الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: فكيف بهم، أي: فكيف أصنع بهم؟ وجملة "لا يلفى شفاء" أي: لا يوجد، جواب القسم، يريد: لا يوجد شفاء لي من كدرهم، ولا لما بهم من داء الحسد.
ومسلم بن معبد: شاعر إسلامي في الدولة الأموية وهو ابن معبد الوالبي نسبة إلى والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتسعون بعد المائتين:
(299)
لسان السوء تهديها إلينا
…
وحنت وما حسبتك أن تحينا
على أنَّ الكاف حرف خطاب. قال أبو حيان في "شرح التسهيل" بعد أن مثل لذلك بقوله: حسبتك عمرًا منطلقًا. وقال المصنف، يعني ابن مالك: أنشد أبو علي:
وحنت وما حسبتك أن تحينا
وأجاز أن تكون الكاف فيه حرف خطاب، وهو غريب. وحمله على ذلك وجود أن بعدها، فإنه إن لم يكن الأمر كما قال، لزم الإخبار بأن والفعل عن اسم عين، وذلك لا سبيل إليه في موضع يخبر عنه فيه بمصدر صريح، نحو: زيد رضى، فكيف في موضع بخلاف ذلك! انتهى. فعلى هذا إذا كانت الكاف حرف خطاب، تكون أن الناصبة، وما بعدها سدت مسد مفعولي حسب، كقراءة من قرأ:{وحسبوا أن لا تكون فتنة} [المائدة/ 71] في قراءة من نصب "تكون".
ويحتمل البيت تخريجًا آخر، وهو أن يكون الكاف ضميرًا مفعولًا أول، وأن زائدة، وتحين في موضع المفعول الثاني، فلا تكون أن مصدرية. وهذا على مذهب الأخفش في إجازته أنّ "أن" الزائدة تنصب. إلى هنا كلام أبي حيان.
وهذا البيت أنشده ابنا لسكيت في كتاب "المذكر والمؤنث" قال: اللسان يذكَّر،
وربما أنت، إذا قصدوا باللسان قصد الرسالة أو القصيدة من الشعر، قال الشاعر:
لسان السوء تهديها إلينا
…
وحنت وما حسبتك أن تحينا
من الحين، وهو الهلاك. وقال الآخر:
أتتني لسان بني عامر
…
فجلَّى أحاديثها عن بصر
ذهب إلى الرسالة، وقال الحطيئة:
ندمت على لسانٍ فات منّي
…
فليت بأنَّه في جوف عكم
ويروى: "فليت بيانه" فمن أنث صغَّرها: لسينة، ومن ذكّر صغره: لسينًا. وأمّا اللسان بعينه فلم أسمعه من العرب إلَّا مذكّرًا، قال أبي: وسمعت أبا عمرو يقول: اللسان نفسه يذكر ويؤنث، فمن أنّث جمعه ألسنًا، ومن ذكَّر جمعه ألسنة. قال: وسمعته يحكي: لكل قومٍ لسنٌ، أي: لغة، ويقال: لسنت الرَّجل: إذا أخذته بلسانك، قال طرفة:
وإذا تلسنني ألسنها
وقد ألسنته: إذا بلغت عنه، وينسب إلى حسن اللسان رجل لسن بين اللَّسن. انتهى كلامه.