الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن عبد الرحمن عن عمه قال: مر أعرابي برجل يكنى أبا الغَمر -وكان ضخما جسيما، وكان بوابا لبعض الملوك-فقال:"أَعِنِ الفقير الحسِير، فقال: ما ألحفَ سائِلَكم، أو أكثر جِائَعَكم، أراحنا الله منكم"، فقال له الأعرابي:"لو فُرِّق قوت جسمك في جسوم عشرة منا، لكفانا طعامك في يوم شهرا، وإنك لعظيم السَّرْطَة1، شديد الضَّرْطَة، لو ذُرِّي بَحَبْقَتِكَ بَيْدَر، لَكَفَتْه ريح الجِرْبِيَاء2".
"الأمالي 1: 266".
1 البلعة، من سرطة كنصر وفرح: ابتلعه.
2 الحبقة: الضرطة، والبيدر: الموضع الذي تداس فيه الحبوب، والجربياء: ريح الشمال الباردة.
64-
قولهم في الغزل:
سئل أعرابي عن امرأة فقال: "هي أرق من الهواء، وأطيب من الماء، وأحسن من النعماء، وأبعد من السماء". "الأمالي 1: 201، والعقد الفريد 2: 94".
وذكر أعرابي امرأة فقال: "لها جلد من لؤلؤ، مع رائحة المسك، وفي كل عضو منها شمس طالعة".
وذكر أعرابي امرأة فقال: "كاد الغزال أن يكونها، لولا ما تَمَّ منها وما نَقَصَ منه".
وذكر أعرابي نِسْوَةً خَرَجْنَ متنزهات فقال: "وجوه كالدنانير، وأعناق كأعناق اليَعَافِير1، وأوساط كأوساط الزَّنَابير، أقْبَلْنَ إلينا بِحُجُول2 تخفِقُ، وأوشحة تُعَلَّق، وكم أسير لهن وكم مُطْلَق".
1 اليعاقير جمع يعقور: وهو ولد البقرة الوحشية؟
2 الحجول جمع حجل بالكسر والفتح: وهو الخلخال. والأوشحة جمع وشاح بالضم والكسر: أديم عريض يرصع بالجواهر، تشده المرأة بين عاتقها وكشحيها.
ووصف أعرابي امرأة حسناء فقال: "تَبْسِم عن خَمْش1 اللِّثات، كأَقَاحِي النبات، فالسعيد من ذاقه، والشقي من راقه".
وذكر أعرابي امرأة فقال: "هي السُّقم الذي لا برء منه، والبرء الذي لا سقم معه وهي أقرب من الحشا، وأبعد من السَّما".
ووصف أعرابي امرأة فقال: "بيضاء جعدة2 لا يمس الثوب منها إلا مُشَاشَة3 كتفيها، وحَلَمَةُ ثدييها، ورضْفَيْ ركبتيها، ورانِفَتَي أَلْيتيها، وأنشد:
أبت الروادف والثُّديُّ لِقُمْصِها
…
مس البطون وأن تمس ظهورا
وإذا الرياح مع العشي تناوحت
…
نبَّهْنَ حاسدة وهِجْنَ غيورا
وذكر أعرابي امرأة فقال: "تلك شمس باهت بها الأرض شمس سمائها، وليس لي شفيع في اقتضائها4، وإن نفسي لَكًتُوم لدائها، ولكنها تفيض عند امتلائها".
وقال أعرابي في امرأة ودّعها للمسير: "والله ما رأيت دمعة تَرَقْرَق من
1 خدش، والأقاحي جمع أقحوان بالضم: وهو نبت طيب الريح حواليه ورق أبيض، ووسطه صفر، وراقه: أعجبه.
2 الجعد من الشعر: خلاف السبط، أو القصير منه، ورجل جعد الشعر والأنثى جعدة، والجعد أيضًا المدمج الحلق لمجتمع بعضه إلى بعض، والجعد إذا ذهب به مذهب المدح فله معنيان مستحبان: أحدهما أن يكون معصوب الجوارح شديد الأسر والحلق غير مسترخ ولا مضطرب، والثاني أن يكون شعره جعدًا غير سبط لأن سبوطة الشعر هي الغالبة على شعور العجم من الروم والفرس، وجعودة الشعر هي الغالبة على شعور العرب.
3 المشاشة: رأس العظم، والرضف: عظام في الركبة كالأصابع المضمومة قد أخذ بعضها بعضًا، والرانفة: أسفل الألية عند القيام.
4 اقتضى دينه وتقاضاه بمعنى.
عين بإثمد1 على ديباجه خَدّ، أحسن منه عبرة أمطرتها عينها، فأعشت بها قلبي".
وقال أعرابي: "إن لي قلبا مَرُوعا2، وعينا دموعا، فماذا يصنع كل واحد منهما بصاحبه، مع أن داءهما دواؤهما، وسُقمهما شفاؤهما؟ ".
وقال أعرابي: "ما أشد جولة الرأي عند الهوى، وفِطَام النفس عن الصبا! ولقد تقطعت كبدي! لوم العاذلين للعاشقين قِرَطَة في آذانهم، ولوعات الحب نيران في أيدانهم، مع دموع على المَغاني3، كَغُروب السَّوَاني".
وذكر أعرابي امرأة فقال: "لقد نعمت عين نظرت إليها، وشقي قلب تفجَّع عليها، ولقد كنت أزورها عند أهلها، فيرحِّب بي طرفها، ويتجهَّمني لسانها" قيل له: فما بلغ من حُبِّك لها؟ قال: "إني ذاكر لها وبيني وبينها عَدْوَة الطائر، فأجد لذكرها ريح المسك".
وقال أعرابي: "الهوى هوان، ولكن غُلِط باسمه، وإنما يعرف من يقول، من أبكته المنازل والطُلُول".
