الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذي هو أدنى1 بالذي هو خير ْ {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} .
إياكم وبُنَيَّاتِ2 الطريق، فعندها التَّرْنيق والرَّهَق3، وعليكم بالجادَّة، فهي أسدٌّ4 وأورَدَ، ودعوا الأماني فقد أَرْدَتْ مَنْ كان قبلكم، وليس للإنسان إلا ما سَعَى، ولله الآخرة والأولى، و {لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ 5 بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} . {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} .
"نهاية الأرب 7: 256؛ وصبح الأعشى 1: 220".
1 أي أخس وأدون قدرا، وأصل الدنو: القرب في المكان استعير للخسة كما استعير البعد للشرف والرفعة، أو هو مسهل عن أدنأ من الدناءة، وقد قرئ في الآية الكريمة:{أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} .
2 بنيات الطريق: الترهات "جمع ترهة كقبرة وهي الطريق الصغيرة المتشعبة من الجادة، أي اسلكوا الطريق العام طريق الجماعة، ولا تعرجوا في سواء.
3 الترنيق: الضعف في الأمر "وفي البصر والبدن أيضًا"، والرهق: السفه والحمق والخفة، وركوب الشر والظلم، وغشيان المحارم.
4 أفعل، من السداد.
5 أسحته: استأصله.
2-
وصية أعمى من الأزد لشاب يقوده:
عن هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال: رأيت بِبِيشَة1 رجلا من أَزْد السَّرَاةِ أعمى، يقوده شاب جميل، وهو يقول له: "يا سُمَىّ، لا يَغُرَّنَّك أن فسح الشباب خَطْوَك، وخَلَّى سَرْبَك، وأَرْفَهَ وِرْدَكَ2، فكأنك بالكِبَر قد أَرَبَ ظَوْفَك، وأثقل أوَقَك، وأوهن طَوْقك3، وأتعب سوقك، فهَدَجْتَ بعد الهَمْلَجَة، ودَجَجْت بعد الدَّعْلَجَة4، فخذ من أيام التَّرْفِيه لأيام الانزعاج، ومن ساعات المُهْمَلَة لساعة
1 بيشة: واد بطريق اليمامة.
2 السرب: الطريق والوجه، ورفهت الإبل كمنع: وردت الماء متى شاءت، وقد أرفهتها ورفهتها بالتشديد.
3 أرب العقد: شدة، والأربة بالضم: العقدة، وظاف البعير يظوفه: إذا داني بين قينيه، والقينان بفتح القاف موضعًا القيد من الوظيف، والأوق: الثقل، والطوق: الوسع والطاقة.
4 الهدجان كخفقان وغراب: مشية الشيخ، وهدج كضرب، والهملجة: سرعة في المشي، ودج كضرب دجيجًا، مرمرًا ضعيفًا، والدعلجة: ضرب من المشي، والتردد في الذهاب والمجيء، والدحرجة.