الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخرج الناس يتحدثون عن حسن مقامه، وثبات جَنَانه، وبلاغة لسانه، وكان الناصر أشدهم تعجبًا منه، فولَّاه الصلاة والخطابة في المسجد الجامع بالزهراء، ثم تُوُفي محمد بن عيسى القاضي، فولَّاه قضاء الجماعة بقرطبة، وأقره على الصلاة بالزهراء.
"نفح الطيب 1: 172، ومطمح الأنفس ص43".
9-
خطبة أخرى له
وخطب منذر بن سعيد يومًا -وأراد التواضع- فكان من فصول خطبته، أن قال:
"حتى متى، وإلى متى، أَعِظُ ولا أتعظ، وأَزْجُر ولا أَنْزَجِر، وأدُلُّ الطريق إلى المستدلِّين، وأبقى مُقِيمًا مع الحائرين! كلا، إن هذا لهو البلاء المبين! إن هي إلا فتنتك تضلُّ بها من تشاء، وتهدي بها من تشاء، أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا، وأنت خير الغافرين. اللهم فَرِّغْنِي لما خلقتني له، ولا تشغَلْني بما تَكَفَّلَتَ لي به، ولا تَحْرِمْنِي وأنا أسألك، ولا تعذِّبني وأنا استغفرك، يا أرحم الراحمين".
"نفح الطيب 1: 333".
10-
أحد حساد الرمادي الشاعر والمنصور بن أبي عامر:
"المتوفى سنة 394هـ"
وقال المنصور بن أبي عامر المُعَافِرِي1 يومًا لأبي عمر يوسف الرَّمادي الشاعر:
1 هو المنصور أبو عامر محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري. دخل جده عبد الملك الأندلس مع طارق، وكان عظيمًا في قومه، وله في الفتح أثر، وكان الحكم بن الناصر قد استوزر ابن أبي عامر، وفوَّض إليه أموره، وترقت حاله عنده، ثم توفي الحكم سنة 366هـ، وولي بعده ابنه هشام، وكانت سنه تسع سنين، فحدثت ابن أبي عامر نفسهُ بالتغلب عليه لصغر سنه وتم له ما أمل، فتغلب عليه، وتربع على سرير الملك، وأمر أن يُحَيّا بتحية الملوك، وتسمى بالحاجب المنصور، ونفذت الكتب والمخاطبات والأوامر باسمه، وأمر بالدعاء له على المنابر باسمه عقب الدعاء للخليفة، ولم يبق لهشام من رسوم الخلافة أكثر من الدعاء له على المنابر، وكتابة اسمه في السكة والطرر، وهلك المنصور أعظم ما كان ملكًا سنة 394هـ لسبع وعشرين سنة من ملكه.