الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتعقبه الذهبي بقوله:
" علته انقطاعه، فإن أبا حازم هذا هو المديني لا الأشجعي، ولم يلق أبو صخر
الأشجعي، ولا المديني لقي أبا هريرة ".
قلت: قد وصله أحمد وابنه عبد الله بذكر أبي صالح بين المديني وأبي هريرة
وهما ثقتان حجتان فزالت بذلك العلة وثبت الحديث، والحمد لله.
وقد وجدت له طريقا أخرى عن أبي هريرة رواه الخطيب (3 / 117) عن أبي الحسين
محمد بن العباس الفقيه حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبي وعمي
أبو بكر عن أبي عبيدة الحداد عن ابن عون عن ابن سيرين والحسن قالا: لا عشنا
إلى زمن لا يعشق فيه، قال أبو هريرة:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره بلفظ حديث سهل.
ورجاله موثقون، غير أبي الحسين هذا قال الخطيب:" وفي رواياته نكرة ".
ثم ساق له هذا الحديث.
والحديث أخرجه البيهقي في " سننه "(10 / 236 - 237) من طريق عثمان
ابن سعيد: حدثنا هارون بن معروف البغدادي به مثل إسناد أحمد ومتنه سواء.
وله شاهد بلفظ:
426
- " المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف، ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم
للناس ".
قال في " الجامع ": رواه الدارقطني في " الأفراد " والضياء المقدسي في
" المختارة " عن جابر ثم
رمز له السيوطي بالصحة، ولم يتكلم عليه الشارح
بشيء. وقد أورده الهيثمي في " المجمع "(10 / 273 - 274) بدون الجملة
الأخيرة، وقال:
" رواه أحمد والطبراني وإسناده جيد، ورواه الطبراني في " الأوسط " وفيه
علي ابن بهرام ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات ".
قلت: وليس هو في المسند من حديث جابر، وإنما فيه حديث سهل بن سعد وحديث
أبي هريرة وقد تقدما آنفا، أقول هذا بعد مراجعة أحاديث جابر كلها من " المسند
" حديثا حديثا، والله أعلم بمنشأ هذا الوهم من الهيثمي، وقد أورده في مكان
آخر (8 / 87) فلم يقع في هذا الوهم، حيث قال:
" رواه الطبراني في " الأوسط " من طريق علي بن بهرام عن عبد الملك بن أبي كريمة
ولم أعرفهما وبقية رجاله رجال الصحيح ".
على أن في كلامه هذا ما يناقض ما نقلناه عنه سابقا الذي يفيد بعمومه أن
عبد الملك بن أبي كريمة ثقة وهنا يجهله وهو معروف من رجال أبي داود في
" السنن " وهو صدوق صالح، مات سنة أربع - وقيل: عشر - ومائتين كما في
" التقريب ".
والجملة الأخيرة منه أخرجها القضاعي في " مسند الشهاب "(101 / 1) من طريق
علي بن بهرام قال: أنبأنا عبد الملك بن أبي كريمة عن ابن جريج عن عطاء عن جابر
به.
وتابعه عمرو بن بكر السكسكي عن ابن جريج به.
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق "(2 / 420 / 2) . لكن عمرو هذا متروك.
ولها شاهد من حديث ابن عمر قال:
" سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خير الناس؟ قال: أنفع الناس للناس ".
أخرجه أبو إسحاق المزكي في " الفوائد المنتخبة "(1 / 147 / 2) عن خنيس ابن
بكر بن خنيس: حدثني أبي بكر بن خنيس عن عبد الله بن دينار عنه.
قلت: وخنيس بن بكر، قال صالح جزرة:" ضعيف ".
وذكره ابن حبان في " الثقات ".
وقد تابعه إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي أنبأنا بكر بن خنيس به.
أخرجه ابن عساكر (11 / 444 / 1) .
وإبراهيم هذا أظنه الذي في " الجرح والتعديل "(1 / 1 / 113) :
" إبراهيم بن عبد الحميد، أبو إسحاق، روى عن داود بن عمرو، روى عنه الوليد
بن مسلم، قال أبو زرعة: يشبه أن يكون حمصيا، ما به بأس ".
قلت: فالإسناد بهذه المتابعة حسن، لأن بكر بن خنيس صدوق له أغلاط كما قال
الحافظ، ويشهد له حديث جابر. وقد تابعه سكين بن أبي سراج أنبأنا عمرو
ابن دينار به نحوه.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "(3 / 209 / 2) .
لكن سكين هذا ليس بالمعروف. ثم تبين لي أنه متهم، فراجع الحديث (903) .
وبالجملة فهذه الزيادة في الحديث ثابتة فيه في رتبة الحسن كأصله أو أعلى،
وقد قواها الحافظ السخاوي في " المقاصد ".