الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بأمور المسلمين، وقد أعوز المؤمنين الكُفَاةُ والنصحاء بحضرته، وتناولك فزعًا إليك في المعونة والتقوية له على أمره، فإن تجب أمير المؤمنين فما دعاك إليه، فنعمة عظيمة يتلافى بها رعيتك وأهل بيتك، وإن تقعد يُغْنِ الله أمير المؤمنين عنك، ولن يضعه ذلك مما هو عليه من البرِّ بك، والاعتماد على طاعتك ونصيحتك".
93-
خطبة صالح صاحب المصلى:
وتكلم صالح صاحب المصلى، فقال:
"أيها الأمير: إن الخلافة ثقيلة، والأعوان قليل، ومن يكيد هذه الدولة، وينطوي على غشِّها، والمعاندة لأوليائها، من أهل الخلاف والمعصية كثير، وأنت أخو أمير المؤمنين وشقيقه؟ وصلاح الأمور وفسادها راجع عليك وعليه؛ إذ أنت ولي عهده، والمشارك في سلطانه وولايته، وقد تناولك أمير المؤمنين بكتابه، ووثِق بمعاونتك على ما استعانك عليه من أموره، وفي إجابتك إياه إلى القدوم عليه صلاح عظيم وفي الخلافة، وأنس وسكون لأهل الملَّة والذمَّة، وفَّق الله الأمير في أموره، وقضى له بالذي هو أحب إليه وأنفع له".
94-
خطبة المأمون:
فحمد الله المأمون، وأثنى عليه، ثم قال:
"قد عرَّفتموني من حق أمير المؤمنين -أكرمه الله- ما لا أنكره، ودعوتموني من الموازرة والمعونة إلى ما أوثره ولا أدفعه، وأنا لطاعة أمير المؤمنين مقدِّم، والمسارعة إلى ما سرَّه ووافقه حريص، وفي الرَّوية تبيان الرأي، وفي إعمال الرأي نصح الاعتزام، والأمر الذي دعاني إليه أمير المؤمنين أمر لا أتأخر عنه تثبُّطا ومدافعة، ولا أتقدَّم عليه