الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صفح المنصور عن سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب
…
40-
صفح المنصور عن سفيان بن معاوية بن يزيد المهلب:
ولما داهن سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب في شأن إبراهيم بن عبد الله1، وصار إلى المنصور، أمر الربيع بخلع سواده، والوقوف به على رءوس اليمانية في المقصورة يوم الجمعة، ثم قال: قل لهم:
"يقول لكم أمير المؤمنين قد عرفتم ما كان من إحساني إليه، وحسن بلائي، وقديم نعمتي عليه، والذي حاول من الفتنة، ورام من البغي، وأراد من شق العصا ومعاونة الأعداء، وإراقة الدماء، وإنه قد استحق بهذا من فعله، أليم العقاب، وعظيم العذاب، وقد رأى أمير المؤمنين إتمام بلائه الجميل لديه، ورب2 نعمائه السابقة عنده لما يتعرفه أمير المؤمنين من حسن عائدة الله عليه، وما يؤمله من الخير العاجل والآجل، عند العفو عمن ظلم، والصفح عمن أساء، وقد وهب أمير المؤمنين مسيئهم لمحسنهم، وغادرهم لوفيهم".
"البيان والتبيين 3: 185".
1 هو إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أخو النفس الزكية، وقد خرج على المنصور بالبصرة، فوجه إليه المنصور ابن أخيه عيسى بن موسى بعد رجوعه من قتال النفس الزكية فقاتله وقتل إبراهيم في المعركة سنة 145هـ.
2 رب الشيء: جمعه وزاده، ورب الصبي: رباه حتى أدرك.
41-
استعطاف أهل الشام أبا جعفر المنصور:
ولما انهزم عبد الله بن علي1 من الشأم قدم على المنصور وفد منهم، فقام عدة منهم فتكلموا، ثم قام الحارث بن عبد الرحمن الغفاري، فقال: "يا أمير المؤمنين
1 هو عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس عم المنصور، وكان قد خرج عليه بالشأم، وقال: إن السفاح قال لي إن ظهرت على مروان الجعدي -وكان السفاح أرسله لقتال مروان بالشام- فأنت ولي العهد بعدي، وشهد له جماعة بذلك. فأرسل المنصور أبا مسلم الخراساني لمحاربته فهزمه، وهرب عبد الله إلى البصرة، ونزل على أخيه سليمان بن علي، فشفع فيه سليمان إلى المنصور فأمنه، فلما جاء إليه حبسه ومات في حبسه، وقيل إنه بنى له بيتًا، وجعل في أساسه ملحًا، ثم أجرى الماء فيه، فسقط البيت عليه فمات".