الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما اسمك؟ قال: عبد ياسوع، وقال للخامس: ما اسمك؟ قال: عبد الله. فقال: أنتم عباد عباد كلكم! فسموا عبادًا. قال كراع: معنى عبد ياسُوع: عبد الله، كذا في "اللآلي شرح الأمالي" لأبي عبيد البكري.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس بعد الثلاثمائة:
(306)
كم عمَّة لك يا جرير وخالةٍ
…
فدعاء قد حلبت عليَّ عشاري
على أنَّ مميّز "كم" الخبرية فيه مفرد، وقد روى فيه الجر والنصب والرّفع، وجوّز في "كم" أن تكون استفهاميّة أيضًا، وقد بسطنا الكلام عليه غاية البسط في الشاهد الثاني والتسعين بعد الأربعمائة من شواهد الرضي.
والبيت من قصيدة للفرزدق هجا بها حريرًا، وقبله:
قبح الإله بني كليبٍ إنَّهم
…
لا يغدرون ولا يفون لجارٍ
يستيقظون إلى نهاق حميرهم
…
وتنام أعينهم عن الأوتار
متبرقعي لئومٍ كأنَّ وجوههم
…
طليت حواجبها عنيَّة قار
كم من أبٍ لي يا جرير كأنَّه
…
قمر المجرَّة أو سراج نهار
ورث المكارم كابرًا عن كابرٍ
…
ضخم الدَّسيعة كلّ يوم فخار
إلى أن قال:
كم عمَّة لك يا جرير وخالةٍ
…
فدعاء قد حلبت عليّض عشاري
كنّا نحاذر أن نضيع لقاحنا
…
ولهلى إذا سمعت دعاء يسار
شغارةً تقذ الفصيل برجلها
…
فطارة لقوادم الأبكار
قوله: لا يغدرون .. الخ، يقول: هم ضعفاء لا يقدرون على غدر ولا على وفاء. وعنيَّة: بفتح العين المهملة وكسر النون بعدها مثناة تحتيّة مشددة، قال صاحب "الصّحاح": هو بول البعير يعقد في الشمس يُطلى به الأجرب، والقار بالقاف، قال صاحب "الصّحاح": هو الإبل، وأراد بسراج النّهار: الشمس، والدسيعة: العطيّة.
وقوله: كم عمّة لك يا جرير .. الخ، هو من شواهد سيبويه على أن "كم" فيه خبرية، وقال: ومن ينصب، أي: المميّز، كثير، منهم الفرزدق. انتهى. وفدعاء: صفة لخالة لقربها، وحذف الصفة للدلالة عليها. قال ابن الأعرابي: الذي يمشي على ظهر قدميه. والأنثى: فدعاء، والفدع من صفات العبيد والإماء. والعشار، بالكسر: جمع عشراء، بضم ففتح وبالمدّ: النّاقة التي أتى عليها من وضعها عشرة أشهر لا التي مضى عليها عشرة أشهر من حملها، بدليل قوله: حلبت. وقد صحّف بعض المتقدمين الكلمتين الأخيرتين، فرواه:"قد جلبت على عشّار" بضم الجيم من الجلاء، وعشار بفتح العين وتشديد الشين.
وقوله: كنّا نحاذر .. الخ، نُضيع: مضارع أضاع، ولقاحنا: مفعوله، جمع لقوح، وهي النّاقة الحلوب. وقوله: ولهى: فاعل نضيع فعلى من الوله، ويسار: اسم عبد كان يتعرض لبنات مولاه.
وقوله: شغّارة تقذ .. الخ، هو من شواهد سيبويه بنصب شغارة على الذم، قال في "الكتاب": زعم يونس أنه سمع الفرزدق ينشده بالنصب، جعله شتمًا، وكأنه حين ذكر الحلب، صار من يخاطب عنده عالمًا بذلك، ولو ابتدأه وأجراه على الأول كان جائزًا عربيًّا. انتهى. والشّغارة: التي ترفع رجلها ضاربة للفصيل لتمنعه من الرّضاع عند الحلب، والوقذ، بالقاف والذّال المعجمة: أشدّ الضرب، والفطارة: التي تحلب الفطر، بفتح الفاء وسكون الطاء، وهو حلب النّاقة بالسبّابة