المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الموفي الأربعمائة: - شرح أبيات مغني اللبيب - جـ ٤

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الواحد والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الثاني والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد المائتين:

- ‌حرف الفاء

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والسبعين بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد المائتين:

- ‌في

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد السادس والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثمانون بعد المائتين:

- ‌حرف القاف

- ‌قد

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التسعون بعد المائتين:

- ‌حرف الكاف

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتسعون بعد المائتين:

- ‌كي

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الموفي الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرّابع بعد الثلاثمائة:

- ‌كم

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس بعد الثلاثمائة:

- ‌كأيِّن

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد السّابع بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن بعد الثلاثمائة:

- ‌كذا

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد التاسع بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العاشر بعد الثلاثمائة:

- ‌ كان

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌كلّ

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثّامن عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو افنشاد العشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌كلّا وكلّتا

- ‌أنشد فيهما، وهو الإنشاد الثالث والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الشاهد الخامس والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌كيف

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد الثلاثمائة:

- ‌حرف اللام

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌أنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌ لا

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد التّاسع والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرّابع والتسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والتّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس والتّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّابع والتسّعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثّامن والتّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الموفي الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الأربعمائة:

الفصل: ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الموفي الأربعمائة:

والمؤمّل: هو ابن أميل بن أسيد المحاربي، والمؤمّل، بزنة اسم المفعول، وكذا أميل، وكلاهما من الأمل، وأسيد، بفتح الهمزة وكسر السّين.

قال صاحب "الأغاني": هو كوفيّ من مخضرمي الدَّولتين، الأمويّة، والعبّاسيّة، وكانت شهرته في العبّاسيّة أكثر؛ لأنّه كان من الجند المرتزقة معهم، ومن يخصّهم ويخدمهم من أوليائهم، وانقطع إلى المهدي في حياة أبيه، وبعده، وهو صالح المذهب في شعره، ليس من المبرزين الفحول، ولا من المرذولين في شعره، وله طبع صالح. انتهى.

وقد بسطنا ترجمته في شرح الشّاهد التّاسع والعشرين بعد السّتمائة من شواهد الرّضي.

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الموفي الأربعمائة:

(400)

لا همَّ إنَّ الحارث بن جبله

زنا على أبيه ثمَّ قتله

وكان في جاراته لاعهد له

وأيُّ أمرٍ سيِّيءٍ لا فعله

على أنَّ ترك تكرار "لا" هنا شاذّ، وهي مع الماضي بمعنى "لم" قال ابن الشجري في المجلس السّابع والستين من "أماليه": والثامن، أى من أقسام "لا" أنهم استعملوها بمعنى "لم" فألزموها الماضي، كقوله تعالى:{فلا صدَّق ولا صلَّى} [القيامة/ 31] أي: لم يصدِّق ولم يصلِّ، ومثله:{فلا اقتحم العقبة} [البلد/ 11] ومن ذلك:

فأيّ أمرٍ سيِّئ لا فعله

وكذا قال في آخر المجلس الخامس والخمسين، قال: ومثل وضعه "لا" في موضع "لم" قول الآخر:

فأيّ أمرٍ سيِّئ لا فعله

ص: 392

أي لم يفعله. ومثله في التنزيل: {فلا اقتحم العقبة} أي: فلم يقتحم.

وأجود ما يجيء ذلك مكرَّرًا؛ كقوله تعالى: {فلا صدَّق ولا صلَّى} أي: فلم يصدِّق ولم يصلّ، ومثله قول الرّاجز:

وأيّ عبدٍ لك لا ألمًّا

أي: لم يلم بالذّنوب. انتهى.

