الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
30-
المنصور يصف خلفاء بني أمية:
واجتمع عند المنصور أيام خلافته جماعة من ولد أبيه. منهم عيسى بن موسى والعباس بن محمد وغيرهما. فتذاكروا خلفاء بني أمية. والسبب الذي به سلبوا عزهم.
فقال المنصور:
"كان عبد الملك جبارًا لا يبالي ما صنع. وكان الوليد لحانًا مجنونًا. وكان سليمان همته بطنه وفرجه. وكان عمر أعور بين عميان. وكان هشام رجل القوم. ولم يزل بنو أمية ضابطين لما مهد لهم من السلطان، يحوطونه ويصونونه ويحفظونه. ويحرسون ما وهب الله لهم منه، مع تسنمهم معالي الأمور، ورفضهم أدانيها، حتى أفضى أمرهم إلى أحداث مترفين من أبنائهم، فغمطوا1 النعمة، ولم يشكروا العافية، وأساءوا الرعاية. فابتدأت النقمة منهم، باستدراج الله إياهم، آمنين مكره، مطرحين صيانة الخلافة، مستخفين بحق الرياسة، ضعيفين عن رسوم السياسة، فسلبهم الله العزة، وألبسهم الذلة، وأزال عنهم النعمة". "شرح ابن أبي الحديد م1: ص215".
1 غمط النعمة: بطرها وحقرها.
31-
المنصور يصف عبد الرحمن الداخل:
وقال المنصور يومًا لأصحابه: أخبروني عن صقر قريش، من هو؟ قالوا: أمير المؤمنين، الذي راض1 الملك، وسكن الزلازل، وحسم الأدواء. وأباد الأعداء قال: ما صنعتم شيئًا. قالوا: فمعاوية. قال: ولا هذا. قالوا: فعبد الملك بن مروان. قال: ولا هذا، قالوا: فمن يا أمير المؤمنين؟ قال عبد الرحمن بن معاوية2، الذي عبر
1 ذلل.
2 هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان المعرف بالداخل مؤسس دولة بني أمية بالأندلس وسيأتي.
البحر، وقطع القفر، ودخل بلدًا أعجميًّا مفردًا، فمصر الأمصار، وجند الأجناد، ودون الدواوين، وأقام ملكًا بعد انقطاعه، وبحسن تدبيره، وشدة شكيمته. إن معاوية نهض بمركب حمله عليه عمر وعثمان، وذللا له صعبه، وعبد الملك ببيعة تقدم له عقدها، وأمير المؤمنين بطلب غيره واجتماع شيعته، وعبد الرحمن منفرد بنفسه، مؤيد برأيه، مستصحب لعزمه". "العقد الفريد 2: 302".