الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
219
- " كان يقبلني وهو صائم وأنا صائمة. يعني عائشة ".
أخرجه أبو داود (1 / 374) وأحمد (6 / 179) من طريقين عن سفيان عن سعد
بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله يعني ابن عثمان القرشي عن عائشة رضي الله
عنها مرفوعا.
قلت: وهذا سند صحيح على شرط البخاري.
ثم أخرجه أحمد (6 / 134، 175 - 176، 269 - 270، 270) وكذا النسائي في
" الكبرى "(ق 83 / 2) والطيالسي (1 / 187) والشافعي في " سننه "
(1 / 260) والطحاوي في " شرح المعاني "(1 / 346) والبيهقي (4 / 223)
وأبو يعلى في " مسنده "(215 / 2) من طرق أخرى عن سعد بن إبراهيم به بلفظ:
" أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبلني، فقلت: إني صائمة! فقال:
وأنا صائم! ثم قبلني ".
وفي هذا الحديث رد للحديث الذي رواه محمد بن الأشعث عن عائشة قالت:
" كان لا يمس من وجهي شيئا وأنا صائمة ".
وإسناده ضعيف كما بينته في " الأحاديث الضعيفة " رقم (962) .
والحديث عزاه الحافظ في " الفتح "(4 / 123) باللفظ الثاني للنسائي.
وللشطر الثاني منه طريق آخر عن عائشة رضي الله عنها، يرويه إسرائيل عن زياد
عن عمرو بن ميمون عنها قالت:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وأنا صائمة ".
أخرجه الطحاوي بسند صحيح، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي،
وأما زياد فهو ابن علاقة. وقد أخرجه أحمد (6 / 258) من طريق شيبان عن
زياد بن علاقة عن عمرو
بن ميمون قال:
سألت عائشة عن الرجل يقبل وهو صائم؟ قالت:
" وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ".
قلت: وسنده صحيح، وشيبان هو ابن عبد الرحمن التميمي البصري، وهو على شرط
مسلم، وقد أخرجه في " صحيحه "(3 / 136) من طرق أخرى عن زياد دون السؤال
وزاد " في رمضان " وهو رواية لأحمد (6 / 130) .
وفي أخرى له (6 / 292) من طريق عكرمة عنها:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، ولكم في رسول الله أسوة
حسنة ".
وسنده صحيح، وعكرمة هو البربري مولى ابن عباس وقد سمع من عائشة وقد روى
أحمد (6 / 291) عن أم سلمة مثل حديث عائشة الأول. وسنده حسن في " الشواهد ".
والحديث دليل على جواز تقبيل الصائم لزوجته في رمضان، وقد اختلف العلماء في
ذلك على أكثر من أربعة أقوال أرجحها الجواز، على أن يراعى حال المقبل، بحيث
أنه إذا كان شابا يخشى على نفسه أن يقع في الجماع الذي يفسد عليه صومه، امتنع
من ذلك، وإلى هذا أشارت السيدة عائشة رضي الله عنها في الرواية الآتية عنها
".. وأيكم يملك إربه " بل قد روى ذلك عنها صريحا، فقد أخرج الطحاوي
(1 / 346) من طريق حريث بن عمرو عن الشعبي عن مسروق عنها قالت: ربما قبلني
رسول الله صلى الله عليه وسلم وباشرني وهو صائم! أما أنتم فلا بأس به للشيخ
الكبير الضعيف. وحريث هذا أورده ابن أبي حاتم (2 / 2 / 263) ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا، بل جاء هذا مرفوعا من طرق عن النبي صلى الله عليه وسلم يقوي
بعضها بعضا، بعضها عن
عائشة نفسها، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم:
" دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " ولكن ينبغي أن يعلم أن ذكر الشيخ، ليس على
سبيل التحديد بل التمثيل بما هو الغالب على الشيوخ من ضعف الشهوة، وإلا
فالضابط في ذلك قوة الشهوة وضعفها، أو ضعف الإرادة وقوتها، وعلى هذا
التفصيل نحمل الروايات المختلفة عن عائشة رضي الله عنها، فإن بعضها صريح عنها
في الجواز مطلقا كحديثها هذا، لاسيما وقد خرج جوابا على سؤال عمرو بن ميمون
لها في بعض الروايات. وقال: (ولكم في رسول الله أسوة حسنة) وبعضها يدل
على الجواز حتى للشاب، لقولها " وأنا صائمة " فقد توفي عنها رسول الله صلى
الله عليه وسلم وعمرها (18) سنة، ومثله ما حدثت به عائشة بنت طلحة أنها
كانت عند عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل عليها زوجها عبد الله
بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وهو صائم، فقالت له عائشة ما منعك أن تدنو
من أهلك فتقبلها وتلاعبها؟ فقال: أقبلها وأنا صائم؟ ! قالت: نعم.
أخرجه مالك (1 / 274) وعنه الطحاوي (1 / 327) بسند صحيح.
قال ابن حزم (6 / 211) :
" عائشة بنت طلحة كانت أجمل نساء أهل زمانها، وكانت أيام عائشة هي وزوجها
فتيين في عنفوان الحداثة ".
وهذا ومثله محمول على أنها كانت تأمن عليهما، ولهذا قال الحافظ في