الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذين اتخذوا الكعبة غرضًا، والفيء إرثًًا، وجعلوا القرآن عضين1، لقد حاق بهم ما كانوا به يستهزئون، فكم ترى من بئر معطلة2 وقصر مشيد، أمهلهم الله حتى بدلوا السنة، واضطهدوا العترة3 وعندوا4 واعتدوا واستكبروا، وخاب كل جبار عنيد، ثم أخذهم فهل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزًا؟ 5".
"تاريخ الطبري 9: 311، والكامل لابن الأثير 6: 12".
1 العضة: الفرقة والقطعة والجمع عضون، وجعل المشركون القرآن عضين أي فرقًا: فرقوا فيه القول، فجعلوه كذبًا وسحرًا وكهانةً وشعرًا، فهم قد "عضوه" بالتشديد أعضاء أي جزءوه أجزاء، وهو يريد هنا الأمويين يشير إلى أنهم عطلوا بعض أوامر القرآن بما أتوه من الأعمال من رمي الكعبة، واضطهاد أهل البيت
…
إلخ.
2 متروكة لا يستقي منها الهلاك أهلها، ومشيد: مرفوع أو مطلي بالشيد "بالكسر" وهو ما طلي به الحائط من جص ونحوه، أي معطل خال من ساكنيه أيضًا.
3 العترة نسل الرجل ورهطه وعشيرته الأدنون.
4 عند "مثلث النون" عن الطريق: مال.
5 الصوت الخفي.
24-
خطبته بمدينة السلام:
وخطب بمدينة السلام "بغداد" فقال:
"يا عباد الله، لا تظالموا، فإنها مظلمة يوم القيامة، والله لولا يد خاطئة، وظلم ظالم، لمشيت بين أظهركم في أسواقكم، ولو علمت مكان من هو أحق بهذا الأمر مني لأتيته حتى أدفعه إليه". "تاريخ الطبري 9: 310".
25-
خطبته وقد أخذ عبد الله بن حسن وأهل بيته:
ولما أخذ عبد الله بن حسن1 وإخوته، والنفر الذين كانوا معه من أهل بيته، صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال:
1 هو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وقد حمله المنصور هو وأهل بيته، من المدينة إلى العراق سنة 144هـ، وألقاهم في غيابات السجون حتى ماتوا بسجن الكوفة، وكان يتخوف أن يغالبه على الخلافة محمد بن عبد الله هذا "وهو محمد الملقب النفس الزكية" وقد خرج عليه بالمدينة فوجد المنصور جيشًا لقتاله فقتل سنة 145، وخرج أخوه إبراهيم على المنصور بالبصرة فقتل أيضًا في هذه السنة.