الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سعي الوالدين، فهو داخل في عموم قوله تعالى (وأن ليس للإنسان إلا
ما سعى) فلا داعي إلى تخصيص هذا العموم بالحديث وما ورد في معناه في الباب،
مما أورده المجد ابن تيمية في " المنتقى " كما فعل البعض.
واعلم أن كل الأحاديث التي ساقها في الباب هي خاصة بالأب أو الأم من الولد،
فالاستدلال بها على وصول ثواب القرب إلى جميع الموتى كما ترجم لها المجد ابن
تيمية بقوله " باب وصول ثواب القرب المهداة إلى الموتى " غير صحيح لأن الدعوى
أعم من الدليل، ولم يأت دليل يدل دلالة عامة على انتفاع عموم الموتى من عموم
أعمال الخير التي تهدى إليهم من الأحياء، اللهم إلا في أمور خاصة ذكرها
الشوكاني في " نيل الأوطار "(4 / 78 - 80) ، ثم الكاتب في كتابه
" أحكام الجنائز وبدعها " يسر الله إتمام طبعه، من ذلك الدعاء للموتى فإنه
ينفعهم إذا استجابه الله تبارك وتعالى. فاحفظ هذا تنج من الإفراط والتفريط
في هذه المسألة، وخلاصة ذلك أن للولد أن يتصدق ويصوم ويحج ويعتمر ويقرأ
القرآن عن والديه لأنه من سعيهما، وليس له ذلك عن غيرهما إلا ما خصه الدليل
مما سبقت الإشارة إليه. والله أعلم.
485
- " ما لبعيرك يشكوك؟ زعم أنك سانيه حتى إذا كبر تريد أن تنحره (لا تنحروه
واجعلوه في الإبل يكون معها) ".
أخرجه الإمام أحمد (4 / 173) حدثنا أسود بن عامر حدثنا أبو بكر بن عياش عن
حبيب بن أبي عمرة عن المنهال بن عمرو عن يعلى قال:
" ما أظن أن أحدا من الناس رأى من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا دون ما
رأيت - فذكر أمر
الصبي، والنخلتين، وأمر البعير، إلا أنه قال - " فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال البخاري غير أسود بن عامر فمن أفراد
مسلم.
ثم استدركت فقلت: إنه منقطع كما يأتي.
وقد أخرجه الحاكم (2 / 617 - 618) من طريق يونس بن بكير عن الأعمش عن
المنهال بن عمرو عن يعلى بن مرة عن أبيه قال:
" سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا، نزلا منزلا
فقال: انطلق إلى هاتين الشجرتين فقل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لكما أن تجتمعا، فانطلقت فقلت لهما ذلك، فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها،
فمرت كل واحدة إلى صاحبتها، فالتقيا جميعا، فقضى رسول الله صلى الله عليه
وسلم حاجته من ورائهما، ثم قال: انطلق فقل لهما لتعود كل واحدة إلى مكانها،
فأتيتهما، فقلت ذلك لهما، فعادت كل واحدة إلى مكانها.
وأتته امرأة فقالت: إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدنيه، فأدنته منه، فتفل في فيه وقال:
اخرج عدو الله أنا رسول الله، ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
رجعنا فأعلمينا ما صنع. فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبلته
ومعها كبشان وأقط وسمن، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ هذا
الكبش، فاتخذ منه ما أردت، فقالت: والذي أكرمك ما رأينا به شيئا منذ
فارقتنا.
ثم أتاه بعير فقام بين يديه، فرأى عينيه تدمعان، فبعث إلى أصحابه، فقال:
ما لبعيركم هذا يشكوكم؟ فقالوا: كنا نعمل عليه، فلما كبر وذهب عمله تواعدنا
عليه لننحره غدا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنحروه واجعلوه في الإبل يكون معها.
وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ".
ووافقه الذهبي.
قلت: وقوله في السند " عن أبيه " وهم كما صرح الحافظ في " التهذيب " لكنه
قال في الرواة عن يعلى:
" منهم من أرسل عنه كعطاء بن السائب والمنهال بن عمرو ".
وذكر نحوه في ترجمة المنهال أنه أرسل عن يعلى بن مرة.
وعلى هذا فالإسناد منقطع.
وأخرجه أحمد (4 / 171، 172) من طريق وكيع حدثنا الأعمش به دون قصة الجمل
إلا أنه لم يقل مرة عن أبيه.
وأخرجه (4 / 170) من طريق عثمان بن حكيم قال:
أخبرني عبد الرحمن ابن عبد العزيز عن يعلى بن مرة قال:
" لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي
…
".
فذكرها.
وقال المنذري في " الترغيب "(3 / 158) :
" وإسناده جيد ".
كذا قال، وعبد الرحمن هذا أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ولم
يحك فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحسيني:" ليس بالمشهور ".
وبقية رجاله ثقات رجال مسلم.
وقد تابعه عبد الله بن حفص عن يعلى بن مرة الثقفي به نحوه.
أخرجه أحمد (4 / 173) من طريق عطاء بن السائب عنه.
وعطاء كان اختلط.
وعبد الله بن حفص مجهول كما قال الحافظ وغيره.