الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2-
أعرابي يعظ هشام بن عبد الملك:
ودخل أعرابي على هشام بن عبد الملك، فقال له: عِظْنِي يا أعرابي، فقال:
"كفى بالقرآن واعظًا، وأعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ 1، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ، أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ، ثم قال "يا أمير المؤمنين، هذا جزاء من يُطَفِّف في الكيل والميزان، فما ظنُّك بمن أخذه كله2؟ ".
"العقد الفريد 2: 84".
1 طفف: نقص المكيال.
2 وروى صاحب العقد أيضًا هذه العظة "ج1 ص306" وذكر أنها لابن السماك وعظ بها الرشيد.
3-
خطبة أعرابي
1:
وولَّى جعفر بن سليمان2 أعرابيًّا بعض مياههم3 فخطبهم يوم الجمعة فقال:
"الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، أما بعد: فإن الدنيا دار بلاغ4، والآخرة دار قرار، فخذوا لِمَقَرِّكُم في مَمَرِّكم. ولا تَهْتِكُوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسرارُكم، وأَخْرِجوا من الدنيا قلوبكم،
1 قدمنا في الجزء الثاني ص482 أن هذه الخطبة متنازع فيها، فهي تعزي تارة إلى الإمام علي كرم الله وجهه، وأخرى إلى سحبان وائل، وثالثة إلى أعرابي.
2 هو ابن عم أبي جعفر المنصور، وكان واليا على المدينة سنة 146–150هـ.
3 في مجمع الأمثال: "عن الأصمعي قال: حدثني شيخ من أهل العلم قال: شهدت الجمعة بالضرية "ضرية كغنية: قرية بين البصرة ومكة" وأميرها رجل من الأعراب، فخرج وخطب، ولف ثيابه على رأسه، وبيده قوس فقال....وأورد هذه الخطبة"، وفي الكامل للمبرد:"قال الأصمعي فيما بلغني خطبنا أعرابي بالبادية فحمد الله.....".
4 وفي رواية الميداني، وعيون الأخبار "بلاء" وفي رواية العقد "دار ممر والآخرة دار مقر".