الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما ارتفع من الأرض شبّهه بظهر ترس في ارتفاع وتعرّية من النبات، كما قال الأعشى:
وفلاةٍ كأنَّها ظهر ترسٍ
…
ليس إلَّا الرَّجيع فيها علاق
وقوله: جبتهما: جواب ربّ المقدرة، والجواب: القطع، والنعت: الوصف، أي: نعتا لي مرّة واحدة، فلم أحتج إلى أن ينعتا لي مرّةً ثانية. وصف نفسه بالحذق والمهارة والجسارة. وقوله: على مطار القلب، أي: على بعير هذه صفته.
وخطام المجاشعي الرّاجز: هو خطام بن نصر بن [رياح بن] عياض بن يربوع من نبي الأبيض بن مجاشع بن دارم، وهو راجز إسلامي. والخطام، بكسر الخاء المعجمة: معناه الزمام. قال الصّاغاني: إنَّ اسمه بشر، بكسر الموحدة وسكون الشين المعجمة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والتسعون بعد المائتين:
(298)
ولا للما بهم أبدًا دواء
وصدره:
فلا والله لا يلفَى لما بي
على أنَّ اللام الثانية مؤكدة للأولى. وتقدَّم في الذي قبله عن ابن جنّي ما يتعلق به، ورواه المبارك بن ميمون في "منتهى الطلب" كذا:
فلا والله لا يلفى لما بي
…
وما بهم من البلوى دواء
فلا شاهد فيه. والبيت من قصيدة لمسلم بن معبد الواليّ، قال أبو محمّد الأسود
الأعرابيّ في "ضآلة الأديب": كان السبب في هذه القصيدة أن مسلمًا كان غائبًا، فكُتبت إبله للمصدّق، أي: لعامل الصدقة، وهي الزكاة، وكان رُقيع وهو عمارة ابن عبدي الوالي عريفًا، فظنَّ مسلم أنّ رقيعًا أغراه، وكان مسلم ابن أخت رقيع وابن عمه، فقال مسلم:
بكت إبلي وحقَّ لها البكاء
…
وفرَّقها المظالم والعداء
إذا ذكرت عرافة آل بشرٍ
…
وعيشًا ما لأوَّله انثناء
ودهرًا قد مضى ورجال صدقٍ
…
سعوا قد كان بعدهم الشَّقاء
إذا ذكر العريف لها اقشعرت
…
ومسَّ جلودها منه انزواء
فظلَّت وهي ضامرة تفادي
…
من الجرّات جاهدها البلاء
وكدن بذي الرّبا يدعون باسمي
…
ولا أرضٌ لدي ولا سماء
تؤمِّل رجعةً مني وفيها
…
كتابٌ مثل ما لزق الغراء
إلى أن قال بعد أبيات يخاطب رقيعًا:
ألمَّا أن رأيت الناس آبت
…
كلابهم عليَّ لها عواء
ثنيت ركاب رحلك مع عدوِّي
…
لمختتلٍ وقد برح الخفاء
ولا خيت الرِّجال بذات بيني
…
وبينك حين أمكنك اللِّخاء
إلى أن قال:
وقد يغني الحبيب ولا تراخي
…
مودَّته الغنائم والحباء
ويوصل ذو القرابة وهو ناءٍ
…
ويبقى الدِّين ما بقي الحياء
جزى الله الصَّحابة عنك شرًّا
…
وكلُّ صحابة لهم جزاء
بفعلهم فإن خيرًا فخيرًا
…
وإن شرًّا كما مثل الحذاء
وإيّاهم جزى عنّي وأذَّى
…
إلى كلّ بما بلغ الأداء
وقد أنصفتهم والنَّصف يرضى
…
به الإسلام والرَّحم البواء
لددتهم النَّصيحة كلَّ لدٍّ
…
فمجُّوا النُّصح ثمَّ ثنوا فقاؤوا
إلى أن قال:
إذا مولى رهبت الله فيه
…
وأرحامًا لها قبلي رعاء
رأى ما قد فعلت به موالٍ
…
فقد غمرت صدورهم وداؤوا
فكيف بهم فإن أحسنت قالوا
…
أسأت وإن غفرت لهم أساؤوا
فلا وأبيك لا يلفى لما بي
…
ولا للما بهم أبدًا شفاء
وهذا آخر القصيدة. قوله: رجال صدق سعوا، أي: تعاطوا أخذ الصدقة، والساعي: من ولي شيئًا على قوم، وأكثر ما يقال ذلك في ولاة الصدقة، والانزواء: التقبض، وتفادي من كذا: إذا تحاماه وانزوى عنه، وقوله: ألمَّا، الهمزة للاستفهام التوبيخي، ولمَّا بمعنى حين، عاملها ثنيت، وأبت: رجعت، وبرح: زال، ولا خيت، بالخاء المعجمة: مالأتَ وساعدتَ.
وقوله: وقد يغني الحبيب، أي: يصير غنيًا، ولا تُرخي المغانم والعطاء مودته والصحابة: الأصحاب، والحذاء، بالكسر: النعل، أراد: كما صنع مثل الحذاء مطابقًا له، والَّصف: بفتح النون، وسكون الصاد: الإنصاف، والبواء، بفتح الموحدة: السواء.
وقوله: لددتهم .. الخ، اللدود بفتح اللام: ما يصبُّ من الأدوية في أحد شقّي الفم، ولددته لدًّا: صببت فيه صبًّا، ومحبّة: رماه، وثنوا: عطفوا ومالوا، وقاؤوا بالقاف: أي: أخرجوه بالقئ.
وصحفه العيني تصحيفًا فاحشًا فقال: قوله: وفاؤوا: خبر مبتدأ محذوف، أي: وهم فاؤوا، والجملة حاليًا. هذا كلامه، ولا يكاد يقضى منه العجب. وقوله: إذا مولى .. الخ، المولى هنا: ابن العم، ورهبت الله فيه، أي: خفت الله في جانبه. وغمرت: من الغمر، بكسر الغين المعجمة، وهو الحقد، وداؤوا، أي: مرضوا، يقال: داء الرّجل يداءُ داء، إذا أصابه المرض.