الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يُنْضِى الوَهْم، ويصُدُّ الدَّهْمَ1، ويَفْرِى الصفوف، ويَعُلُّ السيوف2"، قلت: ثم مَنْ؟ قال: "غَشَمْشَم! وما غشمشم؟ ماله مُقَسَّم، وقِرْنه مَجَرْجَم3، جِذْلُ حِكاكٍ4، ومِدْرَهُ لِكَاك5"، قلت: ثم مَنْ؟ قال: "عَشَرَّب! وما عشرب؟ ليث مُحَرَّب، وسِمَامٌ مُقُشَّب6، ذِكْرُه باهر، وخصمه عائر، وفناؤه رُحَاب7، ودَاعيه مُجاب" قلت: صف لي نفسك، فقال:"ليث أبو رَيَابل8، ركَّاب مُعَاضِل عَسَّاف9 مَجَاهِل، حَمَّال أعباء، نَهَّاض بِبَزْلاء10".
"الأمالي 2: 53".
1 ينضى: يهزل، الوهم: الضخم العظيم من الإبل، والدهم: العدد الكثير.
2 يفري يشق، ويعل: أي يوردها الدماء ثانية، مأخوذ من العلل في الشرب.
3 المجرجم: المصروع.
4 الجذل: أصل الشجرة، وذلك أن الإبل الجرب تحتك به فتجد له لذة، والمعنى أنه ممن يستشفى به في الأمور بمنزلة ذلك الجذل الذي تستشفي به الإبل.
5 المدره: لسان القوم، والمتكلم عنهم، والدافع عنهم، يقال: درهته عني ودرأته: أي دفعته، واللكاز: الزحام.
6 المحرب: المغضب الذي قد اشتد غضبه واحتد، وحربت السكين: إذا أحددته، ومقشب: مخلوط.
7 باهر غالب، ورحاب: متسع.
8 ريابل جمع ريبال بالكسر يهمز ولا يهمز: وهو الأسد، والمعاضل: الدواعي.
9 العساف: الذي يركب الطريق على غير هداية، والأعباء: الأثقال.
10 البزلاء: الرأي الجيد الذي يبزل "بضم الزاي" عن الصواب: أي يشق عنه.
96-
أعرابي يصف أخويه:
عن العُتْبَى قال أخْبَرَنِي أعرابي عن إخوة ثلاثة، قال: قلت لأحدهم: أخبرني عن أخيك زيد فقال: "أزيدٍ إِنِيه1؟ والله ما رأيت أحدا أسكن فَوْرا، ولا أبعد غَوْرا، ولا آخَذَ لذنب حُجَّة قد تقدم رأسها من زيد"، فقلت: أخبرني عن أخيك زائدا قال: "كان والله شديد العُقْدة، ليِّن العَطْفةِ، ما يرضيه أقل مما يُسْخِطه، فقلت: فأخبرني عن نفسك، فقال: "والله إن أفضل ما فيَّ لمعرفتي بفضلها، وإني مع ذلك لغير منتشر2 الرأي، ولا مَخْذُول العَزْم".
"الأمالي 2: 14".
1 قال أبو علي القالي: "هذه الزيادة تلحق في الاستفهام في آخر الكلمة إذا أنكرت أن يكون رأي المتكلم على ما ذكر، أو يكون على خلاف ما ذكر" انظر هذا المبحث في الأمالي 2: 15.
2 أي مفرقة.