخَلَقَت4 جِدَّته، وتمَّ ظِمْؤُه. اللهم لا تخيِّبني وأنا أرجوك، ولا تعذِّبني وأنا أدعوك، والحمد لله على طول النَّسِيئَة5، وحسن التِّباعة6، وتشنُّج العروق، وإساغة الريق، وتأخر الشدائد، والحمد لله على حِلمه بعد علمه، وعلى عفوه بعد قدرته، والحمد لله الذي لا يُودَي7 قتيله، ولا يخيبُ سُولُه، ولا يُرَدّ رَسُولُه، اللهم إني أعوذ بك من الفقر إلا إليك، ومن الذلِّ إلا لك، وأعوذ بك أن أقول زورا، أو أغْشَى فُجُورًا، أو أكون بك مغرورا، وأعوذ بك من شماتة الأعداء، وعُضَال الداء، وخَيْبَة الرجاء، وزوال النِّعْمَة".
"العقد الفريد 2: 77، والبيان والتبيين 3: 224-137-138".
1 يشير إلى قوله تعالى: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ} .
2 فعلة من السبح: وهو التقلب والانتشار في الأرض، والإبعاد في السير، والتصرف في المعاش.
3 المنة: القوة.
4 خلق الثوب كنصر وكرم وسمع، بل، والظم: ما بين الشربتين والوردين.
5 الإمهال والتأخير.
6 التباعة مثل التبعة بفتح فكسر. قال الشاعر:
أكلت حنيفة ربها
…
زمن التقحم والمجاعة
لم يحذروا من ربهم
…
سوء العواقب والتباعة
"لأنهم كانوا قد اتخذوا إلها من حيس فعبدوه زمنا، ثم أصابتهم مجاعة فأكلوه"، والحيس كشمس: تمر يخلط بالسمن واللبن المخيض فيعجن شديدًا، ثم يندر منه نواه.
7 ودى القتيل كوعى: أعطى ديته، والسول: وهو ما سألته.
98-
دعاء أعرابي:
ودعا أعرابي وهو يطوف بالكعبة فقال:
"إلهي مَنْ أولى بالتقصير والزلل مني وأنت خلقتني؟ ومن أولى بالعفو منك عني وعلمك بي ماضٍ، وقضاؤك بي محيط؟ أطعتك بقوتك والمنَّة لك، وعصيتك بعلمك، فأسألك يا إلهي -بوجوب رحمتك وانقطاع حجتي، وافتقاري إليك وغناك عني- أن تغفر لي وترحمني.
إلهي لم أُحْسِن حتى أعطيتني، فتجاوز عن الذنوب التي كتبت عليّ، اللهم إنا أطعناك في أحب الأشياء إليك: شهادة أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، ولم نَعْصِك في أبغض الأشياء إليك: الشرك بك، فاغفر لي ما بين ذلك.
اللهم إنك آنَسُ المُؤْنِسِين لأوليائك، وأحضرهم للمتوكلين عليك، إلهي أنت شاهدهم وغائبهم، والمطلِّع على ضمائرهم، وسِرِّي لك مكشوف، وأنا إليك ملهوف، إذا أَوْحَشَتْنِي الغُرْبَة آنَسَنِي ذِكْرُك، وإذا أَكَبَّت عليّ الغموم لَجَأت إلى الاستجارة بك؛ علمًا بأن أَزِمَّة الأمور كلِّها بيدك، ومصدرها عن قضائك، فأقْلِلْني1 إليك مغفورا لي، معصوما بطاعتك بقية عمري، يا أرحم الراحمين".
1 أقله: حمله.
99-
دعاء أعرابي:
وقال الأصمعي: حَجَجت فرأيت أعرابيا يطوف بالكعبة ويقول:
يا خير مَوْفُود سَعَى إليه الوُفَّد1، قد ضَعُفت قوتي، وذهبت مُنَّتي، وأتيت إليك بذنوب لا تغسِلها الأنهار، ولا تحملها البحار، أستجير برضاك من سُخْطِك، وبعفوك من عقوبتك، ثم التفت فقال: "أيها المشفقون، ارحموا من شَمِلته الخَطَايا،
1 وفد إليه وعليه: قدم، وهم وفود ووفد كشمس وركع وأوفاد.