وذكر أعرابي امرأة فقال: "إن لساني لذكرها لذلول، وإن حبها لقلبي لقتول، وإن قصير الليل بها ليطول".
1 الإثمد: الكحل، والديباجة: الخد.
2 مفزء.
3 المغاني جمع مغنى: وهو المنزل، والغروب جمع غرب كشمس: وهو الدلو العظيمة، والسواني جمع سانية: وهي الناقة يسقى عليها، والغرب وأداته.
ووصف أعرابي نساء ببلاغة وجمال فقال: "كلامهن أقتل من النَّبل، وأوقع بالقلب من الوَبْل بالمَحْل، فروعُهن أحسن من فروع النخل".
"العقد الفريد 2: 93 – 95".
وقال أعرابي: "دخلت البصرة، فرأيت أعينا دُعْجًا1، وحواجب زُجًّا، يَسْحَبْنَ الثياب، ويَسْلُبْنَ الألباب".
"العقد الفريد 2: 93، وزهر الآداب 3: 17".
وذكر أعرابي نساء فقال: "ظَعَائِن2 في سَوَالِفِهن طول، غير قبيحات العُطُول3 إذا مشين أسبلن الذيول، وإن رَكِبن أثقلن الحمول4".
"زهر الآداب 3: 17".
وقال أعرابي: "لقد رأيت بالبصرة بُرُودا كأنها صبغت بأنوار الربيع، فهي تروع5، واللابس لها أروع".
"العقد الفريد 2: 96".
وقال أعرابي: "شيَّعنا الحيَّ وفيهم أدوية السِّقام6، فقرأن بالحدق السلام، وخرست الألسن عن الكلام". "الأمالي 2: 50".
وسئلت أعرابية عن الهوى فقالت: "لا مُتِّع الهوى بملكه، ولا مُلِّيَ7
1 دعجا جمع دعجاء وصف من الدعج بالتحريك: وهو سواد العين مع سعتها وزجا جمع زجاء من الزجج بالتحريك أيضًا: وهو دقة الحاجبين في طول.
2 ظعائن جمع ظعينة: والظعينة في الأصل وصف للمرأة في هودجها ثم سميت بهذا الاسم وإن كانت في بيتها لأنها تصير مظعونة، وهي فعيلة بمعنى مفعولة لأن زوجها يظعن بها، والسوالف جمع سالفة: وهي ناحية مقدم العنق من لدن معلق القرط إلى نقرة الترقوة.
3 عطلت المرأة كفرح عطلا بالتحريك وعطولا: إذا لم يكن عليها حلي.
4 الحمول: الهوادج: أو الإبل عليها الهوادج جمع حمل بالكسر ويفتح.
5 تعجب.
6 أي المحبوبات المداوية للسقام.
7 ملاه الله حبيبه تملية: متعه به وأعاشه معه طويلًا.
بسلطانه، وقبض الله يده، وأوهن عضده، فإنه جائر لا ينصف في حكم، أعمى لا ينطق بعدل، ولا يُقَصِّر في ظلم، ولا يرعوي لذمّ، ولا ينقاد لحقّ، ولا يُبقي على عقل وفهم. لو ملك الهوى وأطيع، لردَّ الأمور على أدبارها، والدنيا على أعقابها".
وسئل أعرابي عن الهوى فقال: "هو داء تداوى به النفوس الصَّحَاح، وتُسَلُّ منه الأرواح، وهو سُقْم مُكْتَتَم، وحَمِيم1 مُضْطَرم، فالقلوب له مُنْضَجة، والعيون ساكِبَة".
"زهر الآداب 3: 18".
ووصف أعرابي امرأة يحبها فقال: "هي زينة الحضور، وباب من أبواب السرور، ولذكرها في المغيب، والبعد عن الرقيب، وأشهى إلينا من كل ولد ونسيب، وبها عرف فضل الحور العين، واشتيق بها إليهن يوم الدين".
"زهر الآداب 3: 244".
ووصف أعرابي نساء فقال:
"يَلْتَثِمْنَ على السبائك2، ويَتَّشِحَنَ على النَّيَازِك3، ويَأْتَزِرْنَ على العَوَانِك4 ويَرْتَفِقْنَ على الأرائك5، ويتهادين على الدَّرَانِك6، وابتسامهن وَمِيض عن وَلِيع كالإغريض7، وهُنَّ إلى الصبا صُوٌر، وعن الخَنَا نور8".
"الأمالي 1: 44، وزهر الآداب 3: 18".
1 الحميم: الماء الحار. وفي الأصل: "وحمى" وأراه محرفًا عن حميم، ويناسبه قوله بعد:"وللعيون ساكبة".
2 اللئام على الفم، واللفام على طرف الأنف، تلثمت المرأة وتلفمت، والسبائك هنا الأسنان شبهها لبياضها بالسبائك.
3 النيازك جمع نيزك كجعفر: وهو الرمح القصير.
4 العوانك جمع عانك: وهو رمل منعقد يشقى فيه البعير لا يقدر على السير.
5 الأرائك جمع أريكة: وهي السرر أو الفراش، وارتفق: اتكأ على مرفق يده، أو على المخدة.
6 يتهادين: يمشين مشيا ضعيفًا، والدرانك: الطنافس جمع درنوك كعصفور، ودرنك كزبرج.
7 الوميض: اللمعان الخفي، والوليع: الطلع، كأنه نظم اللؤلؤ في شدة بياضه. قال الشاعر يصف ثغر امرأة: وتبسم عن نير كالوليع، والإغريض: الطلع حين ينشق عن كافوره، والبرد "بتحريك الراء".
8 صور: موائل، ومنه قيل للمائل العنق أصور، ونور: نافرات من الريبة جمع نورا كسحاب.