الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والجاحم: بتقديم الجيم على الحاء المهملة: المكان الشديد الحر، من جحمت النار فهي جاحمة: إذا اضطرمت، ومنه الجحيم، والتخيل: التكبر، من الحيلاء، يقول: إنها تزيل نخوة المنخو، والمراح، بكسر الميم: النشاط، أي إنها تكف حدة النشيط، وهذا أيضًا تعريض بالحارث، والصبّار: مبالغة صابر، والنجدة: الشدة والبأس في الحرب، والوقاح بفتح، الواو: الفرس الذي حافره شديد صلب، ومنه الوقاحة، وفيها:
من صدَّ عن نيرانها
…
فأنا ابن قيسٍ لا براح
ويأتي إن شاء الله تعالى شرحه في بحث (لا) وقد شرحنا هذا الشعر، وأوردنا ما يتعلق به في شرح الشاهد الواحد والثمانين وفي شرح الشاهد الواحد والعشرين بعد المائتين من شواهد الرضي.
وسعد بن مالك بن ضبيعة البكري صاحب هذا الشعر هو جد طرفة بن العبد الشاعر، قال الآمدي: كان سعد هذا أحد سادات بكر بن وائل وفرسانها في الجاهلية، وكان شاعرًا، وله أشعار جياد في كتاب بني قيس بن ثعلبة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد الثلاثمائة:
(360)
إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له
…
أكيلاً فإني لست آكله وحدي
على أن اللام في (له) قيل إنها زائدة للتقوية، والصحيح أنها للتعليل لما ذكره المصنف. قال الدماميني: كلامه قابل للبحث، وذلك أن قوله: أكيلاً بمعنى مؤاكل، غير مسلم؛ لجواز أن يكون بمعنى آكل، قال صاحب (الصحاح): الأكيل: الذي يؤاكلك، والأكيل أيضًا: الأكل، فيمكن أن يكون محولاً عن مجازٍ للفعل للمبالغة، بأن يكون لأكل الزاد مبالغًا قي الأكل، وهذا أليق بمقصد الشاعر في التمدح بالكرم. هذا كلامه. وأقول: هذه غفلة عن آخر البيت، فإنه قال: لست آكله وحدي، وعن مرود الشعر، قال الأصبهاني في (الأغاني): أخبرنا
ابن دريد قال: حدثني عمي عن العباس بن هشام عن أبيه عن جده قال: تزوج قيس ابن عاصم المنقري منفوسة بنت زيد الفوارس الضبي، وأتته في الليلة الثانية من بنائه بها بطعام، فقال: فأين أكيلي؟ ! فلم تعلم ما يريد، فأنشأ يقول:
أيا ابنة عبد الله وابنة مالك
…
ويا ابنة ذي البردين والفرس الورد
إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له
…
أكيلاً فإني لست آكله وحدي
أخًا طارقًا أو جار بيت فإنني
…
أخاف مذ مات الأحاديث من بعدي
وكيف يسيغ المرء زادًا وجاره
…
خفيف المعا بادي الخصاصة والجهد
وللموت خير من زيارة باخلٍ
…
يلاحظ أطراف الأكيل على عمد
وإني لعبد الضيف ما دام ثاوبًا
…
وما في إلَاّ تلك من شيم العبد
فقالت تجيبه:
أبى المرء قيس أن يذوق طعامه
…
بغير أكيل إنَّ ذا لكريم
فبوركت حيًا يا أخا الجود والندى
…
وبوركت ميتًا قد حوتك رجوم
والرجوم بالجيم: جمع رجم- بفتحتين- وهو القبر كأسود جمع أسد، قال ابن جني في (إعراب الحماسة): أراد ابنة واحدة، ولكنه أعادها لاتصال المضاف [بالمضاف] إليه، ويدلّك على أنها ابنة واحدة لا أكثر قوله: إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له .. زلم يقل: صنعتن. انتهى. قال التبريزي في (شرح الحماسة): عنى بذي البردين عامر بن أحمير بن بهدلة، وإنما لقب به لأنَّ الوفود اجتمعت عند المنذر بن ماء السماء، فأخرج بردين وقال: لقيم أعز العرب قبيلة فليأخذها، فقام عامر فأخذهما، فقال له المنذر: أنت أعز العرب قبيلة، قال: العز والعدد في معدّ، ثمَّ في نزار، ثمَّ في مضر، ثمَّ في خندف، ثمَّ في ثميم، ثمَّ في سعد، ثمَّ في كعب، ثمَّ في عوف، ثمَّ في بهدلة، فمن أنكر هذا فليفاخرني؛ فسكت الناس، ثمَّ قال: أنا أبو عشر، وأخو عشرة، وعم عشرة، ثمَّ وضع قدمه على الأرض فقال: من أزالها عن مكانها