الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
34-
خطبة الأعرابي السائل في المسجد الجامع بالبصرة:
وروى الجاحظ قال:
قال أبو الحسن: سمعت أعرابيًّا في المسجد الجامع بالبصرة بعد العصر سنة ثلاث وخمسين ومائة: وهو يقول:
"أما بعد: فإنَّا أبناء سبيل، وأنْضَاء1 طريق، وفَلُّ2 سَنَةٍ، تَصَدَّقُوا علينا، فإنه لا قليلَ من الأجر، ولا غِنَى عن الله، ولا عمل بعد الموت، وأما والله إنَّا لنقوم هذا المقام، وفي الصدر حزَازة3، وفي القلب غُصَّة".
"البيان والتبيين 2: 46".
1 أنضاء جمع نضو كقرد: وهو المهزول، أي قد هزلنا وأضنانا سلوك الطريق.
2 السنة: الجدب والقحط، وقوم فل: منهزمون، والجمع فلول وأفلال، أي هزمنا القحط.
3 الحزازة: وجع في القلب من غيظ ونحوه.
35-
صورة أخرى:
وروى أبو عليّ القالي هذه الخطبة بصورة أخرى، وهَاكَها:
عن يُونُس قال: وقف أعرابيّ في المسجد الجامع في البصرة فقال:
"قَلَّ النَّيْل، ونَقَصَ الكيل، وعَجِفَت1 الخيل، والله ما أصبحنا ننفخ في وَضَح2، وما لَنَا في الديوان وَشْمَة3، وإنا لِعِيَال جَرَبَّة4، فهل من مُعِين، أعانه الله يعين ابن سبيل، ونِضْوَ طريق، وفَلَّ سَنَة؟ فلا قليل من الأجر، ولا غنى عن الله، ولا عمل بعد الموت".
"الأمالي 2: 197".
1 هزلت.
2 الوضح: اللبن، سمي وضحًا لبياضه.
3 الوشمة: مثل الوشم في الذراع، يريد الخط.
4 الجربة: الكثير، أو العيال يأكلون ولا ينفعون.