الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قولهم في الوصف:
65-
أعرابي يصف مطرا:
عن عبد الرحمن عن عمّه قال: سئل أعرابي عن مطر فقال:
"استقلّ سُدُّ مع انتشار الطفل1، فشصا واحْزَأَلَّ2، ثم اكْفَهَرَّتْ أرجاؤه، واحْمَوْمَت أَرْحَاؤه، وابْذَعَرَّتْ فَوَارِقُه3، وتضاحكت بَوَارِقُه، واستطار وَادِقُه، وارْتَتَقَتْ جُوَبَه، وارْتَعَنَ هَيْدَبُه4، وحَشَكَت أخلافه، واستقلَّت أرافه، وانتشرت أكْنَافه5؛ فالرعد مرتجس، والبرق مختلس، والماء منبجس6، فَأَتْرَع الغدر، وانْتَبَثَ الوُجُر7 وخَلَطَ الأوعال بالآجال، وقَرَن الصِّيران بالرِّئَال8،
1 استقل: ارتفع، والسد: السحاب الذي يسد الأفق: والطفل: العشي إلى حد المغرب.
2 شصا: ارتفع، واحزأل مثله.
3 المكفهر من السحاب: الذي يركب بعضه بعضا، وأرجاؤه: نواحيه جمع رجا كعصا، واحمومت: اسودت، وأرجاؤه: أوساطه: جمع رجا كعصا، وابذعرت تفرقت: والفوارق جمع فارق، وهو السحاب الذي ينقطع من معظم السحاب، وأصله في الإبل، يقال ناقة فارق: وهي التي تندعن الإبل عند نتاجها.
4 استطار: انتشر، والودق الذي يكون فيه الودق "كشمس" وهو المطر العظيم القطر، وارتتقت: التأمت، وجوبه: فرجه، وارتعن: استرخى، والهيدب: الذي يتدلى ويدنو من الأرض مثل هدب القطيفة
5 حشكت: امتلأت، والأخلاف جمع خلف كحمل، وهو الناقة كالضرع للبقرة، أردافه: مآخيره والأكناف: النواحي.
6 مرتجس: مصوت من الرجس كحمل وهو الصوت، مختلس: كأنه يختلس البصر لشدة لمعانه، منبجس: منفجر.
7 أترع: ملأ والغدر جمع غدير، والوجر جمع وجار ككتاب وسحاب: وهو حجر الضبع والثعلب، وانتبث: أخرج نبيشتها وهو تراب البئر والقبر، أي أنه لشدته هدم الوجر حتى أخرج ما بداخلها من التراب.
8 الأوعال جمع وعل، "كشمس وكتف ودئل": التيس الجبلي، والآجال جمع إجل كحمل وهو القطيع من البقر أي أنه لشدته جمع بين الوعول -وهي تسكن الجبال- وبين البقر، وهي تسكن القيعان والرمال، والصيران جمع صوار كشجاع، وصيار ككتاب وهو القطيع من البقر، والرئال جمع رأل كشمس فرخ النعام، فالرئال تسكن الجلد "بالتحريك وهي الأرض الصلبة المستوية المتن" والصيران تسكن الرمال والقيعان، فقرن بينهما.
فللأودية هدير، وللشِّراج خرير، وللتِّلاع زفير1، وحَطَّ النبع والعُتْمُ، من القُلُل الشُّمُّ، إلى القيعان الصُّحْم2، فلم يبقَ في القلل إلا مُعْصِم مُجْرَنْثِم، أو داحض مُجَرْجَم3، وذلك من فضل رب العالمين، على عباده المُذْنِبِين".
"الأمالي: 1: 173".
1 هدير: أي صوت كهدير الإبل، الشراج جمع شرج كشمس وهو مسيل الماء من الحرة إلى السهل. والتلاع: مسايل الماء من الجبال حتى ينصب في الوادي.
2 النبع: شجر يتخذ منه القسي ينبت في الجبال، والعتم: الزيتون الجبلي كقفل وعنق، والقلل: أعالي الجبال جمع قلة كفرصة، والشم: المرتفعة جمع شماء والقيعان جمع قاع: وهي أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال والآكام، والصحم: التي تعلوها حمرة جمع أصحم.
3 المعصم: الذي قد تمسك بالجبال وامتنع فيها "ويقال للرجل الذي يمسك بعرف فرسه خوف السقوط: معصم" مجرنثم: متقبض، الداحض: الذي يفحص برجليه عند الموت والمجرجم: المصروع.
66-
أعرابي يصف مطرا:
عن الأصمعي قال: سمعت أعرابيًّا من غَنِيٍّ يذكر مطرا أصاب1 بلادهم في غِبِّ جَدْب فقال:
"تدارك ربك خلقه، وقد كَلِبَت الأَمْحَال، وتقاصرت الآمال، وعكف الياس، وكُظِمَت الأنفاس، وأصبح الماشي مُصْرِمًا2، والمُتْرب مُعْدِما، وجُفِيَت الحلائل، وامْتُهِنَت العَقَائل، فأنشأ سحابا رُكَاما3، كَنَهْوَرا سَجَّاما، بُرُوقه متأَلِّقَة، ورُعُوده مُتَقَعْقِعَة، فَسَحَّ ساجيا4 راكدا، ثلاثا غير ذي فواق، ثم أمر ربك الشَّمال، فَطَحَرت5 رُكامَه، وفَرَّقت جَهامَه، فانقشع محمودا، وقد أحيا وأَغنَى، وجاد فأَرْوَى، والحمد لله الذي لا تُكَتّ نعمه، ولا تَنْفَد قِسَمُه، ولا يَخِيب سائله، ولا يَنْزُر6 نائلُه".
