الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طُرِد عن الكوثر؟ وسيق الكافرون إلى النار، وجاء نصر الله والفتح، فتبت يدا أبي لهب: إذ لا يجد إلى سورة الإخلاص سبيلا، فنعوذ برب الفلق من شرِّ ما خلق، ونعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي فسق، ونتوب إليه ونتوكل عليه وكفى بالله وكيلا".
"نفح الطيب 4: 392".
23-
خطبة الكفعمي التي ضمنها سور القرآن أيضًا:
وخطب الكفعمي1 خطبة على هذا النمط أيضا نصها:
"الحمد لله شرَّف النبي العربي بالسبع المَثَاني وخواتيم البقرة من بين الأنام، وفضَّل آل عمران على الرجال والنساء، بما وهب لهم من مائدة الأنعام، ومنحهم بأعراف الأنفال، وكتب لهم براءةً من الآثام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي نجَّى يونس وهودًا ويوسف من قومهم، برعْد الانتقام، وغذَّى إبراهيم في الحجر بلعاب النحل ذات الإسرار، فضاهى كهف مريم عليها السلام، وأشهد أن محمدًا عبد هـ ورسوله الذي هو طه الأنبياء، وحج المؤمنين، ونور فرقان الملك العلَّام، فالشعراء والنمل بفضله تُخْبِر، ولقصص العنكبوت الروم تَذْكُر، ولقمان في سجدته يشكر، والأحزاب كأيادي سَبَا تَقْهَر، وفاطر يس لصافاته ينصر، وصاد مقلة زمره تنظر الأعلام، فآل حم بقتال فتحه في حُجُرات قافه قد ظَهَرت، وذاريات طُوره ونجمه وقمره قد عَطِرَت، وبالرحمن واقعة حديده يوم المجادلة قد نُصِرت وأبصار معانديه في الحشر يوم الامتحان حَسَرت2، وصفَّ جمعته فائز إذ أجساد المنافقين بالتغابن استعرت، وله الطلاق والتحريم ومقام الملك والقلم، فناهيك به من
1 قال صاحب نفح الطيب في ترجمته: "هو إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن صالح نسبة إلى كفر
…
قرية من قرى أعمال سفد كما نقول في النسبة إلى بني عبد الدار عبدري، وإلى حصن كيفا: حصكفي".
2 حسر البصر كضرب: كل فهو حسير.
مقام، وفي الحاقة، أعلى الله له المعارج نوح المطهر، وخصه من بين الأنس والجن بيأيها المزمل، ويأيها المدثر، وشفَّعَه في القيامة إذا دموع الإنسان مرسلات كالماء المتفجر، ووجهه عند نبإ النازعات وقد عبس الوجه كالهلال المتنوِّر، ويوم التكوير والانفطار وهلاك المطففين وانشقاق ذات البروج بشفاعته غير متضجّر، وقد حُرِست لمولده السماء بالطارق الأعلى، وتمت غاشية العذاب إلى الفجر على المَرَدة اللئام، فهو البلد الأمين، وشمس الليل والضحى المخصوص بانشراح الصدر، والمفضَّل بالتين والزيتون، المستخرج من أمشاج1 العلق، الطاهر العليّ القدر، شجاع البرية يوم الزلزال؛ إذ عاديات القارعة تدوس أهل التكاثر ومشركي العصر، أهلك الله به الهمزة وأصحاب الفيل إذ مكروا بقريش ولم يتواصَوْا بالحق ولم يتواصوا بالصبر، المخصوص بالدين الحنيفي والكوثر السَّلسال، والمؤيد على أهل الجحد بالنصر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما تبَّت يدا معاديه، ونعم بالتوحيد مواليه، وما أفصح فلق الصبح بين الناس وامتد الظلام".
"نفح الطيب 4: 395".
1 مشج بينهما كضرب: خلط، والشيء مشيج، والجمع أمشاج كيتيم وأيتام.