وقال المصنّف "زنا" بتخفيف النّون، كذا رواه يعقوب، إلى قوله: وأناب "على" عن الباء، وأقول: هذا خلاف ما قاله يعقوب بن السِّكيت، قال في "باب ما يهمز فيكون له معنى، وإذا لم يهمز كان له معنى آخر": يقال: قد زنَّأ عليه، مثقلة مهموز: إذا ضيّق عليه، والزَّناء: الضيّق. وأنشد ابن الأعرابى:

لا همُّ إنَّ الحارث بن جبله

زنَّا على أبيه ثمَّ قتله

وركب الشّادخة المحجَّله

وكان في جاراته لا عهد له

فأيُّ أمرٍ سيِّيءٍ لا فعله

وقوله: ركب الشّادخة المحجَّلة، أى: ركب فعلةً قبيحةً مشهورة، ويقال: شدخت الغرَّة: إذا اتّسعت في الوجه، وكان أصله: زنَّا على أبيه، بالهمز، فتركه للضّرورة، وقد زنّاه من التّزنية، ويقال: قد زنأ في الجبل، يزنأ زنأ، مثل زنعًا، إذا صعد في الجبل، وقد زنا يزني، من الزّناء. إلى هنا كلام ابن السّكِّيت، وكذا في "تهذيب إصلاح المنطق" للخطيب التبريزي.

وقوله: والزّناء: الضيق، هو بالفتح والمدّ، مثل سماء، وقوله: وقد زنّاه، من التزنية، هذا من المعتل بمعنى: نسبه إلى الزّنا.

ص: 393

ولما ذكر المهموز المثقل ذكر المعتل المثقّل، وكذا ذكر المعتلّ المخفّف بعد المهموز المخفَّف، ومعنى كلّ منهما يغاير معنى الآخر. وكان المصنّف نقل ضبط هذه الكلمة، وتفسيرها من "أمالي ابن الشَّجري" قوله: زنا على أبيه، يروي بتخفيف النّون، وتشديدها؛ فمن رواه مخفَّفًا فمعناه: زنا بامرأة أبيه، ومن رواه مشدَّدًا فأصله زنَّأ، مهموز، ومعناه: ضيق عليه، وهذا القول أوجه، وهي رواية ابن السّكيّت. انتهى.

وأقول: لم أقف على راوية "زنا على أبيه" بتخفيف المعتلّ، وتفسيره بزنا بامرأة أبيه مع أنَّ المرأة لا ذكر لها، وكلّ من روى هذا الرَّجز رواه مشدَّدًا مهموز الأصل، مفسّرًا بالتّضييق، منهم الجوهري في "صحاحه" والأزهري في "تهذيبه" والصَّغاني في "عبابه" وخدمة "إصلاح المنطق" منهم يوسف بن السّيرافي، شارح أبياته، والخطيب التبريزي في "مهذّبه" وابن السيّد البطليوسيّ في شرحه، ومن المتقدّمين قبل ابن السّكيت، ابن الأعرابي في "نوادره" وتبعه أبو محمّد الأسود الأعرابي في "ضالة الأديب" ومنهم ابن حبيب في كتاب "المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام" ومنهم الحلواني في كتاب "أسماء الشّعراء المنسوبين إلى أمّهاتهم".

وأمّا القالي، فقد قال في "المقصود والممدود": وقال بعض اللّغويّين: زنّا فلان على فلان مثقلًا، بغير همز: إذا ضيّق عليه، وأنشد:

لا همَّ إنَّ الحارث بن جبله

إلى آخر الرّجز، فلم أر مخالفة في هذه الكلمة غير هذ، فإنّه حكم بالإعلال الظّاهر، ولم يخالف في معناها، وحكاه في "القاموس" قال: وزنّي عليه تزنية: ضيّق.

ص: 394

قال ابن الأعرابي في "نوادره": الرَّجز لابن العيّف، وقيل: لعبد المسيح بن عسلة، وقال الخطيب التّبريزي: هذه الأبيات للحارث بن العيّف، أخي بني سلمة يهجو بها الحارث بن جبلة الغسّاني، وحمله على هجوه المنذر بن ماء السّماء.

