الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الرابع
238 -
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سُئِلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَأناَ جَالِسٌ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ حِينَ دَفَعَ؟ قَالَ: كَانَ يَسِيُر العَنَقَ، فِإذَا وَجَدَ فَجْوَةً، نَصَّ (1).
(1) * تَخْرِيج الحَدِيث:
رواه البخاري (1583)، كتاب: الحج، باب: السير إذا دفع من عرفة، و (2837)، كتاب: الجهاد والسير، باب: السرعة في السير، و (4151)، كتاب: المغازي، باب حجة الوداع، ومسلم (1286/ 283)، كتاب: الحج، باب: الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة، وأبو داود (1923)، كتاب: المناسك، باب: الدفع من عرفة، والنسائي (3023)، كتاب: الحج، باب: كيف يسير من عرفة؟ وابن ماجه (3017)، كتاب: المناسك، باب: الدفع من عرفة.
* مصَادر شرح الحَدِيث:
"معالم السنن" للخطابي (2/ 203)، و"الاستذكار" لابن عبد البر (4/ 296)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (4/ 362)، و"المفهم" للقرطبي (3/ 392)، و"شرح مسلم" للنووي (9/ 34)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (3/ 76)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (2/ 1055)، و"النكت على العمدة" للزركشي (ص: 220)، و"التوضيح" لابن الملقن (11/ 562)، و"فتح الباري" لابن حجر =
العَنَقُ: انْبِسَاطُ السَّيْرِ، والنَّصُّ: فَوْقَ ذَلِكَ.
* * *
* التعريف:
عُرْوَةُ بنُ الزُّبير: ابنِ العَوَّامِ بنِ خُويلدِ بنِ أسدِ بنِ عبدِ العُزَّى، القرشيُّ، الأسديُّ.
كنيته: أبو عبد اللَّه، أمه: أسماءُ بنتُ أبي بكر الصديق، من أهل المدينة، من أفاضل أهلها وعُقلائهم، تابعيٌّ مشهور رضي الله عنه.
سمع أبا أيوبَ الأنصاريَّ، وسُفيانَ بنَ عبدِ اللَّه الثقفيَّ، وأبا مراوحٍ الليثيَّ، وحكيمَ بنَ حزام، وأبا هريرةَ، وجماعة كثيرة غيرَهم.
قال عَمْرُو بنُ عليٍّ: مات سنة أربع وتسعين فيما حكاه عنه أبو الفضل بنُ طاهر.
وقال أبو نصر الكلاباذيُّ في كتابه "في رجال البخاري": قال البخاري: قال الفراوي: مات سنة تسع وتسعين، أو (1) مئة، أو إحدى ومئة، قال الذهلي: قال ابن بُكَير: مات سنة أربع أو خمس وتسعين (2)،
= (3/ 518)، و"عمدة القاري" للعيني (10/ 6)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (3/ 201)، و"كشف اللثام" للسفاريني (4/ 393)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (5/ 140).
(1)
في "خ": "و".
(2)
في "ت": "أربع وخمسين" بدل "أربع أو خمس وتسعين".
وقال الغلابي عن يحيى بن معين: عروةُ استُصغر يومَ الجَمَل.
أُخرج حديثه في "الصحيحين"(1).
* الشرح:
هذا الحديث أجنبيٌّ عن الباب، ليس له تعلُّق بفسخ الحج إلى العمرة، وإنما يتعلق بصفة سَيْره عليه الصلاة والسلام عندَ دفعِه لا غير.
وقوله: "العَنَق" هو بفتح العين المهملة والنون بعدها قاف.
قال الجوهري: والعَنَقُ: ضَرْبٌ من سيرِ الدابَّة، وهو سيرٌ مُسْبَطِرٌّ (2)؟ أي: مُمْتَدٌّ (3)، وأنشدَ:[الرجز]
يَا نَاقُ سِيرِي عَنَقًا (4) فَسِيحًا
…
إِلَى سُلَيْمَانَ فَنَسْتَرِيحَا
(1) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 178)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 31)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (6/ 395)، و"الثقات" لابن حبان (5/ 194)، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم (2/ 176)، و"رجال صحيح البخاري" للكلاباذي (2/ 581)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (40/ 237)، و"صفة الصفوة" لابن الجوزي (2/ 85)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (1/ 305)، و"تهذيب الكمال" للمزي (20/ 11)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (4/ 421)، و"تذكرة الحفاظ" له أيضًا (1/ 62)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (7/ 163).
(2)
في "ت": "مستبطر".
(3)
في "ت": "معتدل".
(4)
في "خ": "مسبطرًا"، وفي "ت":"مستبطرًا"، والصواب ما أثبت.
وقد أَعْنَقَ الفرسُ، وفرسٌ مِعْنَاقٌ؛ أي: جيدُ العَنَق، يريد: بفتح العين أيضًا (1).
و"النَّصُّ": بفتح النون وبالصاد المهملة المشددة.
قال الأصمعي: وهو السير الشديدُ حتى يستخرجَ أقصى ما عند الناقة، قال: ولهذا قيل: نَصَصْتُ الشيءَ: رفعتُه، ومنه مِنَصَّةُ العروس، ونَصَصْتُ الحديثَ إلى فلان؛ أي: رفعتُه إليه، وسيرٌ نَصٌّ ونَصيصٌ، ونَصُّ (2) كُلِّ شيء: مُنْتَهاه (3).
فائدة: قال الثعالبيُّ في كتابه "فقه اللغة وسر العربية": العَنَقُ من السير: المُسْبَطِرُّ (4)، فإذا ارتفعَ عن ذلكَ، فهو الذَّميلُ، فإذا ارتفع عن ذلك، فهو الرَّسيمُ (5)، فإذا داركَ (6) المشيَ وفيه قرمطةٌ، فهو الحقد، فإذا ارتفعَ عن ذلك، وضربَ قوائمَه كلَّها، فذلك الارتباع (7) والالتباط، فإذا لم يَدَعْ جُهدًا فذلك الازدهاق (8).
(1) انظر: "الصحاح" للجوهري (4/ 1533)، (مادة: عنق).
(2)
"ونصيصٌ، ونَصٌّ" ليس في "ت".
(3)
المرجع السابق، (3/ 1058)، (مادة: نصص).
(4)
في "ت": "المستبطر".
(5)
في "ت": "الوسيم".
(6)
في "ت": "درَك".
(7)
في "ت": "الارتياع".
(8)
في "ت": "الارديان".
وقال في موضع آخر عن النَّضْر بن شُمَيل: أولُ السير الدَّبيبُ، ثم التَّزيُّدُ، ثم الذَّميلُ، ثم الرَّسيمُ (1)، ثم الوَخْدُ، ثم العَجيسُ، ثم الوَجيفُ (2)، ثم الرتكانُ، ثم الإجمارُ (3)، ثم الإرْقالُ (4).
والفجوة: للمكان المتسع (5)، فكان عليه الصلاة والسلام عند الازدحام يرفُق في سيره بعضَ الرفق، وعندَ وجود الاتساع يشتدُّ (6) في السير مع اقتصاد؛ لما جاء (7) في الحديث:"عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ"(8).
* * *
(1) في "ت": "الوسيم".
(2)
في "ت": "الوجه".
(3)
في "ت": "الاحمان".
(4)
انظر: "فقه اللغة" للثعالبي (ص: 189 - 190).
(5)
في "ت": "المكان المرتفع".
(6)
في "ت": "يجد".
(7)
"جاء" زيادة من "ت".
(8)
رواه البخاري (866)، كتاب: الجمعة، باب: المشي إلى الجمعة، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.