الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صيرت، فلا تفتقر إلي فعل، ويكون مرتعها قريب في موضع المفعول الثاني. انتهي.
وهذا أجود، وبه ترتبط الأبيات الثلاثة، ولم يصب العيني في ضبط جعل هنا بالبناء للمفعول. وللشلوبين هنا كلام أوردناه في شرح الشاهد الرابع والخمسين بعد السبعمائة من شواهد الرضي.
والقلوص: الناقة الشابة، وروي "ابني زياد" بدل "ابني سهيل" بتثنية ابن في الروايتين. والأكوار: جمع كور، بالضم، وهو الرحل بأداته، يقول: إذا سرحت لم تبعد في المرعي لشدة كلالها، وقد شرحه قول الآخر:
من الكلال لم يذقن عودا
…
لا عقلًا تبقي قيودا
ولقد أبعد الدماميني في قوله: الكور، بالفتح، وهي الجماعة الكثيرة من الإبل. وقوله: كان لها
…
إلي آخره، قال المرزوقي: يقول: كأن لهذه الناقة ولدًا برحل تتعطف عليه ولا تتباعد عنه، وما داؤها إلَاّ الإعياء. والطب، بالكسر: أصله العلم، والمراد به هنا: الذي يعلم ويعرف، البو: أصله جلد فصيل، يحشي تبنًا لتدر الأم عليه. انتهي. وقال غيره من الشراح: أي: ما شأنها وداؤها، وقال آخر: الطب هنا السقم، ومنه "آخر الطب الكي"، واللغوب: الإعياء، ولغب لغوبًا، كدخل دخولًا، وجاء من باب فرح.
ولم أقف علي صاحب هذا الشعر، وقد تكلمنا عليه أيضًا في شرح الشاهد الثاني والخمسين بعد الثلاثمائة من شواهد الرضي.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الثلاثمائة:
(384)
لمتى صلحت ليقضين لك صالح
…
ولتجزينَّ إذا جزيت جميلًا
علي أنَّ اللام الموطئة قد تدخل على غير "إن" الشرطية، كدخولها هنا علي "متى"
قال ابن مالك في "التسهيل": وتقرن أداة الشرط المسبوقة بلام مفتوحة تسمي
المواطئة، قال أبو حيان: أداة الشرط أعم من أن تكون "إن" أو غيرها، إلَاّ أنَّ "إن" اقترانها باللام كثير، ومثال دخولها على غير "إن" من أدوات الشرط قول القطامي:
ولما رزقت لتأتينَّك سيبه
…
جلبًا وليس إليك ما لم ترزق
وقول الآخر:
لمتى صلحت ليقضين لك صالح .. البيت.
وعلي ذلك حمل المصنف وغيره قوله تعالي: (لما آتيناكم من كتاب وحكمة) الآية] 81/آل عمران [. وقوله: المسبوقة، أي بقسم ملفوظ أو مقدر، فالملفوظ به: 0 وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم)] الأنعام/109 [والمقدر: الموطئة أي: وطأت الجواب للقسم المذكور قبلها أو المنوي، وتسمي أيضًا المؤذنة، آذنت بالقسم، وقد شبه بعضهم إذ بإن فأدخل عليها اللام، قال:
غضبت علي وقد شربت بجزَّةٍ .. البيت
وقوله: لمتى صلحت .. الخ، اللام الأولي المواطئة، والثانية: لام جواب القسم، والثالثة مع دخولها: معطوفة علي جواب القسم، ويقضين: مضارع مجهول مؤكد بالنون الخفيفة، وصلح بفتح اللام وضمها: ضد فسد، والقضاء: الحكم، وصالح: نائب الفاعل، ولتجزينَّ بالبناء للمفعول، وجزيت إن كان بالبناء للفاعل بمعني صنعت وعملت، يكون مع ما قبله قد تنازع جميلًا. وإن كان بالبناء للمفعول، كان جميلًا مفعولًا لقوله: تجزين، ولا تنازع، لأنَّ معناه حينئذ عوملت بالجزاء. والبيت لم أقف علي قائله، والله أعلم.