"الأمالي 1: 176".
1 صاب: جاد، وكلبت: اشتدت، والأمحال جمع محل كشمس وهو القحط. وعكف: أقام.
2 الماشي: صاحب الماشية، مشى الرجل وأمشى: كثرت ماشيته، والمصرم: المقارب المال المقل، والمترب المغني الذي له المال مثل التراب كثرة، ويقال: أترب الرجل إذا كثر ماله "وقل أيضًا: ضد" وترب كفرح إذا افتقر كأنه لصق بالتراب، وامتهنت: استخدمت واعتملت، والعقائل جمع عقيلة، وأنشأ أحدث، والنشء: السحاب أول ما يخرج.
3 الركام: المتراكم، والكنهور من السحاب قطع كأنها الجبال، أو المتراكم منه، واحدته كنهورة، وسجام: صباب، ومتألقة: لامعة، ومتقعقعة: مصوتة.
4 سح: صب، ساجيا: ساكنا، وراكدا: ثابتا، والفواق: أن يصب صبة ثم يسكن، ثم يصب أخرى ثم يسكن مأخوذ من فواق الناقة وهو ما بين الحلبتين، كأنه يحلب حلبة ثم يسكن، ثم يحلب أخرى ثم يسكن.
5 طحرت: أذهبت وأبعدت، والجهام: السحاب الذي قد هراق ماءه، تكت: تحصى.
6 ينزر: يقل، ومنه قيل: امرأة نزور: إذا كانت قليلة الولد.
67-
أعرابي يصف مطرا:
عن الأصمعي قال: "سألت أعرابيًّا من بني عامر بن صَعْصَعْة عن مطر صَابَ بلادهم فقال:
"نشأ عارضًا1، فطلع ناهضًا، ثم ابتسم وامضًا، فًأعَسَّ في الأقطار فأَسْجَاها، وامتدَّ في الآفاق فغطَّاها، ثم ارتجز2 فَهَمْهَمَ، ثم دَوَى فأظلم، فأَرَكَّ وَدَثَّ، وبَغَشَ وطَشَّ ثم قَطْقَطَ3 فأفرط، ثم دَيَّم فأغْمَطَ، ثم رَكَد فأنجم، ثم وَبَل فَسَجَم، وجاد فأنعم، فَقَمَسَ الرُّبا4 وأفرط الزُّبَى، سبعًا تباعًا، ما يريد انقشاعًا، حتى إذا ارتوت الحُزُون5 وتَضَحْضَحَت المتون، ساقه ربُّك إلى حيث شاء، كما جلبه من حيث شاء".
"بلوغ الأرب 3: 249".
1 العارض: السحاب المعترض في الآفاق، وومض البرق كوعد: لمع خفيفًا ولم أجد في كتب اللغة "أعس" وإنما الذي فيها "عسعس السحاب: دنا من الأرض" وأسجاها: غطاها، وفي الأصل "أسحاها" بالماء وهو تصحيف.
2 ارتجز الرعد: صات، وارتجز السحاب: تحرك بطيئًا لكثرة مائه، وهمهم الرعد: إذا سمعت له دويًّا، والهمهمة: كل صوت معه بحح، وأرك: أتى بالرك "بفتح الراء ويكسر" وهو المطر القليل أو هو فوق الدث، والدث بالفتح: المطر الضعيف، والبغشة بالفتح: المطرة الضعيفة وقد بغشت السماء كمنع، والطش: المطر الضعيف وهو فوق الرذاذ، وطشت السماء كنصر وضرب.
3 القطقط بالكسر: المطر المتتابع العظيم القطر، وقد قطقطت السماء، والديمة بالكسر: مطر يدوم في سكون بلا رعد وبرق، أو يدوم أيامًا، وقد ديمت السماء. أغمط: دام ولازم، وأنجمت السماء: أسرع مطرها ودام، والوبل: المطر الشديد الضخم القطر، وقد وبلت السماء كوعد: أمطرته، وسجم كدخل: سال وانصب.
4 قمس الربا: كنصر وضرب: غوصها، وأفرطها: ملأها حتى فاضت، والزبى جمع زبية كفرصة، وهي الرابية لا يعلوها الماء، وحفرة تحقر لصيد الأسد "وهو المراد هنا" سميت بذلك لأنهم كانوا يحفرونها في موضع عال.
5 الحزون جمع حزن كشمس وهو الغليظ من الأرض، والمتون جمع متن كشمس: وهو ما صلب من الأرض وارتفع، والضحضح والمتضحضح والضحضاح: الماء القليل، وقيل هو ما لا غرق فيه، وقيل هو الماء إلى الكعبين أو إلى أنصاف السوق -وفي لغة هذيل الكثير- وقد تضحضح الماء، والتضحضح أيضًا جري السراب، تضحضح إذا ترقرق.