الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفتنة بين الأمين والمأمون
مدخل
…
الفتنة بين الأمين والمأمون:
وفد الأمين إلى المأمون.
لما عزم محمد الأمين على خلع أخيه عبد الله المأمون من ولاية العهد1، كتب إليه كتابًا يستقدمه، ويُحَبِّب أن يكون بقُرْبِه -وكان المأمون على خراسان- ودفع الكتاب إلى العباس بن موسى، وإلى عيسى بن جعفر، إلى محمد بن عيسى بن نَهِيك، وإلى صالح صاحب المصلَّى، وأمرهم أن يتوجهوا به إلى المأمون، وألا يدعوا وجها من اللين والرِّفق إلا بلغوه، وسهَّلوا الأمر عليه، "وذلك سنة194 هـ" فتوجهوا بكتابه، فلما وصلوا إلى المأمون أذن لهم، فدفعوا إليه الكتاب، ثم تكلم العباس بن موسى:
1 ذكروا أن الفضل بن الربيع وزير الأمين، كان قد خاف المأمون، لما فعله عند موت الرشيد بطوس من إحضار جميع ما كان في عسكره إلى الأمين، بعد أن كان الرشيد قد أشهد به المأمون، وعلم أن الخلافة إن أفضت إلى المأمون يومًا وهو حي لم يبق عليه، فحسن للأمين خلع المأمون والبيعة لابنه موسى -ولم يكن ذلك من رأي الأمين ولا عزمه- واتفق مع الفضل جماعة على ذلك، قال الأمين إلى أقوالهم، ثم إنه استشار عقلاء أصحابه، فنهوه عن ذلك وحذروه عاقبة البغي ونكث العهود، وقالوا له: لا تجرئ القوَّاد على النكث للأيمان وعلى الخلع فيخلعوك، فلم يلتفت إليهم، ومال إلى رأي الفضل بن الربيع، وشرع في خدع المأمون باستدعائه إلى بغداد، فلم ينخدع وكتب يعتذر.
90-
خطبة العباس بن موسى
حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الأمير: إن أخاك قد تحمَّل من الخلافة ثقلًا عظيمًا، ومن النظر في أمور الناس عِبْثًا جليلًا، وقد صدقت نيته في الخير، فأعوزَه الوزراء والأعوان والكُفَاة على العدل، وقليل ما يأنَسُ بأهل بيته، وأنت أخوه