وغمَرَته البلايا، ارحموا من قطع البلاد، وخلَّف ما مَلَك من التِّلاد. ارحموا من وبَّخته الذنوب، وظَهَرت منه العيوب، ارحموا أسير ضُرٍّ، وطريد فقر، أسألكم بالذي أعملتم الرَّغبة إليه، إلا ما سألتم الله أن يهب لي عظيم جُرْمِي"، ثم وضع في حَلْقه بالباب خَدَّه وقال: ضَرَعَ خدِّي لك، وذلَّ مقامي بين يديك، ثم أنشأ يقول:
عظيم الذنب مكروب
…
من الخيرات مسلوب
وقد أصبحت ذا فقر
…
وما عندك مطلوب
100-
دعاء أعرابي:
وسمع أعرابي بعرفات عَشَيَّة عرفة وهو يقول:
"اللهم إن هذه عشية من عشايا محبَّتِك، وأحد أيام زُلْفَتِك1، يأمُل فيها من لَجَأَ إليك من خلقك أن لا يُشْرَك بك شيئًا، بكل لسان فيها يُدْعَى، ولكل خير فيها يُرْجَى، أتتك العُصَاة من البلد السَّحِيق2، ودعتك العُنَاة3 من شُعَب المَضِيق، رجاء ما لا خُلْفَ له من وعدك، ولا انقطاع له من جزيل عطائك، أبدت لك وجوهها المَصُونة، صابرة على وَهَجِ السَّمَائِم4، وبَرْد الليالي، ترجو بذلك رضوانك، يا غفار، يا مُسْتَزَادًا من نعمه، ومُسْتَعَاذًا من نِقَمِه، ارْحَمْ صوتَ حزين دعاك بزفير وشهيق".
ثم بسط كلتا يديه إلى السماء وقال: "اللهم إن كنت بسطتُ يدي إليك داعيًا
1 الزلفة: القربة.
2 البعيد.
3 العناة جمع عان من عنا: أي ذل وخضع، وفي رواية الأمالي:"أتتك الضوامر من الفج العميق، وجابت إليك المهارق من شعب المضيق" والضوامر الإبل المهزولة، والمهارق جمع مهرق "بضم الميم وفتح الراء": الصحراء الملساء.
4 السمائم جمع سموم كصبور: وهي الريح الحارة تكون غالبًا بالنهار، وفي رواية الأمالي:"على لفح السمائم، وبرد ليل التمائم" -وليل التمام "ككتاب" وليل تمامي: أطول ليالي الشتاء- وفي رواية الأمالي: "نعمتك تظاهرها على عند القفلة، فكيف أيأس منها عند الرجعة" -وأصل الغفل "بالتحريك": والرجوع من السفر: ويطلق على الابتداء في السفر كما هنا تفاؤلا بالرجوع.
فطالما كَفَيْتَنِي ساهيًا، بنعمتك التي تظاهرتْ عليَّ عِنْد الغفلة، فلا أيأس بها عند التوبة، لا تقطع رجائِي منك لما قدَّمت من اقتراف1 آثامك، وإن كنت لا أصِل إليك إلا بك، فهب لي يا ربِّ الصلاح في الولد، والأمْنَ في البلد، والعافية في الجسد وعافِنِي من شرّ الحسد، ومن شر الدهر النَّكَد2".
"العقد الفريد 2: 77، والأمالي 2: 323".
1 اقترف الذنب: أتاه وفعله.
2 يقال: رجل نكد ككتف وسبب وشمس وأنكد: شؤم عسر.
101-
دعاء أعرابي:
ودعا أعرابي فقال: "يا عِمَاد من لا عماد له، ويا رُكْنَ من لا ركن له، ويا مُجِيرَ الضَّعْفَى1، ويا منقذ الهَلْكَى، ويا عظيم الرجاء، أنت الذي سبَّح لك سَوَادُ الليل، وبياض النهار، وضوء القمر، وشعاع الشمس، وحفيف الشجر، ودَوَيّ الماء2 يا مُحْسِن، يا مُجْمِل، يا مُفْضِل، لا أسألك الخير بخيرهم عندك، ولكني أسألك برحمتك، فاجعل العافية لي شعارا ودثارا3، وجُنَّةً دون كل بلاء".
