الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
187
- " تعلم كتاب اليهود، فإني لا آمنهم على كتابنا ".
رواه أبو داود (3645) والترمذي (2 / 119) والحاكم (1 / 75) وصححه
وأحمد (5 / 186) والفاكهي في " حديثه "(1 / 14 / 2) واللفظ له، كلهم
عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجه بن زيد عن أبيه قال:
" لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، أتي بي إليه، فقرأت عليه،
فقال لي.. " فذكره، قال: فما مر بي خمس عشرة حتى تعلمته، فكنت أكتب للنبي
صلى الله عليه وسلم، وأقرأ كتبهم إليه ".
وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح ".
قلت: وإسناده حسن، وإنما صححه الترمذي لأن له طريقا أخرى، وقد قال
الترمذي عقب ذلك:
" وقد روي من غير هذا الوجه عن زيد بن ثابت، رواه الأعمش، عن ثابت بن عبيد
الأنصاري عن زيد بن ثابت قال:
(أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم السريانية) ".
قلت: وصله أحمد (5 / 182) والحاكم (3 / 422) عن جرير عن الأعمش به بلفظ:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أتحسن السريانية؟ فقلت: لا، قال: فتعلمها فإنه يأتينا كتب، فتعلمها في
سبعة عشر يوما ".
زاد الحاكم:
" قال الأعمش: كانت تأتيه كتب لا يشتهي أن يطلع عليها إلا من يثق به ".
وقال:
" صحيح إن كان ثابت بن عبيد سمعه من زيد بن ثابت ".
قلت: لا أدري الذي حمل الحاكم على التردد في سماع ثابت إياه من زيد وهو مولاه
ولم يتهم بتدليس! قال ابن حبان في " الثقات "(1 / 6) :
" ثابت بن عبيد الأنصاري، كوفي يروي عن عمر وزيد بن ثابت، روى عن ابن سيرين
والأعمش، وهو مولى زيد بن ثابت ":
وقد قيل إن ثابت بن عبيد الأنصاري هو غير ثابت بن عبيد مولى زيد، فرق بينهما
أبو حاتم في " الجرح والتعديل "(1 / 1 / 454) ، وعزى الحافظ في " التهذيب
" هذا التفريق إلى ابن حبان أيضا وهو وهم، بل ما نقلته عن ابن حبان آنفا يدل
عن عدم التفريق وهو الذي اعتمده الحافظ في " التقريب " وسواء كان هذا أو ذاك
فكلاهما ثقة، فالسند صحيح.
والحديث علقه البخاري في صحيحه فقال: " وقال خارجة بن زيد ابن ثابت عن زيد
بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يتعلم كتاب اليهود ".
قال الحافظ ابن حجر في شرحه (13 / 161) :
" وقد وصله مطولا في (كتاب التاريخ) ".
ثم ذكر ابن حجر الطريق الأخرى التي علقها الترمذي ثم قال:
" وهذا الطريق وقعت لي بعلو في " فوائد هلال الحفار ".
وأخرجه أحمد وإسحاق في " مسنديهما "، وأبو بكر بن أبي داود في
" كتاب المصاحف " وأبو يعلى، وعنده: إني أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا علي
وينقصوا فتعلم السريانية. فذكره.
وله طريق أخرى أخرجها ابن سعد. وفي كل ذلك رد على من زعم أن عبد الرحمن
بن أبي الزناد تفرد به. نعم لم يروه عن أبيه عن خارجة إلا عبد الرحمن.