الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد المائتين:
(273)
لمَّا اتَّقى بيدٍ عظيمٍ جرمها
…
فتركت ضاحي جلدها يتذبذب
على أنَّ الفاء زائدة، لأنَّ جواب لما لا يقارنها الفاء. كذا أنشده أبو حيان في "شرح التسهيل" ويمكن تقدير الجواب قياسًا على الآية بعده، أي: ضربتها فتركت، فتكون الفاء عاطفة لجملة "تركت" على جملة الجواب المحذوف، قال الدماميني، والضاحي: البارز الظاهر، وضمير المؤنث في الموضعين لليد، لأنها من المؤنث السماعي. ورواه ابن جني:"ضاحي كفّه" والضمير المذكور يرجع لما يرجع إليه ضمير اتقى.
قال ابن جني في "سر الصناعة": ومن زيادة الفاء أيضًا قوله جل اسمه: {لا تحسبنَّ الَّذين يفرحون بما أتوا ويحبُّون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فلا تحسبنَّهم بمفازةٍ من العذاب} [آل عمران/ 188]: الفاء زائدة، وتحسب الثانية بدل من تحسب الأولى، إلى هذا ذهب أبو الحسن، وهو قياس مذهبه في كثرة زيادة الفاء، وقال أبو حاتم: أخبرنا به علي بن محمّد يرفعه بإسناده إلى قطرب:
وحتى تركت العائدات يعدنه
…
يقلن فلا تبعد وقلت له ابعد
وبهذا الإسناد أيضًا:
لمَّا اتَّقى بيدٍ عظيمٍ جرمها
…
فتركت ضاحي كفَّه يتذبذب
فالفاء في هذين البيتين زائدة. انتهى. والجرم بضم الجيم: الذنب، كذا رأيته مضبوطًا في "سرّ الصناعة" في نسخة صحيحة الضبط، وضبطه ابن وحيي تبعًا لابن الملا بكسر الجيم، وقالا: هو الجسد، ويتذبذب بذالين معجمتين وموحدتين، أي: يتحرك يذهب ويجيءن ولا يثبت في موضع واحد.