1 الضعفى جمع ضعيف.
2 المعنى: آن هذه الكائنات تدعوا المتأمل فيها إلى تسبيحه جل شأنه.
3 الشعار: ما يلبس على شعر الجسد، والدثار: ما يلبس فوق الشعار، والجنة: الوقاية.
102-
دعاء أعرابي:
وقال الأصمعي: سمعت أعرابيًّا في فلاة من الأرض، وهو يقول في دعائه:
"اللهم إن استغفاري إياك مع كثرة ذنوبي لَلُؤُم، وإن تركي الاستغفار مع معرفتي بِسَعَة رحمتك لَعَجْز، إلهي كم تحبَّبَت إليّ بنعمتك، وأنت غنيّ عنِّي، وكم أتبغَّض إليك بذنوبي، وأنا فقير إليك، سبحان من إذا توعَّد عفا، وإذا وَعَدَ وَفَى".
103-
دعاء أعرابي:
قال: وسمعت أعرابيا يقول في دعائه: "اللهم إن ذنوبي إليك لا تضرك؛ وإن رحمتك إياي لا تَنْقُصُك، فاغفر لي ما لا يضرك، وهب لي ما لا يَنْقُصُك".
104-
دعاء أعرابي:
وقال: سمعت أعرابيا وهو يقول في دعائه: "اللهم إني أسألك عمل الخائفين، وخوف العاملين حتى أَتَنَعَّم بترك النعيم1 طمعا فيما وعدت. وخوفا مما أوعدت اللهم أَعِذْنِي من سَطَوَاتك، وأَجِرْنِي من نِقْمَاتك، سبقت لي ذنوب، وأنت تغفر لمن يَحُوب2، إليك بك أتوسَّلُ، ومنك إليك أَفِرُّ".
1 أي في الدنيا
2 حاب يحوب: أثم.
105-
دعاء أعرابي:
وقال: سمعت أعرابيا يقول: "اللهم إن قوما آمنوا بك بألسنتهم، لِيَحْقِنُوا دماءهم، فأدركوا ما أمَّلوا، وقد آمنا بك بقلوبنا، لتجيرنا من عذابك، فأَدْرِك منا ما أَمَّلنا".
106-
دعاء أعرابي:
قال: ورأيت أعرابيا متعلقا بأستار الكعبة، رافعا يديه إلى السماء، وهو يقول:"ربِّ أتراك معذِّبَنا، وتوحيدُك في قلوبنا؟ وما إخالك نفعل! ولئن فعلت لِتَجْمَعُنا مع قوم طالما أبغضناهم لك".
107-
دعاء أعرابي:
وقال: سمعت أعرابيا يقول في صلاته: "الحمد لله حمدا لا يَبْلَى جديده، ولا يُحْصَى عديده1. ولا يبلغ حدوده، اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره، واجعل القبر خير بيت نَعْمُرُه، واجعل ما بعده خيرا لنا منه. اللهم إن عينيّ قد اغْرَوْرَقَتا دموعا من خشيتك، فاغفر الزَّلَّة، وعُدْ بحلمك، على جهل مَنْ لم يرجُ غيرك".
1 عدده
108-
دعاء أعرابي:
وقال: رأيت أعرابيا أخذ بحلقتيّ باب الكعبة وهو يقول:
"سائلك عند بابك، ذهبت أيامه، وبقيت آثامه، وانقطعت شهوته، وبقيت تَبَاعَتُه، فارضَ عنه، وإن لم ترضَ عنه فاعفُ عنه غير راضٍ".
109-
دعاء أعرابي:
قال: ودعا أعرابي عند الكعبة فقال: "اللهم إنه لا شرف إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال، فأعطني ما أستعين به على شرف الدنيا والآخرة".
