الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا تغتر بما جاء في بعض الكتب الفقهية عن بعض الأئمة من إباحة جنس منها
بتفاصيل تذكر فيها، فإنما هي زلة من عالم، كان الأحرى أن تدفن ولا تذكر
لولا العصبية الحمقاء.
385
- " نهى عن النفخ في الشراب، فقال له رجل: يا رسول الله إني لا أروى من نفسي
واحد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأبن القدح عن فيك، ثم تنفس
قال: فإني أرى القذاة فيه، قال: فأهرقها ".
أخرجه مالك (2 / 925 / 12) وعنه الترمذي (1 / 345) وابن حبان في
" صحيحه "(1367) والحاكم (4 / 139) وأحمد (3 / 32) كلهم عن مالك عن
أيوب بن حبيب مولى سعد بن أبي وقاص عن أبي المثنى الجهني قال:
" كنت عند مروان بن الحكم، فدخل عليه أبو سعيد الخدري، فقال له مروان
بن الحكم أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النفخ في الشرب؟
فقال له أبو سعيد: نعم، فقال له رجل: يا رسول الله
…
" الحديث.
وقال الترمذي: " هذا حديث حسن صحيح ".
وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي.
قلت: وتابعه فليح عن أيوب بن حبيب به.
أخرجه أحمد (3 / 68 - 69) .
قلت: ورجاله ثقات غير أبي المثنى الجهني، وقد أورده ابن حبان في " الثقات "
(1 / 172)، وقال ابن معين:" ثقة ".
وأما ابن المديني فقال: " مجهول ".
وقال الحافظ في " التقريب ": " مقبول ".
والحديث أورده السيوطي مفرقا في موضعين من " الجامع الصغير " فأورد طرفه الأول
معزوا للترمذي وحده!
وأورد طرفه الآخر بلفظ: " ابن القدح عن فيك، ثم تنفس ".
وقال: " رواه سمويه في " فوائده " والبيهقي في الشعب ". فشنع عليه المناوي
في عدم عزوه لمالك والترمذي، وفي رمزه له بالحسن. وقال: " إنه يوهم أنه
غير صحيح، وهو غير صحيح، بل صحيح، كيف وهو من أحاديث " الموطأ " الذي ليس
بعد " الصحيحين " شيء أصح منه، وقال الترمذي: حسن صحيح، وأقره عليه النووي
وغيره من الحفاظ ".
وأقول: الأقرب إلى القواعد أنه حسن لما عرفت من حال أبي المثنى.
فوائد الحديث
1 -
النهي عن النفخ في الشراب، قال الحافظ في " الفتح " (10 / 80) :
" وجاء في النهي عن النفخ في الإناء عدة أحاديث، وكذا النهي عن التنفس في
الإناء، لأنه ربما حصل له تغير من النفس إما لكون المتنفس كان متغير الفم
بمأكول