الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنا لسنا وفد مباهاة، وإنما نحن وفد توبة، وإنا ابتلينا بفتنة استخفت كريمنا، واستفزت حليمنا، ونحن بما قدمنا معترفون، ومما سلف منا معتذرون، فإن تعاقبنا فبما أجرمنا، وإن تعف عنا فبفضلك علينا. فاصفح عنا إذ ملكت. وامنن إذ قدرت وأحسن إذ ظفرت، فطالما أحسنت إلى من أساء منا"، فقال المنصور: قد فعلت. ثم قال للحرسي: هذا خطيبهم، وأمر برد ضياعه عليه بالغوطة1.
"العقد الفريد 1: 144، تاريخ الطبري 9: 307، وزهر الآداب 3: 88".
1 كورة دمشق.
42-
استعطاف أهل الشام أبا جعفر المنصور أيضًا:
وقال عثمان بن خزيم للمنصور، حين عفا عن أهل الشأم في إجلابهم1 مع عبد الله بن علي عمه:"يا أمير المؤمنين، لقد أعطيت فشكرت وابتليت فصبرت، وقدرت فعفوت".
وقال آخر: "يا أمير المؤمنين، الانتقام عدل، والتجاوز فضل، والمتفضل قد جاوز حد المنصف، فنحن نعيذ أمير المؤمنين بالله أن يرضى لنفسه بأوكس2 النصيبين، دون أن يبلغ أرفع الدرجتين".
وقال آخر: "من انتقم فقد شفى غيظ نفسه، وأخذ أقصى حقه، وإذا انتقمت فقد انتقصت3، وإذا عفوت تطولت4. ومن أخذ حقه، وشفى غيظه، لم يجب شكره، ولم يذكر في العالمين فضله. وكظم الغيظ حلم، والحلم صبر، والتشفي طرف من العجز5، ومن رضي ألا يكون بين حاله وبين حال الظالم إلا ستر رقيق،
1 في الأصل "إجلائهم" وهو تحريف، والصواب "إجلابهم" أي في فتنتهم وهياجهم من الجلبة بالتحريك وهي الصياح.
2 من الوكس كوعد: وهو النقصان.
3 أي انتقص حقك بخروجنا عليك، فحق لك الانتقام منا لأخذ حقك.
4 تطول عليه: امتن وتفضل.
5 وفي زهر الآداب: "من الجزع".