110-
دعاء أعرابي:
عن طاوُس قال: "بينا أنا بمكة إذ دفعت إلى الحجاج بن يوسف، فثَنَى لي وِسَادًا فجلست، فبينا نحن نتحدث إذ سمعت صوت أعرابي في الوادي رافعا صوته بالتلبية،
فقال الحجاج. عليّ بالمُلَبِّي. فأُتِي به فقال: من الرجل؟ قال: من أفناء الناس1 قال: ليس عن هذا سألتك. قال: نعم سألتني. قال: مِن أي البُلدان أنت؟ قال: من أهل اليمن. قال له الحجاج. فكيف خلَّفت محمد بن يوسف -يعني أخاه وكان عامِلَه على اليمن- قال: خلفته عظيما جَسِيما خَرَّاجًا ولَّاجا. فقال: ليس عن هذا سألتك، قال: نعم سألتني، قال: كيف خلَّفت سيرته في الناس؟ قال: خلَّفته ظلوما غشوما2، عاصيا للخالق، مطيعا للمخلوق، فازْوَّر3 من ذلك الحجاج، وقال.
ما أقدمك لهذا، وقد تعلم مكانته مني! فقال له الأعرابي: أَفَتَرَاهُ بمكانةٍ منك أعزَّ مني بمكانتي من الله تبارك وتعالى، وأنا وافد بيته، وقاضي دَيْنِه، ومصَدِّق نبيه صلى الله عليه وسلم؟ فَوَجَم4 لها الحجاج، ولم يُحِر له جوابا5، حتى خرج الرجل بلا إذن.
قال طاوس: فتبعته حتى أتى المُلْتَزِم فتعلق بأستار الكعبة، فقال: بك أعوذ، وإليك ألوذ، فاجعل لي في اللَّهَف إلى جوارك، والرِّضا بضَمَانك، مندوحةً6، عن منع الباخلين، وغِنًى عما في أيدي المستأثِرِين، اللهم عُدْ بِفَرَجك القريب، ومعروفك القديم، وعادتك الحسنة".
قال طاوس: ثم اختفى في الناس، فألفيته بعرفات قائما على قدميه وهو يقول:"اللهم إن كنت لم تقبل حجِّى ونَصَبي7 وتَعَبِي، فلا تَحْرِمْنِي أجر المُصَاب على مُصِيبَته، فلا أعلم مصيبة أعظم ممن ورد حَوْضك، وانصرف محروما من وجه رغبتك".
1 يقال: هو من أفناء الناس" إذا لم يعلم من هو، واحده فنو كحمل أو فنا كعصا.
2 ظلوما.
3 ازور: انحرف ومال: أي غضب منه.
4 وجم: سكت على غيظ.
5 أي لم يرده.
6 أي متسعا.
7 في الأصل "ونسبي" وأراه محرفا عن "نصبي" ويؤيده قوله بعد "وتعبي".
111-
دعاء أعرابي:
وقال الأصمعي. رأيت أعرابيا يطوف بالكعبة وهو يقول:
"إلهي عجَّتْ1 إليك الأصوات، بضروبٍ من اللغات، يسألونك الحاجات وحاجتي إليك إلهي أن تذكرني على طول البكاء، إذا نَسِيَني أهل الدنيا، اللهم هب لي حقك، وأرضِ عني خلقك، اللهم لا تُعْيِني في طلب ما لم تقدِّره لي، وما قدرته لي فيسِّره لي".
1 عج يعج بكسر العين وفتحها: صاح ورفع صوته.
112-
دعاء أعرابي:
قال: ودعت أعرابيه لابن لها وجَّهته إلى حاجة فقالت: "كان الله صاحبك في أمرك، وخليفتك في أهلك، ووَلِي نُجْح طَلِبتك1، امضِ مُصَاحِبًا مَكْلُوءًا2، لا أشمت الله بك عدوًّا، ولا أرى مُحِبِّيك فيك سوءًا".
"العقد الفريد 2: 76-79".
1 النجح: النجاح، والطلب: ما طلبته.
2 من كلأه كمنعه: حرسه.
113-
دعاء أعرابي:
وقال الأصمعي: خرجت أعرابية إلى مِنًى فقطع بها الطريق فقالت:
"يارب. أعطيتَ وأخذتَ، وأنعمتَ وسلبتَ، وكل ذلك منك عدل وفضل، والذي عظَّم على الخلائق أمرك، لا بَسَطْتُ لساني بمسألة أحدٍ غيرك، ولا بذلت رغبتي إلا إليك، يا قُرَّة أعين السائلين: أغْنِنِي بجودٍ منك أتبحبح1 في فَرَاديس
1 تبحبح: تمكن في المقام والحلول، وتبحيح الدار: توسطها، والفراديس جمع فردوس وهو البستان.