الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 -
وأن الأرضين سبع كالسماوات. وفيه أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما،
ولعلنا نتفرغ لنتبعها وتخريجها. ويشهد لها قول الله تبارك وتعالى:
(خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) أي في الخلق والعدد. فلا تلتفت إلى من
يفسرها بما يؤول إلى نفي المثلية في العدد أيضا اغترارا بما وصل إليه علم
الأوربيين من الرقي وأنهم لا يعلمون سبع أرضين! مع أنهم لا يعلمون سبع سماوات
أيضا! أفننكر كلام الله وكلام رسوله بجهل الأوربيين وغيرهم مع اعترافهم
أنهم كلما ازدادوا علما بالكون ازدادوا علما بجهلهم به، وصدق الله العظيم
إذ يقول: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) .
5 -
أن التجمل باللباس الحسن ليس من الكبر في شيء. بل هو أمر مشروع، لأن الله
جميل يحب الجمال كما قال عليه السلام بمثل هذه المناسبة، على ما رواه مسلم في
" صحيحه ".
6 -
أن الكبر الذي قرن مع الشرك والذي لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال
ذرة منه إنما هو الكبر على الحق ورفضه بعد تبينه، والطعن في الناس الأبرياء
بغير حق.
فليحذر المسلم أن يتصف بشيء من مثل هذا الكبر كما يحذر أن يتصف بشيء من الشرك
الذي يخلد صاحبه في النار.
135
- " إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة
وتسعين سجلا، كل سجل مثل مد
البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي
الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب. فيقول:
بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم. فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا
إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فيقول: هاحضر وزنك، فيقول: ما
هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فقال: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في
كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله
شيء ".
أخرجه الترمذي (2 / 106 - 107) وحسنه وابن ماجه (4300) والحاكم
(1 / 6 و 529) وأحمد (2 / 213) من طريق الليث بن سعد عن عامر بن يحيى
عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: سمعت عبد الله ابن عمرو قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وقال الحاكم: " صحيح الإسناد على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي.
قلت: وهو كما قالا وأبو عبد الرحمن الحبلي - بضم المهملة والموحدة - اسمه
عبد الله بن يزيد.
ثم رواه أحمد (2 / 221 - 222) من طريق ابن لهيعة عن عمرو ابن يحيى عن أبي
عبد الرحمن الحبلي به.
قلت: وابن لهيعة سيىء الحفظ، فأخشى أن يكون قوله " عمرو ابن يحيى " وهما
منه، أراد أن يقول " عامر " فقال " عمرو " ويحتمل أن يكون الوهم من بعض
النساخ أو الطابع. والله أعلم.