الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11-
خطبة خالد بن صفوان:
وزوَّج خالد بن صفوان مَوْلَاه من أمته، فقال له العبد: لو دعوْتَ الناس وخَطَبْتَ! قال: ادْعُهُم أنت، فدعاهم العبد، فلما اجتمعوا، تكلم خالد بن صفوان، فقال:"أما بعد: فإن الله أعظمُ وأجلُّ من أن يُذْكَر في نكاح هذين الكلبين، وأنا أُشْهِدكم أني زوَّجت هذه الزانية من هذا ابن الزانية".
12-
خطبة أعرابي:
وخطب الفضل الرَّقاشي إلى قوم من بني تميم فخطب لنفسه، فلما فرغ قام أعرابي منهم فقال:
"تَوَسَّلْتَ بحُرْمَة، وأوليتَ بحقّ، واستندت إلى خير، ودعوتَ إلى سُنَّة، فَفَرْضُك مقبول، وما سألتَ مَبْذُول، وحاجتك مقضية إن شاء الله تعالى".
قال الفضل: لو كان الأعرابي حمد الله في أوَّل كلامه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم لفصحني يومئذ".
13-
خطبة المأمون:
وقال يحيى بن أكثم: أراد المأمون أن يزوِّج ابنته من علي بن موسى الرضا، فقال: يا يحيى تكلم، فأَجْلَلْته أن أقول:"أنكحت"، فقلت: يا أمير المؤمنين، أنت الحاكم الأكبر، والإمام الأعظم، وأنت أَوْلَى بالكلام، فقال:
"الحمد لله الذي تصاغَرت الأمور بمشيئة، ولا إله إلا هو إقرارًا بربوبيته، وصلى الله على محمد عند ذكره، أما بعد: فإن الله قد جعل النكاح دِينًا، ورضيه حكمًا وأنزله وحيًا؛ ليكون سبب المناسبة، ألا وإني قد زوَّجت ابنة المأمون من علي بن موسى،
وأَمْهَرْتُها أربعمائة درهم، اقتداءً بِسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهاء إلى ما دَرَج إليه السَّلَف، والحمد لله ربِّ العالمين".
وخطب رجل إلى قوم، فأُتِيَ بمن يخطُب له، فاستفتح بحمد الله، وأطال، وصلى على النبي عليه الصلاة والسلام وأطال، ثم ذكر البَدْءَ وخَلْقَ السموات والأرض، واقتصَّ ذِكْرَ القرون، حتى ضَجِر مَنْ حَضَر، والتفت إلى الخاطب، فقال: ما اسمك أعزَّك الله؟ فقال: والله قد أُنْسِيتُ اسمِي من طول خطبتك، وهي طالِقٌ إن تزوجتها بهذه الخطبة، فضحك القوم، وعقدوا في مجلس آخر.
"مفتاح الأفكار ص62، ومواسم الأدب 2: 120، والعقد الفريد 2: 163، وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص28، والبيان والتبيين 1: 215، 217-2: 50: 130-3: 221، وزهر الآداب 2: 30، 31".