والشّادخة: الفعلة القبيحة التي تشدخ فاعلها، والشّادخة أيضًا: بمنزلة الشادخ من الغرر، يريد: أنه ركب أمرًا واضحًا في القبيح، والمحجّلة: المشهورة التي لا خفاء بها، وقوله:

وكانّ في جاراته لا عهد له

يريد: أنه لا يحفظهنَّ، ولا يّأمنَّ على نفوسهنَّ منه. انتهى كلامه. وزاد بيتًا قبل البيت الأخير، وهو:

ليس يأوي مستضيفٌ طلله

ولم يشرح كلمة الطّلل، وهو- بفتح الطّاء المهملة واللَاّم- من الدّار كالمصطبة يجلس عليها.

وقال الصّاغاني: هذا الرّجز لشهاب بن العيّف، ويروى للحارث بن العيّف، والأوَّل هو الصحيح؛ فإنّي وجدته فى شعر شهاب بخطّ أبي القاسم الآمدي في "أشعار بي شيبان" انتهي. وكذا قال أبو محمد الأسود في "ضالة الأديب": إنها لشهاب بن العيّف، وكذا جزم ابن حبيب في "المغتالين" وقال الحلواني: هو لعمارة ابن العيّف العبدي، من سليمة عبد القيس، وهما فى بني شيبان في بني أسعد.

ومنشأ هذا الرَّجز: هو ما حكاه ابن حبيب، قال: كان المنذر ذو القرنين بن ماء السماء دعا ذات يوم النّاس؛ فقال: من يهجو الحارث بن جبلة الغسّاني؟ فدعا حرملة بن عسلة الشّيباني فيمن دعا. وأمّ حرملة من غسّان، فقال: اهجه ولك مائة من الإبل، فقال لا ينطق لساني بشتمة، وأنشأ يقول:

ألم تر أني بلغت المشيبا

وفي دار قومي عفاءً كسوبا

وأنَّ الإله تنصَّفته

بأن لا أعقَّ وأن لا أحوبا

ص: 395

وأن لا أكافر ذا نعمةٍ

وأن لا أخيِّبه مستثيبا

وغسان قومٌ هم والدي

فهل ينسينَّهم أن أغيبا

فأوزع بها بعض من يعتريك

فإنَّ لها من معدٍّ كليبا

فإنَّ لخالك مندوحةً

وإنَّ عليها بعينٍ رقيبا

قال ابن الإعرابي في "نوادره" بعد إنشاد هذه الأبيات: التنصّف: الخدمة والانقياد والطّاعة، وقوله: لخالك، أي: تدع خالك وتهجو خالي. انتهى.

فانبرى شهاب بن العّيف العبدي، أحد بني سليمة؛ فقال:

اللهمَّ إنَّ الحارث بن جبله

إلى لآخره، ثمَّ إنَّ الحارث بن جبلة أخذهما بعد ذلك؛ فقال لحرملة: يا حرملة اختر ما شئت من ملكي، فسأله قينتين له فأعطاهما إياه؛ فانطلق بهما. وقال لابن العّيف: اختر مني ثلاث خلال، أمّا أن أطرحك على أسدين ضاريين في بئر، وإمّا أن أرميك من طمار سور دمشق، وإمّا أن يقوم الدلامص، وهو سيّاف له، فيضربك بعصاه هذه ضربهً؛ فاختار ضربة الدّلامص، فضربه على رأسه فانكسرت فخذه- كذا زعموا- فاحتمله راهب، وداواه حتى برأ، وهو يخمع منها، فكان هذا والحارث يومئذ بقنسرين. انتهي.

وحكى أبو محمّد الأسود في "ضالة الأديب" ويخمع بالخاء المعجمة، أي: يعرج، وابن العيّف: بفتح العين المهملة وتشديد المثناة التّحتيَّة المكسورة، والمنذر بن ماء السّماء هو المنذر الأكبر أخو من ملوك عرب الحيرة

ص: 396