الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
26-
أعرابي يجتدي عمر بن عبد العزيز:
وأتى أعرابي عمر بن عبد العزيز، فقال:
"رجل من أهل البادية، ساقته إليك الحاجة، وبلغت به الغاية، والله سائلك عن مقامي غدا، فقال عمر: "والله ما سمعت كلمة أبلغ من قائل، ولا أوعظ لمقول له منها".
"العقد الفريد 2: 83، والأمالي 2: 174، والبيان والتبيين 3: 231".
27-
خطبة أعرابي بين يدي هشام بن عبد الملك:
وكانت الأعراب تنتجِع هشام بن عبد الملك بالخُطَب كل عام، فتقدَّم إليهم الحاجب يأمرهم بالإيجاز، فقام أعرابي، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
يا أمير المؤمنين، إن الله تبارك وتعالى جعل العطاء محَبَّة، والمنع مَبْغَضَةً، فَلِأَن نحبَّك خير من أن نُبْغِضك1"، فأعطاه وأجزل له.
"العقد الفريد 2: 83".
1 يروى هذا لمحمد بن أبي الجهم العدوي، قاله في حضرة هشام أيضًا. انظر الجزء الثاني ص422.
28-
مقام أعرابي بين يدي هشام:
وقام أعرابي بين يدي هشام فقال:
"يا أمير المؤمنين، أتت على الناس ثلاث سنين، أما الأولى: فَلَحَتِ1 اللحم، وأما الثانية: فأكلت الشَّحْم، وأما الثالثة: فهاضَت2 العَظْم، وعندكم فُضُول أموالٍ، فإن كانت لله فاقْسِمُوها بين عباده، وإن كانت لهم فَفِيمَ تَحْظَر3 عنهم؟ وإن كانت لكم فتصدَّقوا عليهم بها، وإن الله يَجْزِي المتصدقين، قال هشام: هل من حاجة غير هذه يا أعرابي؟ قال: "ما ضربت إليك أكباد الإبل، أَدَّرِع الهَجِير، وأخوض الدُّجى لخاصٍّ دون عام"، فأمر هشام بمال، فَقُسِّم بين الناس، وأمر للأعرابي بمال، فقال "أكلُّ المسلمين له مثل هذا؟ " قالوا: "لا، ولا يقوم بذلك بيت مال المسلمين"، قال: "فلا حاجة لي فيما يبعث لأَئِمَة الناس على أمير المؤمنين".
"عيون الأخبار م2: ص338 والعقد الفريد 2: 82".
1 من لحا الشجرة: أخذ لحاءها "بالكسر" وهو قشرها.
2 هاض العظم: كسره بعد الجبور فهو مهيض، وفي رواية:"وعام أنقى العظم" أي وصل إلى نقيه "بالكسر" وهو مخ العظم.
3 تحجب وتمنع.